أثارت تعيينات أبناء قيادات في الشرعية وأبناء مشايخ موالون لها استياء واسع، حيث أن هذه التعيينات توضح حجم الفساد في الجيش الوطني الذي يعول عليه الجميع في تحرير البلاد.
ووفقا لما نقله “المشهد اليمني” عن بعض هذه التعيينات التي انكشفت في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية عن وجود تعيينات أخرى لم يتمكنوا من العثور على وثائقها.
نجل الشيخ قائد لواء
وتأتي فضيحة تعيين نجل الشيخ القبلي البارز محمد ناجي الشايف قائداً للواء المدفعية ضمن سلسة فساد التعيينات في الجيش الوطني.
ورغم أن فهد محمد ناجي الشايف لم يتجاوز الـ22 من عمره وهو خريج ثانوية عامة ولم يلتحق في أي معسكر، إلا أن مكانة والده الذي يشغل منصب مستشار رئيس الجمهوري، منحته رتبة في الجيش.
وكان الشيخ الصغير فهد الشايف قد فر من مدرسة عسكرية في بريطانيا بعد بضعة أشهر من إرساله للدراسة فيها، لتتم مكافأته على فراره بمنحه رتبة عقيد في الجيش الوطني.
ولم يكتفي العقيد الجديد بهذه الرتبة فقط، بل تم منحه قيادة لواء المدفعية بتوجيه من نائب رئيس الجمهورية علي محسن صالح إلى رئيس هيئة الأركان العامة.
نجل المحافظ أركان حرب
وقبل أيام أثارت حادثة اعتداء نجل محافظ ذمار محمد علي القوسي على الضابط الذي يقوم بمهام المسؤول المالي في لواء المجد، غضب واسع.
ولا تختلف قضية تعيين محمد نجل المحافظ علي القوسي أركان حرب في لواء المجد عن قضية نجل الشيخ الشايف.
وفي الوقت الذي لم يلتحق محمد علي القوسي بأي كلية عسكرية أو التجنيد، إلا أن موقع والده في الحكومة الشرعية منحه رتبة عقيد في الجيش وتم تعيينه أركان حرب في لواء المجد بمأرب.
ولم يكتفي القوسي بهذا المنصب الكبير الذي تم منحه إياه دون أي مؤهلات أو أهلية لاستحقاقه، حيث طلب بتسليم رواتب 512جندي إلى يده، مع أن أسماء الجنود وهمية وهم غير متواجدين في الجيش الوطني أساساً.
وبعد رفض المسؤول المالي للواء المجد دفع رواتب الأسماء الوهمية انزعج العقيد الصغير واعتدى مع مرافقيه على الضابط، كما أن هناك الكثير قد اشتكوا من بلطجية القوسي الصغير.
ويقدر المبلغ المالي الذي طالب القوسي باستلامه كرواتب بـ34مليون ريال يمني شهرياً في حال كانت الأسماء الوهمية جنود فقط، وفي حال كانت هذه الأسماء ضباط برتب أعلى فالمبلغ يتضاعف أكثر.
مطالبات بتحقيق شامل
ورغم صدور توجيه بالتحقيق مع القوسي بسبب اعتدائه على المسؤول المالي في اللواء، إلا أن المطالبات أثيرت حول التحقيق مع من أعطاه رتبة لايستحقها ومنحه منصب غير مؤهل لتوليه.
وطالب مراقبون وعسكريون بفتح تحقيق شامل حول تعيينات أبناء قيادات الشرعية والمشايخ الموالون لها دون أهليتهم لذلك.
وقال مراقبون لـ”المشهد اليمني” إن اليمنيين يعولون على الجيش الوطني لتحرير الوطن من مليشيات الحوثي، في الوقت الذي يتم منح قيادة ألوية في هذا الجيش لأطفال لمجرد أن أقاربهم يشغلون مناصب في الحكومة الشرعية.
وأكدوا أن استمرار هذه التعيينات ومنح الأطفال وأقارب المسؤولين بالشرعية مناصب عليا في الجيش أمر مرفوض تماماً، مطالبين بمعاقبة كل المتورطين في تلك التعيينات.