أكدت مصادر محلية مطلعة في العاصمة اليمنية المختطفة بيد الميليشيات الحوثية أن الجماعة الانقلابية الموالية لإيران تلقت ضربات موجعة خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة إذ تكبدت في هجماتها على مواقع الجيش اليمني أكثر من 3 آلاف قتيل وجريح.
وذكرت المصادر، أنها وثقت تشييع الجماعة الانقلابية 114 عنصرا من قتلاها خلال أسبوع واحد في محافظات صنعاء وعمران وذمار وإب، بينهم 18 قياديا جلهم سقطوا في معارك وضربات جوية في نهم ومأرب والجوف والبيضاء.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الحوثية عمليات دفن وتشييع يومية للمئات من قتلاها في مختلف المناطق والمحافظات، لا تزال الجماعة تعاني من استنزاف غير مسبوق لخزانها البشري بالتزامن مع تنفيذها لعمليات تعبئة وتجنيد قسرية جديدة تطال شريحة الأطفال والشبان في المناطق الخاضعة لها.
وكشف مصدر خاص يعمل فيما يسمى “مؤسسة الشهداء” التابعة للجماعة بصنعاء، عن ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجماعة خلال ثلاثة أشهر ماضية فقط إلى أكثر من 3 آلاف و206 عناصر لقوا حتفهم على أيدي قوات الجيش اليمني وضربات تحالف دعم الشرعية.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه خشية على حياته، إن أعداد صرعى الجماعة خلال الفترة من 15 أبريل (نيسان) الماضي وحتى 15 يوليو (تموز) الجاري توزعوا بين 1983 قتيلا، و1223 جريحا معظمهم ينتمون إلى محافظات: صعدة وعمران وحجة والمحويت ومحافظة صنعاء وأمانة العاصمة، وذمار، وإب، والمحويت.
وبين المصدر أن عدد قتلى الجماعة في جبهة محافظة الجوف لوحدها نتيجة استهداف طيران التحالف بلغ أكثر من 652 قتيلاً، خلال نفس الفترة، في حين لقي بقية قتلى الميليشيات مصرعهم بجبهات قانية ومأرب ونهم، والساحل الغربي في الحديدة، وجبهات أخرى في الضالع وتعز والبيضاء وغيرها.
وأكد أن من بين صرعى الانقلابيين 16 عنصرا برتبة عميد و28 برتبة عقيد، و14 برتبة رائد و4 قادة كانت الميليشيات منحتهم رتبة لواء من ضمنهم قائد قواتها الخاصة الحمران.
وفي حين أشار المصدر إلى أن ما نسبته 60 في المائة من قتلى وجرحى الميليشيات خلال تلك الفترة هم من الأطفال دون سن الثامنة عشرة، أفاد تقرير حديث صادر عن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية بأن الجماعة الانقلابية تكبدت خسائر بشرية ومادية ضخمة بجبهة قانية شمال محافظة البيضاء جراء المعارك وغارات طيران التحالف خلال العشرة الأيام الأخيرة من شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وأكد التقرير أن الخسائر البشرية للجماعة بلغت خلال نفس الفترة 562 عنصراً توزعت بين 241 قتيلاً و300 جريح و21 أسيراً لدى قوات الجيش.
ووفقاً لما رصده تقرير المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، تمكنت قوات الجيش وطيران التحالف من تدمير 35 آلية، منها 9 دبابات و8 عربات مدرعة و18 طقماً خلال الفترة ذاتها.
وأورد التقرير، تدمير مدفعية الجيش الوطني ومقاتلات التحالف 15 ثكنة حوثية ومخزن أسلحة في مواقع متفرقة شمال غربي محافظة البيضاء، واستعادة كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة من ضمنها قناصات وأسلحة رشاشة خلال نفس الفترة.
واعتبر المركز أن هذه الإحصائية هي لما تمكن فريقه من توثيقه، ولا يشمل كل الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها الميليشيات في تلك الجبهة، والتي قال إنها «تفوق الحصر».
وعلى صلة بذات الموضوع، أفادت مصادر محلية بصنعاء، بأن الميليشيات لا تزال مستمرة بشكل يومي في عمليات التشييع والدفن لجثث المئات من قتلاها في مختلف المدن والمحافظات الواقعة تحت بسطتها.
وأكدت المصادر أنها وثقت قيام الجماعة خلال الفترة من: 14 يوليو (تموز) الجاري، وحتى 21 من نفس الشهر بتشييع ودفن أزيد من 114 قتيلا حوثيا بينهم 18 قياديا في 10 محافظات.
وقالت المصادر المحلية إن أعداد قتلى الجماعة اختلف من محافظة لأخرى، وإن أغلبهم من أبناء القبائل، بالإضافة إلى نسبة كبيرة من صغار السن.
وأوضحت المصادر أن الجماعة دفنت في العاصمة صنعاء خلال أسبوع 34 قتيلاً، وفي محافظة صعدة (معقل زعيم الميليشيات) 21 قتيلاً، وفي عمران 14 قتيلاً، و12 قتيلاً في ذمار، و10 قتلى في إب، و8 قتلى في حجة، و7 قتلى في تعز، و4 قتلى في المحويت، و3 قتلى في البيضاء، وقتيلا في الحديدة.
وكحصيلة للعشرة الأيام الأولى من يوليو (تموز) الجاري، والذي يعد من أكثر الشهور استنزافا لمقاتلي الميليشيات في الجبهات، أكدت المصادر مصرع أكثر من 104 عناصر حوثيين بينهم قيادات بارزة، بينهم 68 عنصراً وقياديا ميدانياً لقوا مصرعهم في جبهات مأرب والضالع وغيرها.
وشملت فعاليات التشييع التي بثتها وسائل إعلام الجماعة الحوثية، محافظات عمران وحجة وإب وصعدة وصنعاء وذمار والحديدة والمحويت.
وفي السياق نفسه أفادت مصادر مقربة من الجماعة في صنعاء، بأن الجماعة شيعت 6 قتلى في قرية واحدة في عمران، وهي قرية «معقل» بمديرية حرف سفيان.
كما كشفت المصادر عن أن قرية واحدة بمديرية الحيمة بمحافظة صنعاء (غرب العاصمة) استقبلت جثامين 12 من عناصر الميليشيات قتلوا بجبهات مأرب، في حين استقبلت مناطق أخرى في محيط العشرات من الجثث بعد أن لقيت مصرعها في الساحل الغربي جبهات قتالية أخرى.
ونتيجة للاستنزاف البشري الذي تتعرض الميليشيات في أكثر من جبهة، عادت الجماعة خلال الأيام القليلة الماضية، لتنفيذ حملات تعبئة وتجنيد قسري بحق الشباب والأطفال في صنعاء العاصمة ومدن أخرى.