دراسة: الولادة الطبيعية تحمي أطفال الأمهات المصابات من عدوى كورونا

محرر 214 يوليو 2020
دراسة: الولادة الطبيعية تحمي أطفال الأمهات المصابات من عدوى كورونا

بينت دراسات سابقة أن الأطفال المولودين بعملية قيصرية، قد يكونون الأقل عرضة للعدوى بفيروس كورونا من الأم المصابة. ذلك أن الأطفال المولودين طبيعيا يمكن أن يتعرضوا للفيروسات في القناة المهبلية، وبالتالي فإن الولادة القيصرية يمكن أن تقلل من الخطر خاصة وأن دراسة صينية  قد أثبتت أن احتمال انتقال العدوى للجنين من الأم المصابة بفايروس كورونا بقى ضعيفا.

لكن البحوث التي تلت هذه الدراسة، مع تطور انتشار فايروس كورونا، أثبتت أن الحوامل المصابات بفايروس كورونا يمكنهن الولادة عن طريق المهبل، حيث لم يتم حتى الآن رصد الفايروس في دم الحبل السري أو السائل الأمينوسي أو إفرازات المهبل.

وقالت الجمعية الألمانية لأمراض النساء والتوليد إن النساء الحوامل المصابات بفايروس كورونا يمكنهن الولادة عن طريق المهبل، شريطة ألا يكون هناك ما يمنع ذلك من وجهة نظر طبية.

وأوضحت الجمعية أنه من غير المحتمل حاليا أن يصاب الأطفال بالفايروس أثناء الولادة؛ حيث لم يتم حتى الآن رصد الفايروس في دم الحبل السري أو السائل الأمينوسي أو إفرازات المهبل.

كما أفاد الأطباء أن أبرز ما توصلت إليه الدراسات، هو عدم رصد أي أدلة على إمكانية انتقال عدوى كوفيد – 19 عموديا، أي من الأم إلى جنينها خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل.

وقال البروفيسور يونتشن تشانغ من مستشفى تشونغنان التابع لجامعة ووهان الصينية والقائم بأول دراسة لبحث إمكانية انتقال الفايروس من الأم إلى جنينها “أخضعنا السيدات الحوامل للفحوصات ذاتها التي يخضع لها غير الحوامل لتشخيص إصابتهن بالفايروس، متضمنة فحوصات الدم والصدر، وراجعنا أيضا تاريخهن الطبي في السابق”.

وأوضح تشانغ أنه تم تقييم مدى انتقال الفايروس من الأم إلى الجنين عبر جمع عينات من السائل الأمينوسي ودم الحبل السري، بالإضافة إلى حليب الثدي، وكذلك أخذ مسحة من حلق المولود لحظة الولادة.

وأضاف أن جميع العينات أخذت في غرفة العمليات حتى تعكس ظروف الرحم الحقيقية، وبعد تحليلها تم اكتشاف أن جميع العينات سلبية.

ووفقا لتوصيات الجمعية الألمانية لأمراض النساء والتوليد يجب فحص الأطفال حديثي الولادة من الأمهات المصابات بفايروس كورونا عن طريق مسحة الحلق (اختبار PCR) وعزلهم عن حديثي الولادة الآخرين.

وترى الجمعية الألمانية أنه ليس من الضروري فصل الأطفال حديثي الولادة عن الأمهات المصابات. ومع ذلك، تنطبق بعض قواعد النظافة على الاتصال المباشر؛ حيث لا يسمح بالتقبيل والاحتضان كما يجب على الأم ارتداء الكمامة على الفم والأنف.

وأوضح خبراء الجمعية أنه ليس ثمة ما يعيق عملية الرضاعة الطبيعية، لكن إذا تطلب الأمر يجب فحص حليب الأم المصابة بالفايروس؛ حيث تم اكتشاف الفايروس في حليب الأم في حالتين فقط.

ووجدت دراسة كندية حديثة أن بسترة حليب الثدي باستخدام تقنية شائعة، تثبط فاعلية فايروس سارس كوف2. ووفقا للدراسة الكندية، فإن النساء المصابات بمرض كوفيد – 19 يمكنهن مواصلة إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية عن طريق بسترة حليبهن.

وقال الدكتور شارون أنغر طبيب حديثي الولادة في سيناء هيلث والأستاذ بجامعة تورنتو “في حالة تبرع امرأة مصابة بكوفيد – 19 بحليبها المحتوي على سارس كوف 2، فإن البسترة تجعل الحليب آمنا للإرضاع”.

ووجد الباحثون أن البسترة، على غرار بسترة هولدر، التي تستخدمها بنوك الحليب غير الربحية في جميع أنحاء أميركا الشمالية لضمان سلامة الحليب البشري المتبرع به، تدمر آثار فايروس كورونا في الحليب البشري وتقضي عليه.

لا أدلة على انتقال العدوى من الأم إلى جنينها خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل
وفي هذه الدراسة، اختبر الباحثون عينات من حليب الأمهات الحامل لفايروس كورونا في درجة حرارة الغرفة لمدة 30 دقيقة أو تسخينها إلى 62.5 درجة مئوية لمدة 30 دقيقة، وخلصوا إلى أنه تم تعطيل الفايروس في الحليب المبستر بعد التسخين. وتعتمد بسترة هولدر على بسترة الحليب في 62.5 درجة مئوية لمدة 30 دقيقة، وهي فعالة في القضاء على الفايروسات مثل فايروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد وغيرها من الأمراض التي تنتقل عن طريق الحليب البشري.

ويستخدم أكثر من 650 بنكا لحليب الثدي في العالم طريقة هولدر لضمان توفير حليب آمن للأطفال الرضع المعرضين للخطر.

وأفاد الباحثون أن تأثير البسترة على الفايروسات التاجية في حليب الأم لم يتم الإبلاغ عنه مسبقا في المؤلفات العلمية.

كما أوضحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة أن هناك دراسات محدودة تفيد بأن الرضاعة الطبيعية لا تنتقل من خلالها عدوى الفايروسات التاجية، وأجريت هذه الدراسات على النساء المصابات بمرض كوفيد – 19، ولم يتم الكشف عن وجود الفايروس في حليب الثدي، وشملت الدراسات فايروس كورونا ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد.

ويؤكد الأطباء أن حليب الثدي غني بالأجسام المضادة التي تعمل على مقاومة الفايروسات والأمراض، لذا حثت جميع منظمات الحمل والولادة الأميركية على مواصلة الأمهات للرضاعة الطبيعية خلال تفشي المرض.

كما وجهت منظمة الصحة العالمية عدة نصائح للأمهات اللاتي يتبعن طرق الرضاعة الطبيعية، من بينها إبلاغ مسؤول الصحة في منطقتهن أو الطبيب المتابع، وارتداء قناع طبي يغطي الوجه والفم خلال الرضاعة، والحرص على غسل اليدين بطريقة سليمة قبل وبعد الرضاعة مباشرة.

كما نصحت المنظمة بوجوب غسل اليدين قبل استعمال المضخة والحرص على نظافتها قبل وبعد الاستعمال. ورأت أنه من الأفضل في حال القلق من انتقال الفايروس للرضيع، أن يكون هناك شخص يساعد على إرضاع الطفل من خلال استعمال مضخة الثدي.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق