لجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، إلى التحقق من 335 حالة، من خلال تقنية المساعدة بالفيديو في 48 مباراة في دور المجموعات.
“ماثيو! هل رأيت الكرة؟ لمسها المهاجم صاحب الرقم 11، ثم لمسها المدافع بوضوح، هل تريد زاوية رؤية أخرى أم أنك مقتنع؟”..
هي إحدى الحالات الملموسة التي استخدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الجمعة، للدفاع عن استخدام تقنية المساعدة بالفيديو “في إيه آر” في التحكيم التي تطبق في روسيا للمرة الأولى في تاريخ نهائيات كأس العالم.رد ماثيو كونغر: “لا، أعتقد أن الأمر واضح، إنه صاحب الرقم 21، تايرون إيبويهي مدافع نيجيريا، الذي ارتكب الخطأ”..
في الوهلة الأولى، لم يحتسب الحكم النيوزيلندي لمباراة آيسلندا ونيجيريا في 22 حزيران/ يونيو، ركلة جزاء لصالح الآيسلنديين، بينما سقط لاعبهم ألفريد فينبوغاسون داخل المنطقة النيجيرية.
“انتظر.. سأتحقق
قال الحكم الدولي الإيطالي السابق بيار لويجي كولينا في مؤتمر صحفي الجمعة لعرض حصيلة التحكيم في النصف الأول من المونديال الروسي: “إن هذا الخطأ المثير للجدل حصل في جزء من منطقة الجزاء، على الهامش بدرجة كبيرة، يصعب على الحكام مراقبته”.
استخدم كولينا الذي يشغل منصب رئيس لجنة التحكيم في الفيفا، حديثا متسلسلا بين حكام المساعدة بالفيديو وحكم الساحة، لإظهار كيفية استخدام هذا الفيديو المساعد.
“انتظر، سأتحقق”، هذا ما تم سماعه مباشرة بعد سقوط فينبوغاسون داخل المنطقة، حكم الفيديو ماسيميليانو إيراتي يطلب باللغة الإيطالية، عدة زوايا ونظرة بالعرض البطيء ثم بالسرعة الحقيقية، كل ذلك في بضع ثوان، وأوضح كولينا أنه “في الحركة البطيئة، يبدو كل شيء أكبر أو أكثر قساوة أو أكثر تعمدا”، مضيفا أنه “يُطلب من الحكام تحليل اللقطة بالسرعة العادية”.
وبعد ذلك قال ماسيميليانو إيراتي للحكم ماثيو كونغر: “أوصيك بأن تأتي بنفسك وترى مرة أخرى “اللقطة”، لأن المهاجم لعب الكرة، والمدافع لمس ساقه”، وبعدما قام الحكم بمشاهدة اللقطة عند حافة الملعب قرر منح ركلة جزاء “أضاعها المهاجم” إلى آيسلندا التي خسرت يومها صفر-2.
تحليل 335 حالة في دور المجموعات
وأوضح كولينا أنه تم في المجموع “التحقق من 335 حالة” باللجوء إلى تقنية المساعدة بالفيديو خلال 48 مباراة في دور المجموعات أي بمعدل 6.9 حالة في المباراة الواحدة، في حين أن جميع الأهداف التي سجلت هي 122 “في دور المجموعات”.
وقال كولينا: “من بين تلك الحالات الـ335 التي تم التحقق منها، خضعت 17 حالة للتحقيق من طرف تقنية المساعدة بالفيديو”.
وأشار إلى أنه “في 14 حالة من الحالات الـ17، تحرك الحكم إلى حافة الملعب للتحقق منها، في حين أن الحالات الثلاث الأخرى، كان الحسم فيها عن طريق حكم تقنية المساعدة بالفيديو الموجود في “غرفة في إيه آر”.
وتابع بأنه “تم تغيير 14 قرارا بعد استخدام تقنية الفيديو، في حين أنه تم تأكيد ثلاثة قرارات”.
وأوضح الاتحاد الدولي أن نسبة القرارات التحكيمية الصحيحة في الحالات الـ335 بلغت 95%، لكن تغيير القرارات في الحالات الـ14 التي تم فيها اللجوء إلى تقنية المساعدة بالفيديو، رفعت نسبة القرارات الجيدة إلى 99.3%.
وبخصوص الانتقادات التي طالت هده التقنية من ناحية التأثير على وتيرة المباريات بسبب التوقف لفترة طويلة، أوضح الاتحاد الدولي أن معدل وقت استخدام “في إيه آر” كان 80 ثانية في الدور الأول.
وقال كولينا: “في بعض الحالات كان من الممكن أن يصدر القرار في وقت مبكر لكن الحكم كان حريصا على أخذ بعض الثواني الإضافية للتأكد من أنه اتخذ القرار الصحيح”.
ليس نهاية للجدل
من ناحية أخرى، إذا كان الهدف هو وضع حد للجدالات التحكيمية، فهذا الأمر لم يتحقق، فقد قدم الاتحاد البرازيلي على الخصوص استئنافا لدى الفيفا، كما أن بعض المدربين أو اللاعبين لم يترددوا في الاحتجاج، الجمعة، بعد أكثر من ساعة ونصف استغرقها المؤتمر الصحافي، ما دفع ممثل الفيفا المسؤول عن توزيع الميكروفون إلى التنهد قائلا: “يمكننا التحدث عن الموضوع لساعات”.
ويبدو أن الإعلان عن المناقشات بين الحكام وحكام تقنية المساعدة بالفيديو هو على أي حال جزء من مسارات تفكير الفيفا حتى يفهم الجمهور ما يحدث بطريقة أفضل بعد ذلك.
وأوضح كولينا في معرض رده على سؤال في هذا الصدد، أنه “يمكننا أن نفكر في الأمر، إنه أمر يمكن أن يكون اقتراحه مثيراً للاهتمام لأنه إذا شرحنا كيفية اتخاذ القرار، فإنه يمكن أن يحسن طريقة تقبله من طرف عشاق كرة القدم”، مشيرا إلى أنه “قبل أن تركض، يجب أن تتعلم المشي”.
يذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، أقر استخدام تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، بالرغم من انتقادات لها، وتأتي هذه التقنية بصفتها إضافة تكنولوجية في كرة القدم، بعد إدخال تكنولوجيا خط المرمى في مونديال 2014.