ورد تقرير نشرته وول ستريت جورنال أن سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة متورط بعمق في فضيحة فساد مالي دولية كبرى، وفقا لرسائل مقرصنة من بريده الإلكتروني.
وأوضح التقرير أن رسائل مقرصنة حديثا كشفت عن علاقة طويلة زمنيا بين العتيبة وممول ماليزي اسمه جهو لاو قالت عنه السلطات الأميركية إنه في قلب قضية اختلاس حجمها 4.5 مليارات دولار من صندوق حكومي للتنمية فيماليزيا.
وأشار إلى أن هذه العلاقة دفعت السلطات الأميركية والسويسرية والسنغافورية إلى المزيد من التدقيق، مضيفا أن الرسائل كشفت أيضا أن العتيبة وشريكا له أردني الجنسية واسمه شاهر عوارتاني يناقشان التحقيقات الجارية من قبل الدول الثلاث للتحويلات المالية التي حصلا عليها من جهات ترتبط بالمشتبه به الرئيسي لاو.
فيراري للاحتفال
وفي إحدى الرسائل المتبادلة بين العتيبة وعوارتاني يقترح الأخير شراء سيارة ماركة فيراري للاحتفال بما حصلا عليه، وذلك ردا على رسالة من السفير لإبلاغ شريكه بحوالة من لاو. أما العتيبة فقد رد على شريكه بأن شراء مثل هذه “اللعب” سيلفت انتباها غير مطلوب.
ورفض العتيبة وعوارتاني التعليق على هذه المعلومات عندما اتصلت بهما الصحيفة التي أكدت أن التحقيق لا يزال مستمرا.
وول ستريت جورنال أعادت للأذهان أنها نشرت في يونيو/حزيران الماضي نقلا عن وثائق قضائية ورسائل إلكترونية كتبها العتيبة أن شركات مرتبطة بالسفير حصلت على 66 مليون دولار من جهات وصفها محققون بأنها تعمل كقنوات مالية لتمرير أموال زُعم أنها اُختلست من صندوق استثماري حكومي بماليزيا.
تحقيقات بأميركا وغيرها
وأشارت التقرير إلى أن متحدثا باسم صندوق التنمية الماليزي رفض التعليق. وكان الصندوق قد نفى اختلاس أي أموال منه أو ارتكابه أي مخالفات وتعهد بالتعاون مع أي تحقيق “قانوني” كما أن السلطات الماليزية أخلت طرف الصندوق من ارتكاب أي مخالفة، لكنه ظل يخضع للتحقيق في أميركا ودول أخرى.
وكشفت رسائل بريد العتيبة تفاصيل عن ثروته المالية الكبيرة بما في ذلك أسهم بملايين الدولارات في “بلانتير تكنولوجيز” وهي شركة لتحليل المعلومات لديها كثيرا من العقود مع الاستخبارات وسلطات تنفيذ القانون الأميركية وشركة كارليل غروب للاستثمار.
ورفضت سفارة الإمارات في واشنطن التعليق حول الرسائل الأخيرة باستثناء قولها إنها جزء من حملة ينظمها معارضون سياسيون لتشويه سمعته، كما أقرت بأن العتيبة لديه مصالح تجارية خارج عمله كدبلوماسي.
وقالت مصادر على اطلاع بالتحقيقات الجارية في أميركا وسويسرا وسنغافورة إن المحققين يبحثون في تحويلات مالية إلى شركات تابعة للعتيبة وعوارتاني، وما إذا كانت هذه الشركات قد اشترت أصولا بأموال صادرة في الأصل من صندوق التنمية الماليزي.
استغلال النفوذ الدبلوماسي
وأشار التقرير إلى أن رسائل العتيبة تظهر أنه يستغل نفوذه الدبلوماسي لإقناع البنوك بإعطاء قروض قائلا لها إن ذلك مهم للعلاقات الإماراتية الماليزية. ففي إحدى الرسائل في سبتمبر/أيلول 2014 حث العتيبة بنوكا في دبي للمشاركة في تمويل قرض قصير الأجل نظمه بنك دويتش الألماني لصندوق التنمية الماليزي. ووصف التقرير طلب السفير من هذه البنوك بأنه مطابق لمسودة أرسلها للعتيبة أحد الأشخاص المرتبطين بـ لاو، واسمه إريك تان.
وذكر أيضا أن إحدى القضايا لدى وزارة العدل الأميركية تضمن اختلاس سبعمئة مليون دولار من قرض من دويتش بمبلغ 975 مليون لصندوق التنمية الماليزي مع استخدام جزء من هذه الأموال من قبل لاو لشراء جواهر لصديقته الأسترالية السابقة عارضة الأزياء ميراندا كير، وقالت مصادر مطلعة إن عددا من البنوك بدبي ساهمت في قرض دويتش لصندوق التنمية الماليزي.
وأظهرت إحدى رسائل العتيبة التي تنظر فيها السلطات السنغافورية أن ثلاثة ملايين دولار تم دفعها لشركة تابعة للعتيبة وعوارتاني مسجلة بجزر فيرجن البريطانية قبل أيام قليلة من رسالة بعث بها تان، بالإضافة إلى 13 مليونا لنفس الشركة بعد شهرين من تاريخ الحوالة الأولى، والحوالتان مصدرهما شركة تابعة لـ تان ومسجلة بجزر فيرجن.
وقالت وزارة العدل الأميركية إن شركة تان هذه تقوم بتوزيع الأموال التي تُختلس من صندوق التنمية الماليزي بما في ذلك قرض دويتش الألماني لهذا الصندوق.
وتضمن تقرير وول ستريت جورنال كثيرا من التفاصيل التي تنحو ذات المنحى، وتفاصيل عن التحقيقات وخبرا عن إغلاق العتيبة وشريكه حساباتهما بجزر فيرجن بتوجيه من لاو، ورسالة من الأخير إلى عوارتاني في مايو/أيار المنصرم يسأله فيها عن كيفية الاتصال به بأسرع وقت للتنسيق والإجابة عن أسئلة وجهها له المحققون.
*المصدر : وول ستريت جورنال