الإمارات أكثر خطراً على الأمة العربية من إيران واسرائيل

18 أبريل 2019
الإمارات أكثر خطراً على الأمة العربية من إيران واسرائيل

بقيادتها الثورات المضادة ومؤامراتها التخريبية لنشر الفوضى والفلتان والسيطرة على مقدرات الشعوب وثرواتها، تمثل دولة الإمارات المتحدة العربية الخطر الأكبر الذي ينخر جسد الدول العربية ووحدة شعوبها.

وتعد الإمارات مع حلفائها أكبر من كل أنواع الأخطار المحدقة بمستقبل الشعوب العربية، لسببين رئيسيين، أولهما أنه خطر داخلي، ينخر جسد الدول العربية ووحدة شعوبها من الداخل، والثاني أنه لا يقدّم نفسه على شكل خطر، أو قد لا يبدو لكثيرين كذلك، عكس ما تمثله إسرائيل وإيران من خطر عقائدي وإيديولوجي ترسخ في ذهنيات شعوب كثيرة في المنطقة.

لا يعني هذا الاستهانة بما يمثله النظامان الإيراني والإسرائيلي، وخصوصا الإسرائيلي، من خطر كبير على مستقبل المنطقة وشعوبها ووجودها، فهو خطر واضح، وإيديولوجية هذا النظام العنصرية كما عقيدته العدائية، معلن عنهما ولا تحتاجان إلى من يدل عليهما أو ينبه إلى خطورتهما. كما أن عقيدة نشر فكر الثورة الإيرانية هي أحد المبادئ التي لم يتخلّ عنها النظام في طهران منذ قيام ثورته.

لكن الخطر الذي يمثله النظام الإماراتي، يكمن في أنه ليست له أجندة واضحة سوى التي تقوم على التخريب والتعطيل والعرقلة، وإنما لكونه يخدم بقصد أو عن غير قصد، الأجندة العقائدية والإيديولوجية للنظامين الإيراني والإسرائيلي.

كل من الخطرين بشأن إسرائيل وإيران، توسعي استيطاني واحتلالي فكري عقائدي. ومثل هذا الخطر زائل مهما طال وجوده، أما الخطر الذي يمثله النظام الإماراتي فهو يستهدف الأمل في التحرّر، والتوق إلى الديمقراطية، والرغبة في الانعتاق، وهو أيضا زائل مهما طال الزمن، لأن تلك إرادة الإنسان وفطرته التي جُبل عليها، ولا يمكن انتزاعها منه، لأنها تتجدد مع كل الأجيال التي تولد حرة، وتسعى إلى أن تعيش حرة.

وعلى أرض الواقع، نظام الإمارات متورّط اليوم في التدخل في شؤون أكثر من دولة عربية أكثر من تورّط إسرائيل التي لا تخفي عداءها لشعوب المنطقة، أو أطماعها في دول المنطقة، وأكثر من التدخل الإيراني في أكثر من دولة عربية.

ويكفي أن نستشهد بأن نظام الإمارات يمثل عمق الثورة المضادة التي وقفت وتقف منذ عام 2011 ضد إرادة كل الشعوب العربية التي انتفضت مطالبةً بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وتتدخل الإمارات عسكريا لإخماد ثورة الشعب البحريني، وهي ما زالت جنينية في دوار اللؤلؤة، وسرقت من الشباب اليمني الذي كان يتظاهر سلميا في صنعاء ثورته، لتغرق اليمن السعيد في حربٍ أهلية مدمرة.

والإمارات من مولت ودعمت سياسيا ودبلوماسيا، الانقلاب العسكري في مصر الذي أطاح أول رئيس مدني منتخب بطريقة ديمقراطية تعرفه بلاد أرض الكنانة. وهي من تتآمر وما زالت لإفشال تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس.

كما تدخل النظام الإماراتي بقوة ماله ونفوذهم لكبح كل تحول ديمقراطي في الأردن والمغرب، وحول أرض العراق وليبيا إلى ساحاتٍ مفتوحة للعبة الأمم.

ونظام الإمارات هو من يتدخل بطرق مباشرة أو غير مباشرة، في أكثر من دولةٍ لكبح كل تحول ديمقراطي في الدول العربية. حدث هذا في الجزائر التي خرج شعبها في مسيرات مليونية، يطالب بتوقف تدخل النظام الإماراتي، في مسار ثورته السلمية المستمرة.

كما تتدخل بطريقة فجة وعلنية لدعم الانقلاب العسكري في السودان الذي يحاول الالتفاف على مطالب الثورة الشعبية السودانية. وهي من أعطت الضوء الأخضر لعميلها الانقلابي خليفة حفتر، في ليبيا للتحرك العسكري، وإفساد المؤتمر الوطني الذي كان مرتقبا عقده تحت إشراف الأمم المتحدة للإعداد لتنظيم انتخابات ديمقراطية، كان من شأنها أن تنهي الصراع الذي تغذيه أبو ظبي منذ ثماني سنوات.

ولا جديد في القول إن نظام أبوظبي يخنق رغبة شعبيه في التحرّر والانعتاق، بل إن رغبته في بسط قمعه تعدّت حدود بلديه، عندما أراد فرض شروطه على دولة قطر.

أكبر متضرر من النظام الإماراتي هو الشعب الإماراتي أولا، ثم شعوب الدول التي تواطأت أنظمته معها. أما الشعوب التي قاومت وتقاوم هيمنة أبو ظبي وتدخلها فستنتصر في النهاية، مهما كلفتها مقاومتها من تضحيات. وما دام لم يحصل أي تغير في بنية النظام الإماراتي وحلفائه لن تقوم قائمةٌ لأية تجربة ديمقراطية في المنطقة العربية.

ومقاومة النظام الإماراتي تبدأ أولا بمساندة الأصوات الحرّة المقموعة داخل الإمارات والتضامن معها من أجل استرجاع حريتها. وثانيا، بفضح تدخلاته في دول عربية، بهدف تخريب تجاربها الديمقراطية الجنينية.

وثالثا، بإعلان الإمارات عدو للديمقراطية ولإرادة الشعوب. وقد بدأ هذا الوعي يخترق الشارع العربي في تظاهرات الجزائريين وانتفاضة السودانيين، وفي غضب الليبيين، وقبل ذلك في معارضة المصريين وكل الشعوب التي اكتوت بنار حرب أبو ظبي القذرة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق