تقرير يرصد خطوات الائتلاف الوطني الجنوبي ومستوى حضوره على الساحة الوطنية

27 يوليو 2020
تقرير يرصد خطوات الائتلاف الوطني الجنوبي ومستوى حضوره على الساحة الوطنية

منذ تشكيل الائتلاف الوطني وهو يسير بخطى سياسية مدروسة صنعت له قاعدة جماهيرية كبيرة، وذلك لأنه ضم طيفا سياسيا واسعا من مختلف القوى السياسية والتيارات الوطنية التي تؤمن بالديمقراطية والشراكة السياسية والتداول السلمي للسلطة، وتقوم فكرة الائتلاف على وضع حلول سياسية لكافة القضايا والنزاعات دون اللجوء إلى فكرة هدم الدولة وزرع الفتنة والبغضاء بين أبناء الوطن.

وأكد محللون أن سبب حضوره الجماهيري تمسكه بمشروع (اليمن الاتحادي الجديد) الذي يمثل الضمانة الحقيقية لإلغاء المركزية وتوسيع دائرة المشاركة الشعبية، مشيرين إلى أن الجماهير جنوبا وشمالا عانت من المشاريع السياسية الضيقة والتي تقوم على مذهب طائفي أو دعوة مناطقية.

وأضاف محللون أن الحضور الجماهيري ستؤكده تظاهرة اليوم الإثنين التي دعا لها الائتلاف الوطني تحت شعار (أبين تجمعنا)، مشيرين إلى أن الأنظار ستتجه صوب مدينة لودر كبرى مدن محافظة أبين موقع التظاهرة.

 

أبين تجمعنا

أصدر الائتلاف الوطني الجنوبي بيانا تحت شعار (أبين تجمعنا) دعا فيه لتظاهرة حاشدة في مديرية لودر اليوم الإثنين، وجاء فيه: “انطلاقا من المسئولية الوطنية تجاه الأحداث والتطورات في محافظة أبين ومختلف المحافظات الجنوبية وعلى الساحة الوطنية عموما تهيب اللجنة التنظيمية للفعالية الجماهيرية التي سيقيمها الائتلاف الوطني الجنوبي – محافظة أبين

بجميع أبناء مديريات المحافظة إلى الاحتشاد الواسع والمشاركة الفاعلة في الفعالية الجماهيرية الاثنين”.

وأضاف البيان “إن هذه الفعالية الجماهيرية تكتسب أهمية خاصة كونها تأتي في ظرف دقيق وحساس يتطلب الوقوف بحزم ضد المؤامرات والمكائد”، مؤكدا على “الموقف الثابت الداعم للشرعية ممثلة برئيس الجمهورية المشير عبدربه

منصور هادي، والرافض لمشاريع العنف والفوضى، وسياسات الاقصاء والتهميش”، مشيرا إلى أن “ادعاء احتكار القضية الجنوبية ومحاولة استئثار مكون أو فئة بحق تمثيل كافة المكونات الجنوبية بالاستناد للقوة أمر مرفوض ولن يقود إلا لمزيد من الكوارث”.

ودعا البيان قبائل محافظة أبين للنظر في تاريخهم النضالي الناصع ومواقفهم الوطنية المشرفة من أجل الاستقلال والحرية والكرامة والوحدة، مؤكدا أن “الحركة الوطنية كان روادها من أبناء أبين حاضرين في صدارة المشهد في كافة مراحل النضال والبناء لا تزال قادرة على الدفع بالمزيد من الكوادر الكفؤة والمؤهلة التي يحتاجها الوطن في هذه المرحلة العصيبة من تاريخه”.

وأكد البيان أن “الائتلاف الوطني الجنوبي انبثق من الحاجة للتعبير عن التنوع، ولذا فقد ضم طيفًا سياسيا واسعا من مختلف القوى السياسية والتيارات الوطنية التي تؤمن بالديمقراطية والشراكة السياسية والتداول السلمي للسلطة، وإن الواجب يحتم علينا اليوم أن نرفع أصواتنا رفضاً لمساعي التهميش والإقصاء والإلغاء التي يريد البعض عودتها من خلال ادعاء الوصاية على أبناء الشعب الحر، والمحاولات البائسة لإعادة الماضي بكل مآسيه من قبل مجموعات لا هم لها إلا مصالحها الخاصة، متجاهلة نضالات الشعب وتضحياته من أجل الحرية والمواطنة المتساوية والشراكة الوطنية”.

وأشار البيان إلى أن “الدعوة للاحتشاد للتعبير عن تطلعات وطموحات قبائل محافظة أبين وأبنائها التواقين إلى غد أفضل، وإلى دولة يحكمها النظام والقانون، ووطن يتسع لكل أبنائه، وجيش وطني يمثل صمام أمان، ويستكمل مهمته الوطنية في دحر الانقلاب واستعادة الدولة، وتطبيع الأوضاع وتوفير الخدمات في المحافظات المحررة وتحقيق الأمن والاستقرار، ولرفض الخروج عن هذه المسارات الوطنية”.

وأضاف البيان أن “زمن التهميش والاقصاء قد ولى إلى غير رجعة، ولا مناص من الشراكة الوطنية دون ادعاء للوصاية من أي طرف، والتأكيد على أن إشراك كافة المكونات الجنوبية في العملية السياسية، ومشاورات الرياض، بات أمرا لا يمكن تجاوزه”.

وأثنى البيان على جهود التحالف العربي بقيادة الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودعمه للشرعية لاستعادة الدولة، ودوره في توحيد القوى الوطنية في إطار اتفاق الرياض.

واختتم البيان أن “احتشاد (الإثنين) إنما هو رسالة للقيادة السياسية ولكل أبناء شعبنا وللعالم أجمع أننا على أعتاب مرحلة جديدة نتوج فيها مراحل النضال بالبدء بتأسيس مداميك الدولة الاتحادية”، مشيرا إلى أن “المشاركة في التظاهرة صرخة في وجه الفوضى والعنف”.

 

وسطية الائتلاف الوطني الجنوبي

وأكد الكاتب منصور العلهي أن “الائتلاف الوطني الجنوبي مكون سياسي جنوبي مستقل يؤمن بحق الآخرين في المشاركة، ولا يدعي احتكار تمثيل الجنوب، كما يؤمن بالتعددية السياسية”، مشيرا إلى أن “الائتلاف الوطني الجنوبي ائتلاف وسطي ينبذ العنف كوسيلة للتعبير ويدعو للتوافق خدمة لقضية الجنوب”.

وأضاف أن “الائتلاف منحاز للمواطن ويعمل لمصلحة المواطن ووجد لترسيخ دعائم النظام ولتثبيت نواة مؤسسات الدولة لتدار البلد وفق المؤسسات الشرعية بعيداً عن التكوينات المليشياوية والفوضوية التي تفرض نفسها بقوة السلاح والعنف، والتي بسببها انهارت مؤسسات الدولة”، مشيرا إلى أن “الائتلاف يسعى لتوحيد كافة التكوينات العسكرية والأمنية لتخضع لوزارة الدفاع والداخلية ليضمن المواطن أمنه واستقراره وليأمن على حياته ومستقبل أولاده”.

 

من أجل السلام

وقال الكاتب عبد الناصر بن حماد العوذلي: “سنمضي مع الائتلاف الوطني الجنوبي إلى الاصطفاف الجماهيري تحقيقا للعدالة وتنفيذا لطموحات الشعب”، مؤكدا أنه يخطئ من يظن أنه وكيل حصري للقضية الجنوبية وأنه المتحدث باسم

الجنوب وشعبه، هذه النظرية المغلوطة التي روجت لها بعض التكوينات وهي حديثة عهد في التكوين وفي الحركة السياسية في الجنوب والتي تبنت القضية الجنوبية التي تبلورت منذ 94 وانفجرت حراكا سلميا في العام 2007”.

وأضاف أن “التمثيل المطلق الذي تدعيه بعض التيارات السياسية للقضية الجنوبية ولشعب الجنوب أمر يخالف الواقع ويجافي الحقيقة”، مشيرا إلى أن “الائتلاف انبثق من عمق المعاناة للقضية الجنوبية ولشعب الجنوب فانبرى بخطى ثابتة إلى جانب جميع التيارات السياسية من أجل التكامل معها وصنع إطارا سياسيا متينا يعتمد على الشراكة ويستمد قوته من الله سبحانه وتعالى ثم من الشعب الذي يريد الحياة الكريمة البعيدة عن المزايدة والتي يناضل من أجل تحقيقها كل شرفاء الجنوب وأبنائه الأوفياء والذين يسعون إلى بناء وطن يتسع للجميع وطن تخلو منه أفكار المناطقية والفئوية وينطلق أبناؤه نحو البناء والتعمير في توافق ووئام”.

وأكد العوذلي أن “الائتلاف الوطني الجنوبي سيلتف حوله جميع أبناء الشعب لأنه تيارا سياسيا واقعيا انطلق من صفوف الجماهير ويسعى إلى خير الوطن”، مشيرا إلى أن “الائتلاف سيعيد الاعتبار للجنوب وللقضية الجنوبية التي أساء إليها الآخرون وأضر بها أيما ضرر”.

واختتم داعيا الجماهير إلى أن “الفرصة جاءتكم لتقولوا كلمتكم ورأيكم، وتعبروا عن رأيكم  ليتحقق لكم ما تصبون إليه وما تريدون تحقيقه من حياة كريمة ورخاء وعدل ومساواة والانطلاق نحو بناء الدولة المدنية الحديثة”.

 

الائتلاف الوطني يجمع (13) مكونا سياسيا

واشارت نائبة رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي كوثر شاذلي إلى أن “بعض المكونات التي تدعي التمثيل الحصري للجنوب وجدت مجالا خصبا وواسعا لممارسة تكميم الأفواه وتهميش الآخرين؛ بسبب سقوط الدولة التي تسببت بها المليشيات الحوثية الانقلابية”.

وأردفت “نؤمن في الائتلاف الوطني الجنوبي بالمشاركة السلمية، وننشد دولة مدنية لا يمكن الوصول إليها عبر العنف والمجموعات، كما نؤمن بالدولة الاتحادية وندعم مشاركة كل المكونات والقوى السياسية، وندعم مناخا ديمقراطيا يهيء الظروف لإعادة بناء الدولة والوطن يتسع للجميع، وندعو الجميع للمشاركة بعيدا عن التخوين والتهميش والإقصاء”.

وتابعت الشاذلي “نحن عانينا كثيرا في الجنوب، وأنا أحد الناس الذين عانوا من الاغتيالات، ولا يخفى على الجميع أن زوجي اللواء جعفر سعد محافظ عدن الأسبق رحمة الله عليه سقط شهيدًا جراء عملية اغتيال آثمة، لذا اجتمع 13 مكونا سياسيا في الائتلاف الوطني الجنوبي ووجدوا فيه منصة للتعبير عن وجودهم بعيدا عن لغة العنف”.

ودعت شاذلي الحلفاء في التحالف العربي إلى دعم وضمانة مشاركة كل الأطراف السياسية الجنوبية للتمكن من رسم سلام دائم ، مؤكدة أن أمن اليمن من أمن المنطقة.

 

الجنوب يتعاطى بإيجابية مع الائتلاف

من جهته قال عمر عبده مستشار المعهد الأوروبي للسلام في اليمن: “إن المعهد الأوروبي يعمل في الجنوب منذ وقت مبكر وهو يشهد التعاطي بإيجابية مع الائتلاف الوطني الجنوبي منذ تأسيسه”.

وأضاف عمر أن “الائتلاف الوطني جمع معظم المكونات الجنوبية، كما انه كان حاضرا خلال اتفاق الرياض، وكان هناك إجماع على أن المظلة الجامعة هي الحكومة الشرعية، وهذا تطور جيد باعتبار ان هناك فصائل تدعو لمنصة جنوبية خالصة”، مؤكدا أن “اتفاق الرياض فتح الطريق للوصول للتمثيل الجنوبي، لكن للأسف هناك إغفال للاتفاق الذي ينص على تمثيل خمسين في المائة من باقي المكونات الجنوبية”.

وأضاف عمر أن “المعهد الأوروبي والمجتمع الدولي مازالا يصران على ضرورة وجود توافق جنوبي جنوبي، لقطع الطريق على خلط الأوراق، وأن هناك أطرافا غير عربية تعمل على هذا”، مشيرا إلى أنها ترى التحالفات واضحة وناضجة وحملت أهمية العلاقة بين الشمال والجنوب والحوار الجنوبي الجنوبي.

وثمن عمر المجهود الكبير الذي تبذلها رئاسة الائتلاف الوطني الجنوبي لانطلاق الائتلاف من داخل الجنوب، والدور الذي يلعبه في إيصال صوت الجنوب، متمنيا أن تتواصل تلك الجهود بالتعاون مع المعهد الأوروبي للوصول إلى توافق جنوبي جنوبي وحل الأزمة في اليمن.

 

الائتلاف يرفض الصوت الواحد

وأكد وضاح بن بريك عضو هيئة رئاسة الائتلاف رئيس دائرة الشئون التنظيمية ان “الائتلاف الوطني الجنوبي أتى كضرورة وطنية لانسداد الأفق، ومحاولة فرض الصوت الواحد، وقد ضم مجموعة كبيرة من فصائل المقاومة والأحزاب

والمكونات السياسية والثورية وهذا التنوع ساعد في تأسيس مكون سياسي متفرد لديه القدرة على قياس المواقف واتخاذ القرارات الصحيحة”.

وأفاد بن بريك أن “الائتلاف الوطني الجنوبي لديه قناعة أنه لن يكون هناك حل إلا من خلال استعادة الدولة، لذا ينبغي تحقيق السلام الذي تدخل من أجله التحالف العربي، والذي يرتكز على المبادرة الخليجية والقرارات الأممية”، مضيفا “نحن نؤمن أنه من أجل سلام دائم يجب أن يكون هناك تسويات عادلة متوافق معها، ولا يمكن أن يكون هناك سلام عادل، وأطراف مقصية، ونحن في الائتلاف نمر بتجربة صعبة، بسبب الإقصاء بينما متاح الأمر للذي يملك السلاح”.

ودعا بن بريك دول التحالف العربي والشركاء الدوليين إلى توفير ضمانات مشاركة لجميع المكونات السياسية الجنوبية في أي حوار قادم وعدم إقصاء أي مكون.

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق