بقلم - ياسين سعيد نعمان
في اليمن يأتي المسئول ، على أي مستوى كان ، إلى موقع القيادة وهو ينظر إلى الخلف .. وبدلاً من أن يسير إلى الأمام فإنه يسير إلى الوراء … يفتش ويتحدث عن أخطاء من سبقه ويغرق في هذا الماضي .. وعوضاً عن أن ينقل الناس الى المستقبل يحاصر نفسه ويحاصرهم معه في تعقيدات الماضي ومشاكله .
لا بأس أن يضع أمامه لوحة كاملة بإخفاقات الماضي ولكن برؤياً لا تقدمه كمنتقم بل كقائد .
المسئول الذي يقدم نفسه كمنتقم من الماضي في صورة متربص ، لا كقائد ، لا يعمل أكثر من أنه يهين المسئولية التي أوكلت إليه .. والفرق بين الاثنين هو أن الأول يمضي كل وقته زاعماً أنه يصحح أخطاء غيره ، فيصر على أن يتخلى عن القيادة المناطة به ويغرق كل من يعمل معه في تصفية حسابات مع الماضي ، ويكتشف في نهاية المطاف أنه لم يقم سوى بمعارك “دنكشوتية” ، لأن الماضي يجره الى معاركه القديمة وهي معارك لا ضوابط لها ، وبطبيعتها معارك مكلفة وخاسرة اذا لم يستطع المسئول أن يتصرف كقائد ويسحب معه الماضي الى المستقبل … ذلك هو عمل القائد الذي يجعل مراجعة الماضي وتصحيحه جزءاً من عملية تغيير شاملة تنقل ما كلّف بقيادته الى منحنى أعلى بدلاً من الاستمرار في التخبط على نفس المنحنى القديم .
النجاح الذي يحققه المسئول بنقل المسار إلى المستقبل هو الذي سيرد على أخطاء الماضي ويصححها بوضوح مقنع للناس .. أما الهدرة فتبقى هدرة يأخذها الريح مع ما أخذ من غثاء أهدرت معه الفرص .