يتندر يمنيون من قنوات الانقلاب في اليمن, من قناة المسيرة, الناطقة باسم الجماعة الحوثية, والتي تعد منبراً لزعيم الجماعة, عبدالملك الحوثي, والتي يظهر فيها تالياً لبياناته وخطاباته السياسية, إلى قناة اليمن اليوم, التي غدت نافذة وحيدة للرئيس المخلوع صالح, بعد سيطرة الحوثيين على القنوات الأخرى التي كانت تمتلكها الدولة, لتدخل قناة جديدة, خانة التندر والسخرية, وهي (الغد المشرق) الممولة من الإمارات, ويديرها الصحفي عادل اليافعي المعروف بتبعيته لأطراف في الحراك الجنوبي, تسعى للانفصال, وهو المطلب الذي أصبحت تتبناه أبو ظبي في مواقفها الأخيرة, ومنه دعم عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك المقالين من قبل رئيس الدولة في اليمن, عبدربه منصور هادي.
قنوات أخرى لها من السخرية نصيب, ومحل تندر كبير أوساط اليمنيين, منها, عدن لايف, وصوت الجنوب, والأخيرة بدت أكثر انفصالية, وتعصباً في الجنوب اليمني, الذي يشهد انقسامات واضحة, تظهر فيها نزاعات الرأي الواحد, ويريد منها حسب مراقبين الاستفراد بالقرار, ثم التحكم بمصير شعب, وضعوا أنفسهم الناطق باسمه, دون أي تفويض أو استفتاء.
يتحدث إعلاميون بأن الإمارات تسعى عبر أموالها وموالين لها إلى خلق بيئة إعلامية أخرى لها في اليمن, تخدم أهدافها الاقتصادية, في السيطرة على الساحل اليمني الممتد, والذي يمتلك مقومات هائلة للنهوض, وهو ما تراه خطراً عليها, إذا ما تم بعيداً عنها وهم شركاتها العابرة للقارات.
فقناة (الغد المشرق) والمواقع الممولة من الإمارات غدت الأداة الإعلامية الأولى لـ” الانقلابيين الجدد” في اليمن, والذين أعلنوا الخميس انفصالهم بصورة شبه رسمية عن الجمهورية اليمنية وعلى النظام الشرعي الذي تدعمه دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
ففي فضائية الغد المشرق ظهر عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي في جنوب وعلى الهواء مباشرة يتلو بيان ما يسمى بالخطوات التنفيذية للانفصال عن صنعاء تحت ما يسمى بـ”إعلان عدن”الذي يقضي بفصل الجنوب في اليمن عن شماله, وهي الخطوة التي لاقت استهجانا كبيرا من قبل عدد كبير من الأطراف اليمنية خاصة الداعمة للشرعية في اليمن، كما لوحظ قيام الانقلابيين الجدد المدعومين من الإمارات بوضع أسماء في القائمة لم تكن موافقة على انفصال الجنوب ومن بينهم محافظ حضرموت الذي ورد اسمه في قائمة أعضاء المجلس الانتقالي .
ويوضح صحفيون يقطنون في العاصمة المؤقتة عدن, بأن القنوات المدعومة إماراتياً, أو حتى المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت, أو الصحف اليومية والأسبوعية, أصبح لها هدف واضح, يفهمه الجميع, وهو التغريد بعيداً عن أهداف اليمنيين, أو حتى الجنوبيين, الحالمين, بوطن مستقر بعيداً عن الصراعات, التي لا تسمن ولا تغني من جوع, لا رسالة إعلامية واضحة, حسب الإعلاميين, فهناك سياسية تحريرية, وبرامجية, تفرق لا تجمع, وتستعدي أطرافاً في المجتمع, على حساب أطراف أخرى.
ويقول الصحفيون إن مثل هذه القنوات والمواقع, تدفع بسخاء, وكل ما كانت كتابات أو تقارير الصحفي, متوافقة, مع أهدافهم يزداد الدفع, خصوصاً مهاجمة أطراف معينة في الشرعية, وأحياناً تمس الشرعية والحكومة اليمنية بذاتها.
تمويل كبير تدفعه الإمارات للقنوات الإعلامية والمواقع الناطقة باسمها, يقول عنه متابعون بأنه تمويل غير مصدق أن يكون في اليمن, لم تعرفه الأوساط الصحفية من قبل, فصحف تصرف لها ميزانيات تضاهي مؤسسات كبيرة كانت تعمل قبل انقلاب الحوثيين وصالح على السلطة, إضافة إلى إنشاء مؤسسات إعلامية وصحف ممولة بشكل كامل من أبو ظبي, لكنها تغرد بعيداً عن آلام وتطلعات المتلقي, الذي أصبح يهرب كثيراً من غثاء إعلامي واضح تعيشه عدن, ومحافظات جنوبية أخرى.
مواقع إخبارية, تتكاثر بشكل كبير, لصحفيين ناشئين, أو كبار, وربما لدخيلين على الوسط الإعلامي, بعضها تعود لأكاديميين, ورجال أعمال مقيمين في الإمارات, أو دول أخرى, كلبنان, التي تعد قبلة للإعلام الممول إماراتياً ومن دول عدة, غير اليمن, والتي تعيش ظروفاً واضطرابات تشبه ما يحدث فيها.
المفلت حسب الصحفيين أن بعض هذه المواقع يديرها مجهولون, وصحفيون عرب, لهم قدرة على التواصل في الداخل اليمني, يعملون على فبركة الأخبار, وصنع الأحداث وفق السياسة الإماراتية, التي تريد تطويع الأحداث وفق مصالحها وأهدافها, وخطتها المرسومة تجاه اليمن شماله وجنوبه.
قدرة كبيرة على الانتشار, تصاحبه إعلانات ممولة شبه يومية ومستمرة, على مواقع التواصل الاجتماعي, بعضها لا تقدم مادة إعلامية محترمة, بل تعمل على بث الشائعات, والأخبار, التي تأتي من مطابخ الانقلاب, أو تلك التي تصنع وفق هوى الإمارات التي يرى الكثير بأنها ظهرت وكأنها محتلة لليمن, لم تحقق أهداف التحالف العربي كما يجب, وما يتطلع إليه الشعب اليمني على وجه الخصوص, وهي استعادة مؤسساته المنهوبة وحقوقه المهدرة.