عدن نيوز – متابعات
أكملت العمليات العسكرية لـ”التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن”، أمس الثلاثاء، ألف يومٍ من عمرها، لكنها لم تفتّ في عضد جماعة “الحوثي” التي ما زالت تطلق صواريخها الباليستية باتجاه الأراضي السعودية قائدة التحالف العربي.
في 26 مارس/ آذار 2015، أطلق التحالف عملية عسكرية، ضد مسلحي الحوثي وحليفهم السابق الرئيس السابق، علي عبد الله صالح (1978-2012)، وذلك بمشاركة 14 دولة قبل أن تنسحب قطر منتصف العام الجاري.
وكان من أبرز أهداف التحالف، إعادة شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى كافة المدن اليمنية، واستعادة الدولة، وذلك عبر عمليتين أطلق عليهما التحالف: “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”.
وتؤرخ منظمات الأمم المتحدة بداية الحرب بانطلاق عمليات التحالف، فيما تدعو الحكومة الشرعية الأمم المتحدة إلى توثيق اندلاع الحرب منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، مشددةً أن تدخل التحالف جاء للحد من اجتياح المدن، ومساندة الشرعية.
وفيما يلي ترصد الأناضول أهداف التحالف العسكرية والتكلفة البشرية والعسكرية والأوضاع المعيشية والصحية، استنادا إلى إحصاءات أممية ورصد مراسل الأناضول.
– عمليات مكثفة:
بعد مرور ألف يوم على عمليات التحالف ما تزال المعارك تمضي بوتيرة مكثفة، ولم تنكسر شوكة الحوثيين، رغم افتكاك تحالفهم مع صالح (75 عاما)، إثر خلافات تطورت إلى اشتباكات انتهت بمقتل الأخير في 4 ديسمبر/ كانون أول الجاري.
وتقول الحكومة الشرعية إن مساندة التحالف العربي لها مكّنها من استعادة السيطرة على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية، التي فقدت السيطرة عليها قبل ثلاث سنوات.
وتسيطر الحكومة على محافظات عدن، لحج، أبين، الضالع وشبوة (جنوب)، وحضرموت، المهرة وأرخبيل سقطرى (شرق)، ولم يصل مسلحو الحوثي وصالح إلى المحافظات الثلاث الأخيرة، فيما تم تحرير مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، من تنظيم القاعدة.
كما تسيطر الحكومة الشرعية على محافظة “مأرب” شرق صنعاء، وأجزاء واسعة من تعز (جنوب غرب)، والجوف (شمال)، وأجزاء من محافظتي حجة (شمال غرب) والبيضاء( وسط) ومديرية الخوخة بمحافظة الحديدة (غرب).
في المقابل تبسط جماعة الحوثي سيطرتها على العاصمة صنعاء، ومحافظات صنعاء، وعمران، وصعدة، وحجة (شمال)، وذمار (جنوب صنعاء)، والحُديدة، وريمة (غرب)، والمحويت (شمال غرب)، وإب (وسط)، وأجزاء من محافظات تعز والجوف والبيضاء.
ومن المرجح أن تأخذ عمليات التحالف منحى آخرا ضد الحوثيين عقب مقتل صالح وانتهاء شراكتهما، وربما من ملامح هذا المنحى، خلال الأيام الماضية، تكثيف الضربات الجوية واشتداد المعارك على الأرض.
ويسعى التحالف إلى تشكيل تكتل يمني واسع من كافة القوى السياسية والعسكرية لمواجهة الحوثيين، لاسيما بعد تقارب “حزب الإصلاح”، الذي يمتلك القاعدة الأكبر من المقاتلين، مع الإمارات، ثاني أكبر المشاركين في التحالف، إضافة إلى إشراك قوات صالح.
وأسفرت التفاهمات عن ضربات خاطفة تكللت بالسيطرة على “الخوخة”، في الشريط الساحلي الغربي لليمن، ضمن التقدم نحو محافظة الحُديدة الاستراتيجية.
كما تم تحرير مديرية بيحان في شبوة، حيث التحمت قوات شمالية وجنوبية، للمرة الأولى ضد الحوثيين، بعد قطيعة وتباينات كبيرة؛ بسبب مواقف الإمارات من حزب الإصلاح (إخوان مسلمون).
ومن شأن تحرير صنعاء، وفق مراقبين، أن يكسر شوكة الحوثيين، وهو يدفع التحالف لأن يكثّف خلال الأيام المقبلة، الضربات الجوية والعمليات البرية شرقي صنعاء.
– الكلفة البشرية والأوضاع الإنسانية:
لا تتوفر إحصاءات دقيقة بعدد ضحايا الحرب، حيث تورد المنظمات الدولية الأعداد المسجلة لدى المراكز الصحية فقط، فيما تتحدث أطراف النزاع عن إحصاءات مختلفة.
ووفق منظمة الصحة العالمية، أمس، واستنادا إلى إحصاءات المستشفيات، قتل أكثر من 8810 أشخاص وأصيب حوالي 51 ألف آخرين منذ بدء عميات التحالف.
فيما تتحدث السلطات اليمنية عن مقتل أكثر من 11 ألف شخص منذ اجتياح الحوثيين صنعاء.
بالمقابل تؤرخ مراكز حقوقية تابعة لجماعة الحوثي بداية الحرب بانطلاق عمليات التحالف، وتقول إن حصيلة الضحايا بلغت 13 ألف و600 قتيل.
وبينما لا توضح الأطراف ما إذا كانت الحصيلة تضم عسكريين ومقاتلين، يقول مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن ما يزيد عن 5500 مدني قتلوا في الحرب.
وخلافا للقتلى والجرحى، وضعت الحرب أكثر من 19 مليون يمني (من أصل حوالي 27.4 مليون نسمة) تحت خط الفقر، بينهم سبعة ملايين يواجهون شبح المجاعة.
وفي القطاع الصحي، تدهورت الأوضاع إلى مستويات قياسية، حيث تسبب وباء الكوليرا بوفاة أكثر من 2220 شخصا، فيما أودى مرض الدفتيريا بحياة 35 شخصا.
– الكلفة العسكرية:
بعد نحو ثلاث سنوات من انطلاق عمليات التحالف، لا يُعرف على وجه الدقة الكلفة العسكرية لدول التحالف العربي، لكن السعودية والإمارات، اللتان تتزعمان التحالف، هما الأكثر تضررا على مستوى الأرواح والعتاد.
ولا تعلن كافة أطراف الحرب في اليمن، وفق مراقبين، عن خسائرها بالكامل، ولا سيما البشرية منها.
وتعرضت السعودية لأكبر عملية استنزاف لجنودها على الشريط الحدودي الجنوبي مع اليمن، إذ تجاوز عدد قتلاها خلال نصف عام، 120 جندياً، وفق رصد للأناضول.
فيما خسرت الإمارات عددا من طياريها وضباطها، وكان مقتل 52 جنديا في هجوم صاروخي باليستي، مطلع سبتمبر/ أيلول 2015، هو أكثر الهجمات دموية بالنسبة لها.
وعلى صعيد العتاد العسكري، خسر التحالف العربي 13 مقاتلة حربية، بينها ست مقاتلات للإمارات، آخرها في 17 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، وفقا لإحصاء مراسل الأناضول.
وحلّت السعودية في المرتبة الثانية بأربع مقاتلات، أعنفها الحادث الذي تعرضت له طائرة عمودية في مأرب ( شرق)، أبريل/ نيسان الماضي، وأسفر عن مقتل 12 عسكريا سعوديا.
وكانت أولى الطائرات التي سقطت خلال عمليات التحالف، في 12 مايو/ أيار 2015، هي طائرة مغربية وقتل طيارها، إضافة إلى سقوط طائرة بحرينية وأخرى أردنية لاحقا.