غيب الموت، في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، الإعلامي الإذاعي القدير عبدالرحمن مطهر، الذي عرفته الأجيال اليمنية المتعاقبة بـ “بابا عبدالرحمن” ومن خلال برنامجه الإذاعي التوعي اليومي الشهير “مسعد ومسعدة”، مع الإعلامية حبيبة محمد لسنوات طوال.
ونعت وزراة الإعلام اليمنية، الفقيد، في برقية عزاء، وجهها وزير الإعلام معمر الإرياني إلى نجله الدكتور نشوان وإخوانه محمد وعبدالرحمن.
ولفت وزير الإعلام إلى أن الإعلام الإذاعي اليمني خسر واحدًا من رواده العظماء الذين تركوا أثرًا خالدًا في قلوب مستمعي إذاعة صنعاء الرسمية.
وقال الوزير الإرياني إن الفقيد عبدالرحمن مطهر كان علمًا في سماء الإبداع الفني والإذاعي، خدم العمل الإعلامي بإخلاص وتفان طوال ما يقرب من أربعة عقود كان خلالها متميزاً في جميع الأعمال التي قدمها.
وكان المرحوم عبدالرحمن مطهر، الذي تخرج حاملًا للشهادة الثانوية من إحدى المدارس المصرية، من أقدم الاذاعيين في اليمن، إذ التحق بإذاعة صنعاء بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 بأربعة أشهر، واستطاع أن يتدرج خلال عمله الإذاعي من محرر أخبار الى مذيع متألق، وفنان مشهور، وفازت اليمن خلال مسيرته بالعديد من الجوائز.
وأخلص الفقيد لعمله في الإذاعة، وعاصر العديد من وزراء الإعلام والعديد من مدراء العموم في إذاعة صنعاء، لكنه بقي على عهده مخلصًا لمهنته ومجتمعه من خلال القضايا التي يشعر أنه يساهم في علاجها داخل المجتمع اليمني طوال أربعة عقود.
واشتهر الفقيد ببرامجه الإذاعية الهادفة، والتي كان من أهمها البرنامج الإذاعي الأكثر شهرة ونجاحًا في اليمن “مسعد ومسعدة” الذي ظل يناقش قضايا اجتماعية لسنوات طويلة، متلمسًا قضايا الناس بكل حب واحترام.
وعلاوة على ذلك كان الفقيد عبدالرحمن مطهر، شاعرًا وأديبًا، وكانت معظم قصائد وأغاني الأطفال التي قدمها في برنامجه الشهير “بابا عبدالرحمن” من تأليفه، كما برع كثيرًا في الشعر الشعبي.
وحصل الفقيد على جائزة التمييز في خدمة الطفولة العربية عام 1996م، وشغل عدة مناصب بالإذاعة، وعين في وقت لاحق مستشارًا في أمانة العاصمة صنعاء لشئون الثقافة والفن، لكنه كان قبل كل ذلك قد أسر قلوب سامعيه في طول اليمن وعرضه، وظل الأمر كذلك من بعد، إلى أن لقي ربه اليوم الاثنين الموافق 21 يناير 2019م.