لماذا تراجعت وتيرة المعارك في جبهات القتال باليمن؟ (تقرير)

محرر 230 أكتوبر 2017
لماذا تراجعت وتيرة المعارك في جبهات القتال باليمن؟ (تقرير)

خلال الأشهر الماضية بدا لافتا أن وتيرة المعارك قد خفَّت بشكل كبير، فلم يسعَ أي طرف للتقدم سواء الانقلابيين أو الشرعية، وظل الجميع في مواقعهم، وإن اندلع القتال في بعض الجبهات فلا يُسفر عنه أي تقدم.

كانت المعارك عقب اندلاع الحرب على أشدها، بين القوات الشرعية والمليشيا الانقلابية، التي أحكمت سيطرتها على عدة المحافظات، وتراجعت مع الضغط الذي واجهته، جراء المقاومة الشديدة التي تعرضت لها.

التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، قام هو أيضا بدعم الشرعية في مختلف جبهات القتال، عبر شنه لمئات الغارات الجوية التي استهدفت الانقلابيين، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي المختلف لهم.

وتمكنت الشرعية بمساندة التحالف العربي من استعادة عدد من المحافظات، لكن الأمر بدا متوقفا، لم يصل بعد إلى القضاء على الانقلاب، كما كان هدف التحالف.

في حين تعيش المحافظات المحررة في ظل أوضاع أمنية غير مستقرة، خاصة في العاصمة المؤقتة عدن التي باتت خاضعة لقوات تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثاني أكبر قوة في التحالف.

وبالنظر إلى حجم الجمود الذي تشهده الجبهات، وتوقيت الأزمة الخليجية التي اندلعت أخيرا بين دول مجلس التعاون الخليجي، فقد أثر ذلك بشكل كبير على الملف اليمني.

وأدى استمرار الحرب بهذه الطريقة الذي تزامن أيضا مع تدهور اقتصادي كبير، إلى سوء الوضع المعيشي لليمنيين، فأصبح أكثر من 82% منهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

رؤيتان مختلفتان

وفي هذا الإطار يوضح الإعلامي توفيق الشرعبي أن المعارك لم تتوقف بشكل تام، حيث تشهد بعض الجبهات اشتباكات وقصف متبادل مثل صرواح بمأرب، والبيضاء، والجوف.

وأرجع السبب -في تصريحه لـ”الموقع بوست”- إلى أن قوات الجيش التابعة للشرعية اكتفت بما تحقق من نصر، وتحاول الاحتفاظ به، في حين تقف مليشيا الحوثي وصالح في موقف المدافع فقط.

وربط كذلك بين التحركات السياسية والدبلوماسية للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ والدول الكبرى وهدوء المعارك، لأن هناك إجماع دولي على ضرورة الوصول إلى حل سياسي للأزمة التي تشهدها البلاد.

حرب استنزاف

وتعيش مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في ظل توتر وانعدام ثقة بينهما، لكن ذلك لم ينعكس بعد على الجبهات بشكل كبير.

ورأى الكاتب الصحفي رياض الأحمدي أن جمود الجبهات هو الأمر الطبيعي، بعد أن طال أمد الحرب.

وتابع لـ”الموقع بوست” أنه لم يعد الكثيرون ينظرون إليها وكأنها جبهات حاسمة، بقدر ما هي استنزاف للجميع في ظل ظروف سياسية وتطورات يفترض معها أن تهدأ الحرب أكثر مما هو حاصل الآن.

وحول إمكانية استمرار ذلك الجمود على الأرض لفترة أطول، بيَّن الأحمدي أن ذلك يعتمد على التطورات السياسية، وإن كان هناك توجه نحو تهدئة.

وأضاف “الوضع لن يتغير مع استمرار الحرب، لكن وصول الأمور لانسداد سياسي هو ما سيدفع بالأمور إلى التصعيد”.

وأمام الوضع الحالي الذي يكتنفه الغموض وتمر به اليمن، يطرح سؤال نفسه حول المصير الذي ينتظر البلاد خلال الفترة القادمة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق