توفّي الفنان الكويتي البارز محمد المنيع مساء يوم الجمعة، بعد مسيرة فنية وإنسانية حافلة امتدت لأكثر من ستة عقود، أثرت بشكل كبير في الساحة الفنية والثقافية في دولة الكويت والخليج العربي.
وأعلن عن وفاته وزارة الإعلام الكويتية في بيان رسمي، نقلت فيه تعازي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، مشيدة بمساهمات الراحل البارزة في تطوير الفن المسرحي والتلفزيوني، واعتبرته أحد أركان الفن الكويتي والخليجي، ورائدًا في الحركة الثقافية.
وأوضح البيان أن المنيع بدأ مسيرته الفنية من خلال الانضمام إلى فرقة المسرح الشعبي، ثم ساهم في تأسيس فرقة المسرح الكويتي عام 1964، ما شكّل نقطة تحول حقيقية في تطوير التمثيل والدراما في البلاد. وقد شارك في أكثر من 60 عملًا تلفزيونيًا، إلى جانب عدد كبير من المسرحيات والأفلام السينمائية، وترك بصمة واضحة في ذاكرة الجماهير الخليجية.
وأشارت الوزارة إلى تميّز المنيع بأسلوبه العفوي، وحضوره المؤثر على المسرح، ووفائه لمهنته وجمهوره، ما جعله نموذجًا لل الفنان المخلص الذي يجمع بين الموهبة والانتماء.
وأفادت مصادر مطلعة أن الفنان المنيع كان يرقد في العناية المركزة خلال الفترة الأخيرة، بعد تدهور مفاجئ في حالته الصحية، حيث أُصيب بخلل في وظائف الكلى والكبد نتيجة ارتكاسة صحية طارئة. وناشد نجله جاسم المنيع الجمهور بالدعاء له، مؤكدًا أن حالة والده كانت حرجة وتحت الملاحظة الدقيقة.
وكان جمهور الفنان، على منصات التواصل الاجتماعي، قد تفاعل بقوة مع تطورات حالته، ووجه دعوات عاجلة بالشفاء، معتبرينه رمزًا من رموز الفن الخليجي.
ومن أبرز أعماله التلفزيونية: “دروب الرجولة”، و”طش ورش”، و”حال مناير”، و”الداية”، و”بيت الأوهام”، و”أحلام صغيرة”، و”الأقدار”، و”ساهر الليل”، و”أسرار خلف الشمس”، بالإضافة إلى آخر ظهور له في مسلسل “عبرة شارع” عام 2018.
وأكّدت المصادر أن الفنان المنيع كان يُعرف بتحفظه على حياته الشخصية، لكنه حظي بشعبية واسعة ومحبة جمّة في الوسط الفني، لما يحمله من قيم احترافية وأخلاقية عالية.
وتقدمت وزارة الإعلام بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد، وذويه، وإلى الأسرة الفنية في الكويت والخليج، داعية المولى عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
