ما بين “كرايست تشيرش” النيوزلندية و “عدن” اليمنية.. ضحية واحدة وقتلة متلونون! (تقرير)

17 مارس 2019
ما بين “كرايست تشيرش” النيوزلندية و “عدن” اليمنية.. ضحية واحدة وقتلة متلونون! (تقرير)

في تمام الساعة الواحدة ظهراً اهتز العالم أجمع والدول الإسلامية بشكل خاص على وقع لقطات فيديو لسفاح استرالي مسلح وهو يقتحم مسجدين في مدينة “كرايست تشيرش” ويقتل بدم بارد كل من وقعت عليه عيناه من المصلين الآمنين، في واحدة من أكبر الحوادث الإرهابية على الإطلاق.

الحادثة أصابت الرأي العالم بالذهول، وعبر الكثير من القياديين والدبلوماسيين الدوليين والعرب عن هول ما رأوه واستنكارهم الشديد لهذا الفعل الإجرامي الخطير.

ووسط هذه الإدانات المجتمعية الواسعة حول العالم، كانت إدانة قيادات ما يسمى بالمجلس الانتقالي للحادثة مثيرة للسخرية، ولم يترك الناشطون فرصة لتلك القيادات فشنوا حملة واسعة عليهم متهمين إياهم بدعم الإرهاب.

وفي هذا الصدد كتب الشيخ السلفي ونائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك: في يوم سلام كيوم الجمعة وفِي بيت الله – المسجد – شهدنا جريمة من أبشع جرائم الكراهية الدينية راح ضحيتها ٤٩ من المصلين. تعازينا للشعب النيوزلندي ولأهالي الضحايا . ندين هذا الإجرام ونعرب عن عميق حزننا، وندعوا العالم لوقفة جادة لمحاربة التطرف بكل أشكاله وغرس قيم التسامح والتصالح.

ونال بن بريك تقريعاً هو الأشد على منصات التواصل بسبب طريقة تعبيره في التغريدة، وبسبب ضلوعه في أعمال قتل واغتيال استهدفت دعاة وأئمة مساجد وناشطين محليين في مدينة عدن خلال الفترة الماضية.

وحول تشابه ما كتبه بن بريك مع ما كتبه حاكم أبوظبي محمد بن زايد يقول أحد الناشطين: بغبغان محمد بن زايد حتى ما يكتب تأخذه منه.. حتى الإدانة نسخ لصق من كفيله.. هههههههههه “.

وقال آخر: شيخنا الفاضل مستحي يقول عنها حادث إرهابي. نفس توصيف الامريكان بعدم اعتبارها ارهابا وانها مجرد كراهية دينية اي حادث جنائي عرضي. عجبي!

وذكر ناشطون وحقوقيون بن بريك بأنه يعد مهندس عمليات الاغتيالات التي طالت شريحة واسعة من أبناء عدن أغلبها من فئة علماء الدين.

وفي هذا الصدد قال السياسي اليمني المخضرم ياسر اليماني: وأنت ياهاني بن بريك اجرم منه قتلت اكثر من ثلاثين امام وخطيب جامع وقتله الشيخ راوي اعترفوا انك انت من وجهتهم بالقتل ودفعت لهم مبالغ ماليه لقتله واللي يسمعك الان يقول انك حمامه سلام.

وقال آخر: قيم التسامح و التصالح مع العالم !!! و أنت تتزعم مليشيات إنقلابية خارجية مارقة ، نقضت البيعة و خنت العهد مع رئيس بلدك ، و نكصت على عقبيك عن كل ماضيك مع السنة و الوحدة و طاعة ولي الأمر ، و تحضر لحرب ضد بني بلدك و دينك و عرقك من اليمنيين في الشمال !!!! يا عجبي ..

وأضاف: مشهد مضحك مبكي.. قائد فرق القتل ضد علماء الدين في عدن والتي راح ضحيتها عشرات الأئمة والدعاة في قلب منازلهم أو في الطريق اليها يعبر عن تعازيه لسقوط ضحايا مسلمين في حادث إرهابي في أقصى الأرض. مشهد يدفعك لكيل اللعنات تلو اللعنات لهكذا شخص. أنت مكشوف من زمان يا بن بريك فكفكف دموع التماسيح.

وقال ثالث: لا يوجد فرق بين الجريمة التي حدثت بنيوزلندا وراح ضحيتها اكثر من 40 مسلم. وبين جرائم الامارات التي ارتكبتها ضد ابناء الجوف بقصف افراد الجيش وراح ضحيتها اكثر من 30 فرد . وغيرها الكثير والكثير من الجرائم بحق الشعب اليمني . ولن تتجرا الامارات ان تعبث باليمن لولا وجود من امثالكم .

• بن بريك وملف الاغتيالات في عدن

مذ تم تحرير مدينة عدن في أواخر عام 2015م، أوكلت الإمارات ملف الاغتيالات السياسية الى ذراعها الأبرز في المدينة، الشيخ السلفي هاني بن بريك، بغرض تصفية جميع من يمكن أن يعارض تواجد القوات الإماراتية في عدن.

بن بريك حدد شريحة المستهدفين: رجال أمن، وخطباء مساجد، وسياسيون وناشطون، وبدأ بتكوين فرق اغتيالات مصغرة عبر مجاميع مدربة ومدعومة من الإمارات، بدأت عملياتها عقب الحرب مباشرة، حيث تشير البيانات إلى أن (18) حادثة اغتيال جرت في يناير 2016، عقب شهر واحد فقط من تعيين كلٍ من عيدروس الزبيدي محافظا لعدن واللواء شلال شائع مديرا لأمن المحافظة.

وكان تقرير حقوقي صادر مؤخراً قد رصد نحو 103 وقائع اغتيال، في مدينة عدن خلال الفترة بين 2015 إلى 2018، بدأت أولى عملياتها بعد 43 يوما من استعادة مدينة عدن من يد الحوثيين وسيطرة القوات الإماراتية عليها.

وبحسب الإحصائية فقد توزع الضحايا التي طالتهم فرق الاغتيال التابعة بلن بريك على ثلاث شرائح، هي: “رجال أمن، وخطباء مساجد، وسياسيون” مضيفة أن العدد الأكبر من الضحايا هم رجال الأمن، حيث وصل عددهم إلى (42) قتيلا، يتوزعون على كل من البحث الجنائي، جهاز الأمن السياسي، وأمن مطار عدن، تليهم شريحة الخطباء والأئمة، وبلغ الضحايا (23) قتيلا، منهم (12) إماما وخطيبا ينتمون للتيار السلفي، و (4) ينتمون إلى حزب الإصلاح، وخطيب واحد ينتمي إلى حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي.

وجاء العسكريون في المرتبة الرابعة بعدد ثمانية أشخاص، يليهم قيادات وأفراد في ما أسموها المقاومة بواقع سبعة أشخاص، إضافة إلى فئات متنوعة بعدد 14 شخصا بينهم نشطاء ورياضيون وأساتذة وقضاة وأعضاء نيابة.

وفي الآونة الأخيرة بدأ الحراك الشعبي العدني بالتحرك بشكل فاعل في مدينة عدن، حيث خرجت عشرات المسيرات الجماهيرية منددة بالجرائم والانتهاكات التي تطال المدنيين ورجال الدين في عدن، ورافعة شعارات تطالب بمحاكمة بن بريك وقيادات المجلس الانتقالي ممن تورطوا في تلك الفظائع.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق