بقلم - مفضل الأبارة
– انطلاقا من نظرية(ابتسامة المهزوم تفقد المنتصر لذة النصر) فقد جرت عادة الحوثيين وبعد كل هزيمة وكل صفعة يتلقونها على يد الشرعية والتحالف..أن يسوقوا الوهم لأتباعهم..ليس فقط من خلال اعتبار الهزيمة انسحابا تكتيكيا أو إعادة تموضع وهو أمر يمكن تفهمه في لغة السياسة .
بل إن أصحاب أكذب شعار في التاريخ يصورون لأتباعهم أن تلك الهزيمة النكراء التي تجرعوها والضربة القاصمة التي تلقوها..إنما هي نصرٌتاريخي غير مسبوق على قوى (العطوان).. وهذا مايفعله إعلامهم اليوم مع نتائج مشاورات السويد أنها إنجاز مليشاوي جبار ..وأن وفدهم الخائب للسويد هم قادة الفتح الكبير .. والانتصار المثير ..الذين يستحقون أن يستقبلوا استقبال الفاتحين الأبطال.
– المشكلة الأكبر أن كثيرا من أنصار الشرعية وإعلامييها وناشطيها قدوقعوا فريسة لهذا الوهم الذي يسوقه الحوثي لأتباعه..
بل وبدا بعضهم بحسن نية يسوقون لهذا الإنتصار المليشاوي المزعوم في السويد..
– لهؤلاء الأعزاء نذكر هذه القصة الطريفة التي سمعتها من الزميل الرائع النائب/ علي المعمري ..يقول:
كان الحاج علي الحيلة والحاج احمد سعيد من منطقة التربة تعز قد دخلا في خصومة شديدة ..ثم احتكما إلى قاضي محكمة التربة ليفصل بينهما..فاستمع القاضي الى أدلة وبراهين كل طرف ثم أصدر حكمه لصالح الحاج/ علي الحيلة..
– لكن غريمه الداهية أحمد سعيد وبمجرد سماع منطوق الحكم لصالح غريمه ..فقد أخذيكبر ويهتف عاش العدل ويمتدح القاضي وحكمه الرائع المنصف ..!
مما أثار الشكوك في نفس الحاج/ علي الحيلة الذي صدر الحكم لصالحه أصلا..فاستشاط غضبا وأقسم يمين الطلاق أنه لن يقبل بهذا الحكم .. وعاد للقاضي منفعلا يطلب الاستئناف..
– أظن ان رسالة هذه القصة قد وصلت .. فيا أحباءنا إذا لم تكونوا في دهاء أحمد سعيد فلا تكونوا في سذاجة علي الحيلة.
وإذا أردتم أن تعرفوا آثار الهزيمة التي مني بها الحوثيون في مشاورات السويد فيكفي أن تركزوا على بعض التصريحات النزقة لبعض القيادات الحوثية التي تعبر عن شدة الألم والغيض لما آلت اليه الأمور .. كماهوالحال في رد القيادي الحوثي محمد البخيتي على تصريحات السفير السعودي آل جابر
وعموماصدقوني لولا ضربات الجيش الوطني القاصمة التي دفنت معظم قيادات الحوثيين والالاف من افرادهم في صحراء تهامة المجد والإباء لما حضر الحوثيون الى السويد .. ولما قبلوا باطلاق المختطفين .. ولما أذعنوا صاغرين للموافقة على الانسحاب من الحديدة بعد كل تصريحاتهم النارية بعدم تسليم الحديدة ..
_ الآن على الاستاذ القدير صخر الوجيه محافظ الحديدة عام 2014م ان يستعد مع طاقمه الاداري والعسكري والامني لاستلام المحافظة ..هذا إذا صدق الحوثيون في التنفيذ هذه المرة.. أما إذا لم يصدقواكماهي عادتهم فليعلموا يقينا أن المفاوضات القادمة ستكون على كيفية تأمين خروج من تبقى منهم من صعدة.. هذا اذابقيت مفاوضات قادمة.
والله المستعان .
بقلم / *مفضل الأبارة*