بقلم - محمد شبيبة
ياقبائل مارب ومشايخها الكرام ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
….. وبعد
كان الكثير من قبائل صعدة ومشايخها يظن أن الحوثي لن يستهدف إلا الشيخ الفلاني وقبيلته فقط، وأنهم وقبائلهم في مأمن من بطشه ، ولذلك منهم من لزم الحياد، ومنهم من أعان الحوثي على ربعه، وبني عمه، ظناً منهم أن المشيخة ستصفو لهم، وأن الحوثي إذا أهان الشيخ اللي ينافسهم سيترك لهم المشيخة والوجاهة ،
ولأن الحوثي خبيث وعارف وين القبائل سارحة، ومايعتلج في صدورها، وويش هي تبا، قام بتطمينهم، وربما تحالف مع بعضهم، ووعدهم أن يفتك بمنافسهم وعاهدهم أنْ لن يستهدف غيره!!
وهكذا كلما قضىٰ على قبيلة، حَيَّدَ القبائل الأخرى، وتصالح معهم حتى يتفرغ لقبيلة ثانية وشيخ ثاني
فقضىٰ عليهم جميعاً ( شيخ شيخ، قبيلة قبيلة، دار دارا، زنقة زنقة، بيت بيت،!!
وأصبح عبدالملك الحوثي بعد أن كان هجرة عند مشايخ صعده، سيداً عليهم، وشيخهم، وكبيرهم، ومراغتهم، ومردهم، وهم تحت حكمه، ورحمته، وفي قبضته!!
كل ذلك بسبب الخلافات، والفرقة، والمصالح، والأطماع، والحذلقة الزائدة!! وعدم قطب الأمور من اول يوم.
ولو أنهم واجهوه جميعاً في وقت واحد والصنو عند الصنو من أول لحظة والساعد بالساعد من أول طلقة، لكان الحوثي أسيراً بأيديهم وتحت سلطتهم، لكنهم تفرجوا في بعضهم، وخيلو في اصحابهم، إلا القليل منهم حتى انفرد بهم واحد بعد واحد وهم اليوم إما مقتول أو معتقل أو تحت سيطرته أو نازح من بيته ومحافظته.
ثم زحف الحوثي نحو محافظة عمران، وقال للمشرقي، وجليدان، والقهالي، وكهلان، وابو عوجا، وعبدالله بدرالدين، والمخلوس، وباقي المشايخ والأعيان، أنا واياكم أخوة، وغريمي الشيخ حميد، والفندم حميد فقط!!
لا أنا ضد حاشد، ولا بكيل، هم اخوتنا وشيعتنا، من عهد علي بن أبي طالب وإلى اليوم،
خلوني أنا وغرماي ارتاح منهم، وأريحكم منهم، ففرطوا المشايخ في اخوانهم، واتصالحوا مع الحوثي، وبعضهم تشفىٰ، وشمت، وقالوا له تفضل الخط الأسود مفتوح!!
حتى سيطر الحوثي على عمران وبعد أن سيطر تفرغ لهؤلاء المشايخ فسود وجوههم جميعاً وقشر لهم العصا وسراهم بغير عَشاء!!
وهكذا مصير من يتفرج في صاحبه!!
ثم صنع مع كل القبائل والمشايخ في كل المحافظات التي يسيطر عليها اليوم كما صنع في صعدة وعمران
واليوم ياقبائل سبأ، ويارجال مارب هاهو يريد أن يكرر التجربة المريرة المهينة معكم أنتم، ويوهمكم أن غريمه فقط الشيخ فلان، والقبيلة الفلانية، أو الجماعة الفلانية، والحزب الفلاني، ثم إذا سيطر بتخاذل منكم، وتساهل من قداكم ، فأنتم بين خيارين إما أن تقبلون ركبته، وتعيشوا تحت رحمته – وحاشاكم- أو تنزحون مع عوائلكم، وغرانكم، وجفرانكم وقراشكم، وفراشكم، وتدورون لكم بلاد غير البلاد، أو يفتح لكم معتقلات في الصحراء يهتان فيها كمن شنب ويوطي فيها كمن رأس!
خذوها نصيحة من مجرب، والعاقل من اتعظ بغيره، ووالله ماتستاهل لحاكم الغانمة إلا الطيب، ولا خشومكم السامية إلا كل كرامة،
فلا تتخاذلون وتتفرجون على بعضكم البعض، وما أمسى في جارك أصبح في دارك
وقد كانت لكم تجربة ماضية معه وحرب سابقة، حميتم داركم، ودافعتم عن محافظتكم، فحفظتم كرامتكم، وصنتم أعراضكم، وبقيتم أعزة في بيوتكم. وغيركم مشرد، اومتهان.
واليوم يا أصل العرب، ويا رجال القوة والباس، احزموا أمركم، ووحدوا صفكم واقبلوا ببعضكم، وخذوا من غيركم العبرة، ولاتسمعوا لنمام، أو مخذل، سيجفل عنكم ويتخلى عنكم مع أول طلقة، وعند أول صيحة.
أنتم أخوة، وعرضكم، وكرامتكم واحدة، ومن سمح بأهانة صاحبه فهو هين وسيهتان.
كونوا كما كنتم على قلب رجل واحد، وإن لم فقولوا كما قال أجدادكم
( أنا عدو بن عمي وعدو من يعاديه)
وانصحكم بما نصح به المهلب ابن صفرة أولاده السبعة وهو على فراش الموت وقد احضر لهم حزمة حطب فلم يستطيعوا كسرها إلا عندما فرقوا عيدانها فقال لهم :
كونوا جميعاً يا بنيّ إذا اعترى
خطبٌ ولا تتفرقوا آحاداً
تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت أحاداً
وسلامتكم، وجعل اللاش فداكم وحفظكم الله وحفظ بلادكم.
أخوكم محمد محمد عيضة شبيبة – صعدة