يتوالى تسجيل الحالات المصابة بفيروس كورونا كوفيد 19 في اليمن، فمن حضرموت إلى عدن ثم تعز، إلى جانب أوبئة أخرى متفشية يقضي بسببها أعداد كبيرة من اليمنيين بشكل يومي.
ويعيش أبناء العاصمة المؤقتة عدن الكارثة بكل تفاصيلها، خاصة بعد الأمطار والسيول الجارفة الأخيرة التي أغرقت عدداً من المواطنين بينهم أطفال، وجرفت سيارات ومحلات تجارية ومساكن.
إهمال حكومي
وفي الوقت الذي تركت فيه حكومة معين عبدالملك أبناء عدن بمفردهم في محاولات التخلص من آثار السيول المدمرة، التي تضاعفت آثارها نتيجة الإهمال الحكومي، جاء الإعلان عن إصابات كورونا لتزيد المعاناة.
ويغزو فيروس كورونا عدن وحضرموت وتعز ويتم تسجيل حالات جديدة في ظل عدم توفير حكومة معين عبدالملك معدات السلامة المهنية للطواقم الطبية، إضافة إلى عدم تسلم المستشفيات لحصتها من الدعم الحكومي المخصص لمواجهة جائحة فيروس كورونا، الأمر الذي دفع عددًا من المستشفيات إلى إغلاق أبوابها، كما تركت كوادر صحية أماكن عملها خوفًا من العدوى، في ظل عدم توفر معدات السلامة، حسب مصادر طبية.
كل ذلك يأتي في ظل فشل تام لحكومة معين عبدالملك، عدا تصريحات ووعود عقيمة، ومزيد من الصور والفيديوهات التي تضخ على مواقع التواصل الاجتماعي لاجتماعات مزعومة عبر الإنترنت لرئيس الحكومة بعدد محدود من الوزراء.
كذب وتضليل
مراقبون وناشطون استغربوا من تباطؤ رئيس الوزراء معين عبدالملك في تزويد المستشفيات بالمعدات والأجهزة اللازمة رغم تصريحات أطلقتها الحكومة قبل أسابيع عن تخصيص 6 مليارات ريال، لمواجهة فيروس كورونا.
معتبرين أن الفساد المالي والإداري مايزال هو عنوان تحركات رئاسة الحكومة رغم ماتمر به اليمن من أزمة وكارثة حقيقية، وأن الغرض من تلك التصريحات يعد كذبًا و تضليلًا للرأي العام والبنك الدولي الذي قدم 26 مليون دولار لمساعدة اليمن على مواجهة الجائحة العالمية.
متسائلين عن مصير المساعدات المقدرة بمليارات الريالات التي قُدمت لليمن، وأعلنت حكومة معين استلامها، في حين تشكو مستشفيات ومحاجر المحافظات المحررة من عدم الجاهزية لمواجهة الوباء، وعدم توفر الأجهزة والأدوية ومعدات السلامة والوقاية للطواقم الطبية، والأدوات الكافية لفحص وعلاج المصابين.
مناشدات عاجلة
وناشد المراقبون والناشطون الرئيس هادي بضرورة انقاذ اليمنيين من رئيس الوزراء معين عبدالملك وتوجيه الجهات المختصة لإعطاء القطاع الصحي الأولوية القصوى خاصة مع انتشار فيروس كورونا، وهو الأمر الذي يجعل اليمن في كارثة أشد وطأة.
وكانت صحف ومواقع إلكترونية قد كشفت في الأيام الماضية عن عراقيل في تجهيز المحاجر الصحية، وعزت السبب إلى فساد حكومة معين ومحاولاتها الاستيلاء على المليارات المقدمة كمساعدات لليمن، لمواجهة فيروس كورونا.
وتظاهر في وقت سابق موظفو وصحيو الحجر الصحي في عدن، بسبب ما وصفوه بـ”تلاعب المسؤولين في حكومة معين عبدالملك بالمساعدات الدولية لمواجهة الجائحة.
فساد الحكومة يأتي ضمن سلسلة من الفساد والاخفاقات لمعين عبدالملك و بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب، تعرض خلالها القطاع الصحي لعملية تدمير حقيقية، فقد قرابة 70% من قدراته الضعيفة أصلا، حيث دُمرت الكثير من المنشآت الصحية وتضاعف الاحتياج بسبب تفشي الأمراض والأوبئة وتزايد عدد جرحى الحرب ومغادرة الكوادر الطبية المختلفة للبلاد.