عودة الاغتيالات إلى الضالع.. من المستهدف ومن وراء ذلك؟

8 ديسمبر 2020
عودة الاغتيالات إلى الضالع.. من المستهدف ومن وراء ذلك؟

أثارت عودة الاغتيالات في محافظة الضالع وسط اليمن التساؤلات من جديد عن الجهات المنفذة لها والأهداف التي تسعى من خلالها إلى تحقيقها.

ومن خلال رصد “الموقع بوست” لعمليات الاغتيال في محافظة الضالع، فإن حوادث الاغتيال الجديدة لم تختلف عن سابقاتها من حيث استهداف عمليات الاغتيال لذوي التوجه الإسلامي، وخرجت عن سياقها السياسي والعسكري والديني لتشمل شريحة أكاديميي الجامعات.

استقراء

وباستقراء عمليات الاغتيال التي حدثت في الضالع، فإن من أهم الدلالات التي لا يخطئها أي متابع أنها تستهدف قيادات حزب الإصلاح خصوصا وذوي التوجه الإسلامي عموما.

فخلال الأعوام الماضية استهدفت عمليات الاغتيال قيادات في المقاومة من ذوي التوجه الإسلامي والذين كان آخرهم الشيخ حاشد ريشان وذلك برغم أنه كان قائدا لقطاع الحزام الأمني المدعوم إماراتيا في مدينة قعطبة.

في حين تركزت عمليات الاغتيال الأخرى على استهداف قيادات في حزب الإصلاح والتي كان أهمهما اغتيال رئيسي فرعي الحزب في مديريتي الضالع والأزارق زكي السقلدي وأحمد بن أحمد الأزرقي.

وتعدت عمليات الاغتيال استهداف القيادات الإصلاحية التي تشغل مناصب حزبية إلى الشخصيات المؤثرة في الوسط الاجتماعي والسياسي وكان من أبرز المستهدفين القياديين خالد غيمان وعبد الرقيب قزيع.

دلالات

ومع تزايد عمليات الاغتيال واستمرارها فإن ذلك يؤكد فشل ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في حكم المحافظة التي يسيطر عليها ويحكمها بشكل تام، إذ أثار استمرار حوادث الاغتيال موجة استياء شعبي واسع بلغ حد الإضراب الكامل واندلاع احتجاجات ومطالبات بتغيير كل القيادات الأمنية بالمحافظة والذين ينتمي غالبيتهم للانتقالي.

الكاتب والصحفي إبراهيم ناجي قال إن الاغتيالات التي تحدث لها دلالات سياسية فهي تستهدف تيارا سياسيا معينا، بل بمعنى أوسع تستهدف كل من يقف ضد مشروع ذي بعد جيوسياسي معين.

وأضاف ناجي لـ”الموقع بوست” أنه كلما زادت ضغوطات الحل بين الفرقاء جنوبا زادت شراهة الجهة المنفذة للاغتيالات والتي تنظر لأي حل يتضمن خطوات توحيد التشكيلات العسكرية في الجنوب تحت مظلة الدولة تنظر له سحب بساط من تحت أقدامها وبالتالي فشل مشروعها المرسوم سلفا.

طور جديد

الكاتب الصحفي علي الفقيه قال في منشور بصفحته على “فيسبوك” إن “اغتيال الدكتور خالد الحميدي عميد كلية التربية في الضالع يحمل مؤشرا على انتقال عصابات الاغتيالات في عدن وما حولها إلى طور جديد، فبعد نفاد قائمة الأئمة والخطباء والنشطاء السياسيين انتقلوا إلى الكوادر الأكاديمية”.

وأضاف “يريدون إفراغ الساحة من كل مشاعل النور لتبقى غابة للقتلة والمجرمين”.

والسبت، اغتال مسلحون مجهولون عميد كلية التربية في محافظة الضالع الدكتور خالد عبده الحميدي قرب مستوصف التضامن في مركز المحافظة بينما كان على متن دراجته النارية في طريقه إلى مبنى الكلية، في حادثة لم تكن هي الأولى إذ سبق أن اغتال مسلحون مجهولون في وقت سابق من العام الجاري الدكتور “جمال مقيبل” أحد أساتذة قسم اللغة العربية في الكلية.

ولقيت جريمة اغتيال عميد كلية التربية في الضالع الخاضعة لقوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات إدانات واسعة من المنظمات الحقوقية والأحزاب ورواد مواقع التواصل.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق