هناك طرق عدة لتبعد عنك “كورونا” المنتشر زحفا بلا توقف، أهمها اثنتان: أن تبقى بالبيت، لا تخرج ولا تستقبل أيا كان، أو تمضي الى دولة صغيرة بمساحتها البالغة 13800 كيلومتر، وبسكانها الأقل من 650 ألفا، لأنها الوحيدة الخالية للآن من “كورونا” الذي اكتسح كل أوروبا، مع أن عاصمتها Podgorica المقيم فيها 120 ألفا فقط، لا تبعد سوى 280 كيلومترا عن ايطاليا، الثانية ابتلاء بالوباء بعد الصين.
منذ مدة، وجمهورية Montenegro المطلة على البحر الأدرياتيكي الفاصل عنها كعب “الحذاء الايطالي” في الجهة المقابلة، والمجاورة لألبانيا وكوسوفو بمنطقة البلقان، تبحث عن أي كان حلّ فيه الفيروس بأراضيها، وفق ما تلخص “العربية.نت” الوارد بموقع صحيفة ٍSarajevo Times الصادرة بالانجليزية في جارتها صربيا، ولا تجد أحدا معتلا في البلاد الشبيهة طبيعتها ومناخها بلبنان، الى درجة تجد من يقول فيها إن بامكانك السباحة في البحر ثم التزلج بعد ساعة على ثلج متراكم صيفا في الجبال.
لم تتبلغ جمهورية “الجبل الأسود” من أي مستشفى عن أحد فيها معتل بالوباء، ولا من طبيب بأن مريضا استشاره بعد ظهور الأعراض “الكورونية” عليه. مع ذلك، تتصرف سلطات الدولة المحتلة الدرجة السابعة في نسبة الفقر والدخل القومي المخفوض بين دول القارة الأوروبية العجوز، كأن البولدوزر الفيروسي منتشر فيها، فتستمر بمحاولة ابعاده عنها اتقاء لشره ما أمكن، ونجحت بمسعاها أكثر من اي دولة أوروبية أخرى.
صدّت الآخرين عن حدودها وعن المرافئ والمطارات، وفي الداخل أغلقت النوادي والمؤسسات التعليمية على أنواعها، كما وملاعب كرة القدم والملاهي، وغيرها مما يتوالد عنه تجمهر ما، وأصبحت هي والسلفادور وجارتها Belizeفي القارة الأميركية الدول الوحيدة الناجية في قارتين كاملتين من شر الوباء المنتشر. أما في آسيا وأفريقيا وبلاد الشرق البعيدة في القارة الأوقيانية، فلا يزال “كورونا” المستجد يغزو تلك القارات، وبشهية على الفتك لا ترحم.