بالأمس احتفل اليمنيون بذكرى السادس والعشرين من سبتمبر، كانت صحوة وطنية، لم تترك للحوثيين من خيار غير التماهي معها، في كمون غادر، وانتهازية أصيلة. لقد حركت الذكرى السبتمبرية مشاعر اليمنيين نحوالحرية، لقد زاوج الوعي الاجتماعي بين الحرية والجمهورية، فكانت الصحوة الوطنية. وكان هذاالزخم الكبير الذي عاشته اليمن كل اليمن.
بعد أيام سوف نحتفل بالذكرى السابعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، الثورة التي حررت جنوب اليمن من الاحتلال، ووحدت الجنوب من باب المندب إلى المهرة، وأعادت مسار التاريخ إلى سياقه الطبيعي حتى تحقيق الوحدة اليمنية، الحدث الأكثر أهمية في حياتنا، والذي يتعرض اليوم لهجوم متعدد الوجوه والاتجاهات.
مرة أخرى سوف يظهر الشعب اليمني في كل اليمن وحدة وطنية واحتفاء بالمناسبة، لارتباط المناسبتين بحياتنا الحاضرة، ومستقبلنا المنشود باليمن الجديد. أنني أتوقع أن تتبنى السلطات العليا والمحلية المسؤولية عن التحضير للفعالية، والمبادرة في الاحتفاء وطنياً وسلمياً بالمناسبة، وتشجيع الشباب والمرأة للانخراط في فعالياتها.
يجب أن ترفع أعلام الجمهورية اليمنية، وصور الرئيس الشرعي في كل مكان، وعلى الأقل في المناطق التي لازالت تحت السيطرة. وأن ننشد جميعنا نشيدنا الوطني، كما أنشده وينشده أبطال الثورة والتحرر والكرامة وصانعي الاستقلال. يجب أن نتمسك بمشروع الدولة الاتحادية، وندافع عنه نهاراً جهاراً، فلا حل موضوعي وعادل، يوقف الحرب، ويحقق السلام، ويحفظ اليمن سواه.
هي مناسبة أخرى للتعبير عن المشاعر الوطنية، وإظهار الوعي المتمسك والمنافح عن الهوية الوطنية اليمنية التي يراد مصادرتها، لصالح المشروع الاستعماري، المعروف باسم الجنوب العربي. المشروع الذي رحل برحيل البريطانيين من جنوب اليمن، وسقط بسقوط الاحتلال.
سيتمسك أبناء الجنوب، أبناء أكتوبر المجيد، بهويتهم الوطنية اليمنية. لقد أظهروا ذلك بالأمس في لودر ومودية وعتق وسيئون، كما أظهروه قبلاً في عدن والحوطة وزنجبار والمكلا والغيضة وسقطرى، وعياً بمخاطر نهج تدمير الهوية الوطنية اليمنية. لقدأبدوا روحاً ثورية في الدفاع عن يمنيتهم، عن انتمائهم لليمن الكبير، وأكدوا رفضهم للمشروع الذي رفضه الآباء الثوريون من قبل.
ليس هناك أخطر على الشعوب أكثر من الصمت إزاء هدم وتدمير قواعد حياتها المشتركة، نحن في اليمن نتعرض لهذا النوع من المخاطر، تمس هويتنا، ووحدة شعبنا، وأرضنا، بدأها الحوثيون بادعاءاتهم العنصرية والسلالية المقيته، ويكملها الآخرون، والدفاع عنها واجب وطني، لا يسبقه اليوم واجب. ولا يرقى إليه شرف، ولا تعلوه كرامة، لنحتفل بأكتوبر متمسكين بوحدتنا، وبهويتنا اليمنية، لنحتفل ” ولو في الغرف المغلقة، وتحت الأضواء الخافتة”.