بعد أن كان مروجو نظرية مادة التبيض السامة ثاني أكسيد الكلور، على وشك خسارة معركتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، جاء فيروس كورونا ليحي نظريتهم الخطيرة، كما يقول تقرير جديد لموقع بيزنس إنسايدر الأمريكي.
التقرير سلط الضوء على حركة مثيرة للجدل انطلقت السنة الماضية، تدعو لاستهلاك مادة ثاني أكسيد الكلور، التي أطلق عليها البعض “المحلول المعدني الخارق” أو “MMS”، كعلاج لجميع الأمراض، وسط تحذيرات واسعة النطاق من هذه الأكاذيب.
وبالفعل بدأت مواقع من بينها فيسبوك ويوتيوب، إلغاء المجموعات المروجة لهذه المزاعم، إلى جانب مسح أي محتوى يدعو لها، بعد أن حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من استهلاكها نظرا لسميتها الشديدة.
لكن ومع تفشي فيروس كورونا، نشطت هذه الحركة مرأة أخرى، إذ ادعت أن ثاني أكسيد الكلور يشفي من الفيروس، بحسب بيزنس إنسايدر.
وبدأت المجموعات المروجة لهذه الأكذوبة إلى بيع المادة للناس من خلال تطبيق تليغرام للمراسلة.
وقال موقع “فايس” إن بيانات غوغل تشير إلى ارتفاع البحث عن معلومات بخصوص المادة، بالتزامن مع بدء تفشي فيروس كورونا المستجد في بداية مارس الماضي.
وحصلت الحركة على زخم أكبر بعدما تساءل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل الماضي، عن إمكانية حقن المطهر في أجساد المرضى لعلاجهم من فيروس كورونا، التصريح الذي تم تحريف سياقه.
واتهمت المتحدثة وسائل الإعلام الأمريكية آنذاك “بإخراج كلام ترامب عن سياقه بشكل غير مسؤول من أجل نشر عناوين أخبار سلبية”، ورفض خبراء ما اقترحه الرئيس الأمريكي مؤكدين أن ذلك قد يؤدي إلى التسمم.
ويدعي أصحاب نظرية الـ “MMS”، أن شركات الأدوية ترفض الاعتراف بهذه المادة، وتحاول إخفاء الأخبار عن فاعليتها، وقد وجدت مروجي ثاني أكسيد الكلوريد استجابة في دولة بوليفيا.
وقام المشرعون في الهيئة التشريعية الوطنية في بوليفيا بتقنين ثاني أكسيد الكلوريد كعلاج لفيروس كورونا المستجد، رغم تحذير وزير صحة بالبلاد من المادة السامة، وفقا لـ “بيزنس إنسايدر”.
وخلال الأسبوع الماضي، أصدر القضاء الأمريكي أحكاما ضد مارك غرينون، زعيم جماعة “التكوين الثاني”، بجانب ثلاثة من أولادة، لترويجهم وبيعهم المادة السامة كعلاج لكوفيد-19.
وبحسب بيانات المحكمة، فإن مجموعة غرينون قد جنت نحو 30 ألف دولار في شهر واحد من بيع المادة، إلا أن الرقم وصل إلى 120 ألف دولار، مع استمرار تفشي الوباء.
يذكر أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد حذرت من استهلاك مادة ثاني أكسيد الكلوريد السامة، لما تسببه من “قيء وإسهال شديد، وانخفاض ضغط الدم الذي يهدد حياة الإنسان بسبب الجفاف، وفشل وظائف الكبد”.