بقلم - عبدالرب السلامي
الائتلاف الوطني الجنوبي مكون سياسي جديد جاء ليشكل إضافة نوعية وكمية للمشهد السياسي الجنوبي المتعدد والمتنوع. بل هكذا يجب أن يكون، وهكذا يفترض أن يكون غيره.
الائتلاف -بحسب وثائقه- لا يدعي أنه الممثل الشرعي والوحيد للجنوب، ولكنه يرفض وبوضوح شديد أي دعوى لاحتكار تمثيل الجنوب من أي مكون سياسي أو جهوي أو اجتماعي آخر. وهذا منطق سليم يفترض أن يتفق عليه الجميع.
فتجربة الشمولية والصوت الواحد واللون الواحد قد عانى منها شعبنا كثيرا في الماضي والحاضر، ولا يمكن لشعبنا أن يقبل تكرارها في المستقبل مهما كانت الظروف.
وكما نرحب بالائتلاف كمكون جنوبي جديد في الساحة السياسية نرحب بغيره من المكونات مهما كانت سقوفها السياسية ما دامت ملتزمة بثابتي السلمية والديمقرطية.
فالسلمية والديمقراطية هما معيارنا في في القبول والرفض لأي مكون سياسي واجتماعي، لأن التاريخ علمنا أن أزمات اليمن عموما والجنوب خصوصا إنما أتت من صنفين اثنين:
الأول: قوى مسلحة خارج مؤسسات الدولة أرادت فرض خياراتها السياسية على الشعب بقوة السلاح.
الثاني: قوى سياسية شمولية أرادت احتكار السلطة، وتجريف الديمقراطية، وزعمت أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب.
فالعنف المسلح والثقافة الشمولية هما العدوان الوحيدان لشعبنا اليمني في الشمال والجنوب، وكما قلنا مرارا وسنكرر القول: نحن ليس لنا أي خصومة أو ثأر مع أي طرف سياسي سواء كان وحدويا أو انفصاليا ما دام ملتزما بالسلمية والتعددية السياسية، وعند هذا المبدأ نلتقي مع طيف واسع من شركاء الوطن، وعند هذا المبدأ نفترق مع أعداء الحرية والتعددية والسلم أينما وجدوا في الشمال أو في الجنوب.
دمتم بخير، ودام الوطن حرا ديمقراطيا مستقرا.
عبدالرب السلامي