أسئلة مهمة باتت يتخيلها عدد كبير من المراقبين وهي ماذا سيحدث لو دخلت الولايات المتحدة والصين في حرب جوية؟ مَن سينتصر؟ وكيف ستنتهي الأمور؟ إجابة هذه الأسئلة سردها طيار أمريكي كتاب، نقل موقع The National Interestالأمريكي تفاصيله.
وكان فرانشيسكو «باكو» تشيرشي الطيار البحري السابق في أمريكا، حلَّق بطائرته لأكثر من 30 ألف ساعة، وأنتج وثائقي الطيران البحري «Speed and Angels» الذي حاز على عددٍ من الجوائز. وتحتوي القصة التالية على مقتطفاتٍ من كتابه الأول: «أسودٌ في السماء Lions in the Sky» .
الدراما تبدأ من هنا
وبحسب الكتاب يظهر الضابط الأمريكي سلامر يُعالج الإحداثيات الجديدة لعملية الاعتراض المنوط بها، قبل أن تتعقَّد الأمور؛ إذ شاهد سلسلةً صاروخية تنطلق منأقرب طائرةٍ إلى الجناح وهي طائرة صينية، لتُطارد خيطاً من الدخان.
فتعالت صرخات تيني من اللاسلكي وهي تقول: «فوكس-3! دخانٌ في الهواء. تيني لا تزال مُحاصرة، سأنحني يساراً» . وأطلقت تيني رصاصتها الانتقامية لتنحني بكل قوتها في محاولةٍ يائسةٍ أخيرة لتفادي الصاروخ الصيني القادم.
أطلق سلامر نيرانه التي أخطأت هدفها، قبل أن يضغط على زر اللاسلكي ليقول: «فوكس-3!» . غادر صاروخ الجو-جو المُتقدِّم متوسِّط المدى (أمرام) الطائرة بصرخةٍ شقَّت عنان السماء.
وبعد لحظات، غطَّت المسارات الدخانية السماء بعد أن حاذت كلٌّ من كويك وليبس حذو سلامر. وشاهد في دهشةٍ صواريخهم وهي تنطلق في اتجاه أهدافها. كانت الطائرات الصينية قريبةً للغاية الآن، مما زاد صعوبة تنفيذ مناورات المراوغة؛ إذ إنَّ أي انعطافٍ على هذا البُعد سيضع طائرات الجناح في ذيلهم.
الأمور تعقدت هنا
وحين عقد العزم على المرور بمُقدمة الطائرة، أوقف عمل ذراع السرعة لتقليل بصمة الأشعة تحت الحمراء التي تندفع من مُحركاته، وحبس أنفاسه في انتظار قدوم صواريخ أخرى باتجاهه.
خمسة صواريخ -4 أمريكية وصاروخٌ صيني- كانت تقترب من فريستها بمُعدَّل اقترابٍ يصل إلى أربعة آلاف عقدة (7,408 كم/ساعة)، أي قرابة 1.6 كم في الثانية الواحدة. وكانت تلك الثواني الست هي أطول الثواني في حياة سلامر، بحسب الكتاب.
ضغطت كويك على زنادها بطريقةٍ غريزية. وبعد أن انحرفت تيني بطائرتها، امسكت بذراع السرعة استعداداً للفرار، لكن صوت تومور أوقفها وهو يقول: «لا تدوري! توجَّهي إلى الأمام الآن يا كويك. بدأت المعركة» .
الطائرة الصينية تطاردها
وبحسب الكتاب كانت تهدف إلى المرور على مقربة من طائرة الجناح التي أقفلت على رادارها وتُطاردها. فدارت مقاتلة تيني بدرجة 90 درجة تقريباً، لكن خط دخان الصاروخ الصيني كان يُطاردها خطوةً بخطوة. وشاهدت خط الدخان وهو يتقاطع مع طائرتها. ظهرت نفثة دخان صغيرة مع انفجار الرأس الحربي، مما أطلق ملايين الشظايا المعدنية الساخنة وسط سحابةٍ غاضبة. وبعد جزءٍ من الثانية، اخترقت إحدى الشظايا خزانة وقودٍ في مقاتلة تيني، لتنفجر مُكوِّنةً كرةً من اللهب، خرجت منها قطع حطامٍ كبيرة.
فصرخت تيني من خلف قناعها، قائلةً: «اللعنة!». سيطر الذعر على نفسها، لكن عقلها فتح عينيها لتُشاهد صاروخها وهو يصطدم بهدفه. لقد بدأت المعركة.
وتمكَّن سلامر من إذاعة رسالةٍ أخيرة قبل أن يفتح الجحيم أبوابه: «بانجر، لقد خسرنا تيني. اصطدم بها صاروخ. صواريخ الأسود انطلقت في الهواء الآن. جارٍ الاشتباك» .
ثُم حوَّل انتباهه إلى لوحة العرض الرأسية. فرأى صاروخ تيني وهو يثأر من أجله عن طريق تدمير طائرة الجناح التي دمَّرت تيني. ضربةٌ قاضية مزدوجة في السماء.
مقاتلة صينية أخرى تتبعه
وتابع سلامر خط دخان صاروخه الذي أطلقه وهو في طريقه مُباشرة تجاه الطائرة التي قطعت عليه طريقه. وبلغ الصاروخ طائرة الجناح قبل ثانيتين من اصطدامه بها، قبل أن تختفي مُقاتلةٌ صينية أخرى وسط انفجارٍ ضخم.
فغيَّر سلامر اتجاهه إلى اليسار بقوةٍ ليتفادى حقل الحطام، خشية أن تمتص توربينات محركاته بعض الحطام. وحجبت ستارة الدخان السوداء الرؤية عن آخر مُقاتلتين صينيتين، لكن خطوط دخان صواريخ أمرام التي أطلقتها كويك وليبس منحتاه فكرةً جيدة حول مكان وجودهما، بحسب الكتاب.
كانت أنفاس كويك تتسارع، وهي تسير على خُطى مُناورة سلامر لتفادي الحُطام، وكانت واثقةً أنَّها سترى اثنتين من السحب السوداء على الجانب الآخر. ولكنها وجدت سلامر يشتبك مع أقرب طائرات الجناح، بالتزامن مع اتجاه ليبس صوب الطائرة الأخرى. ولكن آخر صاروخين انفجرا أبكر من المتوقع بسبب الحُطام المُتناثر.