تشهد اليمن متغيرات ميدانية في مسار العمليات العسكرية مع اشتعال المواجهات في أغلب الجبهات بين قوات الجيش الوطني المسنودة بالتحالف العربي والتي أحرزت تقدمات نوعية خلال الـ24 ساعة الماضية ومليشيا الحوثي الانقلابية من جهة أخرى.
انتصارات وتقدم على الأرض تحققها قوات الجيش على مليشيا الحوثي رغم مساعٍ دولية لإنقاذها من وحل الهزيمة التي تتكبدها بشكل يومي في جبهات القتال وهو ما أكده العديد من المسؤولين الأمريكيين خلال الأيام الماضية في خطوة تكشف زيف ادعاءات مليشيا الحوثي من شعاراتهم المعادية للغرب والأمريكان.
مقاتلات التحالف العربي بدورها نشطت بصورة مكثفة منذ مساء الخميس واستهدفت مواقع وتجمعات حوثية في العاصمة صنعاء ومحيطها بينها مركز أبو نشطان بمديرية أرحب و30 غارة على 8 أهداف في قاعدة الديلمي الجوية كما استهدفت 10 غارات أخرى مراكز تدريبية في همدان وسنحان.
واعتبر مراقبون الغارات المكثفة على المليشيات بصنعاء في إطار الرد على دعوات إيقاف الحرب في اليمن فيما لاتزال مليشيات الحوثي تمثل تهديد استراتيجي للأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح التحالف في مؤتمر صحافي إن عملية الديلمي التي كانت حصيلة عملية رصد استخباراتي دقيق أفشلت هجوم إرهابي لمليشيات الحوثي التي تستخدم القاعدة الجوية التابعة لمطار صنعاء كمنصة لتخزين وإطلاق الصواريخ الباليستية والتحكم بالطائرات بدون طيار وغرف التفخيخ.
جبهات مشتعلة:
ومنذ الخميس احتدمت المعارك في عدة جبهات حيث أعلنت القوات الحكومية استئناف عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة وميناء الحديدة غربي اليمن ونجحت في تحقيق تقدم نوعي بتحرير أجزاء واسعة جنوبي الحديدة والاقتراب من جامعة الحديدة والسيطرة على بوابة المدينة “قوس النصر” فيما لاتزال تتوغل في الأحياء الجنوبية والشرقية للمدينة مقابل خسائر ميدانية وبشرية للمليشيات الحوثية.
وفي صعدة شمالي اليمن أعلن الجيش عملية عسكرية واسعة لتحرير المحافظة من 11محور وبمشاركة 10 ألوية عسكرية وتحققت مكاسب ميدانية بتحرير عدد من المرتفعات والمواقع الجديدة بعدة جبهات.
في غضون ذلك تحركت العملية العسكرية بالبيضاء وسط اليمن وحرر الجيش عدة مواقع استراتيجية بمديرية الملاجم باتجاه مفرق وعالة بالمديرية.
كما وصل نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر إلى محافظة مأرب وعقد اجتماعاً مع قيادة هيئة الأركان في الجيش الوطني وشدد على مضاعفة الجهود والجاهزية القتالية والتقدم لإرساء السلام الذي ينشده اليمنيون ويحفظ كرامتهم ويصون حقوقهم وينهي المعاناة والمآسي التي خلفتها الميليشيات الانقلابية.
لن تتوقف الحرب دون انهاء الانقلاب:
وفي السياق يرى محللون إن الحكومة اليمنية والتحالف العربي يدفعان نحو التصعيد العسكري في جبهات متفرقة باليمن لاستكمال معركة التحرير وإنهاء الانقلاب في رد عملي على دعوات إيقاف الحرب فيما لاتزال مليشيات الحوثي المدعومة من إيران تمثل تهديد استراتيجي على أمن المنطقة.
الباحث السياسي اليمني نبيل البكيري يؤكد أن الحرب لن تتوقف بدون النظر في أسبابها التي أشعلتها والمتمثلة في إسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية.
مشيراً إلى إن الإرادة الوطنية الخالصة ستنتصر على كل الإرادات العصبوية والمناطقية وتجربة اليمنيين مع مثل هذه الحروب طويلة ودامية ونهايات وطنية حاسمة.
كما يقول الصحفي يحيى الأحمدي في تغريدة له على مواقع “تويتر” إن إنهاء الحرب في اليمن مرهون بزوال مسبباتها وفي مقدمة ذلك الانقلاب الحوثي على الدولة والثورة والجمهورية ومخرجات الحوار الوطني مضيفاً “لولا الانقلاب الملعون لما قامت الحرب اللعينة”.