نشرت صحيفة “ديلي إكسبرس” تقريرا لتوم فيش عن الكتلة الجليدية الهائلة المسماة (Thwaites Glacier) في غرب القطب الجنوبي، التي تصل مساحتها إلى 182000 كيلومتر مربع أي ما يقارب حجم فلوريدا.
وقد أطلق على تلك الكتلة الجليدية العملاقة “أخطر كتلة جليدية في العالم”، لأن فيها كمية من الماء يمكنها أن ترفع مستوى الماء في المحيطات والبحار بأكثر من قدمين (65سم)، كما أن هذه الكتلة الجليدية تمنع انهيار طبقات جليدية، قادرة على إضافة ثمانية أقدام أخرى (2.5 م) إن انهار ذلك الجليد.
كما اكتشف باحثو “ناسا” وجود ثغرة كبيرة تحت هذه الكتلة الجليدية. ومساحة هذه الثغرة يصل إلى ثلثي مساحة مانهاتن وارتفاعها 300م، ويزداد حجمها بسرعة.
كما أن “ناسا” اكتشفت عدة أمور صادمة عن حالة الكتلة الجليدية. فقد كان الباحثون يتوقعون أن يجدوا بعض الثقوب في الجليد في أسفل الكتلة، ولكن حجم الثغرة “والسرعة التي تكبر فيها” صدمهم.
وتعتقد “ناسا” أن الثغرة كافية لاحتواء 14 مليار طن من الجليد، ذاب معظمه على مدى الثلاث سنوات الأخيرة.
وقال إريك رينغوت، الباحث لدى “ناسا” في مختبر الدفع النفاث: “لقد ظننا لسنوات أن تلك الكتلة الجليدية لم تكن مرتبطة بشكل جيد للصخور الواقعة تحتها.. وبفضل جيل جديد من الأقمار الصناعية، يمكننا الآن أن نرى تفاصيل أكثر”.
وأكد هذا الاكتشاف أهمية رصد أسفل الكتل الجليدية في القطب الجنوبي لحساب السرعة، التي سترتفع بها المياه في البحار بسبب التحولات المناخية.
وقد تم اكتشاف تلك الثغرة باستخدام رادار يخترق الجليد في دراسة لـ”ناسا” حول علاقة القطبين والمناخ العالمي.
واستخدم الباحثون أيضا معطيات من مجموعة من الرادارات الإيطالية والألمانية المتخصصة المحمولة على الأقمار الصناعية.
ويمكن معالجة هذه المعطيات ذات الدقة العالية بأسلوب يسمى التداخل الراداري للكشف عن تحرك الطبقة الأرضية بين الصور المختلفة.
وقال بيترو ميلو؛ كبير الباحثين: “حجم الثغرة تحت الكتلة الجليدية يؤدي دورا مهما في إذابة الجليد، وكلما زادت الحرارة والماء تحت الكتلة الجليدية، زادت وتيرة الذوبان”.
وتعدّ هذه الكتلة الجليدية (Thwaitse) هي المسؤولة حاليا عن 4% من ارتفاع مستوى البحر.
وتقوم مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية ومجلس البحث البيئي الوطني البريطاني بتنفيذ مشروع بحث ميداني لمدة خمس سنوات، للإجابة على أهم الأسئلة حول هذه العملية وملامحها.
وستبدأ التجارب العملية صيف 2019- 2020 في القطب الجنوبي.
ومن المتغيرات في هذه الكتلة التي تقلق العلماء هي الخط الذي ترتبط به بالأرض. فكأي كتلة جليدية قطبية هناك الجزء المرتبط بالأرض والنهاية التي تمتد وتطفوا على مياه المحيط.
وكما هو الحال بالنسبة للقوارب المربوطة؛ فكلما خفّ الوزن عليها يمكنها الزحف قليلا فوق اليابسة. ويخشى أنه عندما يخفّ وزن الكتلة مع ذوبانها أن تزحف قليلا فوق اليابسة مُعرّضة المزيد من مساحتها لماء المحيط مما يزيد من سرعة ذوبان الجليد.