رغم ازدياد انتشار فيروس كورونا وارتفاع عدد المصابين به إلى أكثر من 144,000 حالة، إلا أن الامتثال للشفاء يزداد كذلك، حيث أن هناك 70 ألف حالة شفيت تماما، مقابل وفاة 5400 شخص، وذلك حتى 13 من اذار/ مارس.
ونشر موقع “globalnews” تقريرا نقل فيه عن الدكتور ايزاك بوكش أخصائي الأمراض المعدية في مشفى تورنتو العام في كندا قوله إن “معظم الناس سيصابون بالعدوى لكنهم سيتعافون منها”.
مضيفًا: “سيطلب منهم القيام بالحجر المنزلي وبالطبع سوف يصاحب الفيروس أعراضا مشابهة لنزلات البرد، مثل: السعال وارتفاع الحرارة والتي يمر بها الجميع مرات لا تعد ولا تحصى. لكنهم سيشعرون بتحسن في غضون أيام قليلة”.
وأوضح ايزاك أن “الحالات المتوسطة من الفيروس يتم التعامل معها كما يتم التعامل مع نزلات البرد الطبيعية. فيوصي الأطباء بالإكثار من شرب السوائل ومسكنات وخافض للحرارة. والأهم من ذلك هو الالتزام بالبقاء في الحجر الصحي المنزلي لخفض انتشار الفيروس”.
ويعلّل بوكش قائلًا: “حالات الإصابة بالفيروس تُعد صعبة ومستعصية عندما يبدأ الفيروس بالتأثير على الرئتين”. كما وقارن هذه الحالة بالالتهاب الرئوي الذي يتطلب تدخلًا طبيًا.
وأضاف: “عندما يشعر الشخص بضيق تنفس أو صعوبة بالتنفس، فلا يمكن الانتظار في المنزل عليه التوجه حالًا ليتم معاينته في المستشفى”.
وتلجأ المستشفيات للطرق نفسها لتحسين الحالات الأكثر خطورة، بما في ذلك الإكثار من شرب السوائل والراحة.
ولكن هل يمكن للمستشفيات توفير الأوكسجين التكميلي للمساعدة في الشفاء؟
يتراوح استخدام الأوكسجين التكميلي بين الكثير من الأشياء المختلفة بين الصغيرة والكبيرة. فقد يحتاج البعض إلى شوكات الأنف مما يوفر القليل من الأوكسجين من خلال أنبوب الأنف. بينما يكون الأكثر شدة هو عندما يحتاج الشخص إلى المكوث في العناية المركزة ويتطلب أنبوب التنفس وجهاز التنفس الصناعي.
إذا كنت مصابًا بفيروس كورونا (كوفيد -19) أو لا، فإن وجودك في العناية المركزة يجعل شفاءك أطول نوعًا ما.
إن كبار السن، وبشكل خاص الذين لديهم تاريخ من الأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس (كوفيد-19).
فقد توصلت دراسة حديثة أجراها المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إلى أن الفيروس يُعد أشد خطورة على كبار السن الذين يعانون من مشاكل صحية من قبل. كما وتشير البيانات إلى أن احتمال وفاة الشخص بفيروس (كوفيد-19) تزداد مع تقدم العمر. ويُذكر بأن خطر الموت يكون بشكل خاص للمرضى بين السبعينيات والثمانينيات.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن معظم الذين ماتوا بسبب الفيروس حتى الآن يعانون من حالات صحية كامنة، مثل: ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويقول الدكتور جاسون كندراشوك الاستاذ المساعد لأبحاث كندا في الفيروسات الناشئة في جامعة مانيتوبا: “ما يحتاجه الناس بشكل أساسي، استنادًا لكل ما نعرفه إلى الآن هو نظام مناعة قوي إلى حد ما”.
عندما نعود إلى جيل كبار السن قليلًا فإن الوضع يصبح أكثر غموضًا وتعقيدًا، فيصبح السؤال: هل يحتاجون إلى وحدة العناية المركزة؟
كما تشير البيانات القادمة من الصين الى أنه إذا انتهى بك المطاف في العناية المركزة وإلى التهوية الميكانيكية فالأمر هنا ليس مطمئنا.
وستؤدي هذه العوامل المختلفة – الديموغرافية العمرية والظروف الصحية الموجودة مسبقًا- إلى تأخير الوقت الذي يحتاجه الأشخاص للتحسن.
عادةً ما تكون الحالات المتوسطة والمعتدلة نوعًا ما هي الأسرع للتعافي، في حين أن الأشخاص الذين يصلون للعناية المركزة قد يستغرق الأمر منهم أسابيع للتعافي.
يقول كيندراشوك: ” ما زلنا في الأسبوع الحادي عشر من الوباء” كما صنفته منظمة الصحة العالمية رسميًا على أنه وباء في الحادي عشر من اذار/ مارس. لذا فإن الصورة العامة في الوقت الحالي لا زالت معقدة بعض الشيء.”
وأضاف ان مسار الحياة لدى أولئك الذين يتعافون من الفيروس وهم على قيد الحياة لا يزال غير واضحًا.
ويرى كل من كندراشوك وبوكاش بأن أولئك الذين يتعافون من (كوفيد-19) الحالات الخفيفة، من غير المحتمل أن يصابوا بمشاكل صحية بعد الشفاء. ولكن من المبكر جًدا الآن أن تُحدد التأثيرات الدائمة للفيروس للذين يتعافون من الحالات الأكثر خطورة.
استنادًا إلى تفشي وباء السارس في عام 2002-2003، قدّم كندراشوك بعض التنبؤات بأن السارس وهو جزء من نفس عائلة (كوفيد-19)، كان قد أصاب أكثر من 8000 شخص وقتل ما يقارب الـ800 شخص حول العالم.
ويقول كندراشوك: “نحن نعلم أن مرضى السارس الذين تم إدخالهم إلى وحدة العناية المركزة، عانوا أيضًا من تلف الرئة. وانتهى الكثير بالتليف الرئوي وهو في الأساس ندب أنسجة الرئة. وهذا وحده يسبب الكثير من المضاعفات لأنه للأسف لا علاج له”.
واختتم كندراشوك حديثه قائلًا: “إن غالبية الناس ستكون لديهم عدوى خفيفة للغاية وسيتعافون منها. كما سيكون من غير المألوف للغاية للأشخاص الذين يعانون من عدوى تنفسية خفيفة من أي نوع أن يصابوا بمشاكل مزمنة متبقية بعد الإصابة. فتبقى النصيحة نفسها في كلتا الحالتين، يمكن أن يكون لديك أعراض خفيفة للغاية ولا تزال تنتقل وتنتشر. نحن بحاجة لأن يأخذ الناس على عاتقهم البقاء في منازلهم”.