احتفل العالم في 22 أبريل 2025 بيوم الأرض العالمي تحت شعار “قوتنا، كوكبنا”، الذي يركز على تعزيز الطاقة المتجددة والاستدامة.
وشارك أكثر من مليار شخص في فعاليات تهدف إلى مكافحة التغير المناخي، مما يعكس زخمًا متزايدًا على مستوى العالم.
يهدف هذا التقرير إلى استعراض التقدم الذي تم إحرازه في مجال التغير المناخي، مع التركيز على المبادرات التي أُطلقت بمناسبة يوم الأرض 2025، والتحديات المستمرة.
تسليط الضوء على الطاقة المتجددة
كان الهدف الرئيسي ليوم الأرض 2025 هو دعم مضاعفة إنتاج الطاقة النظيفة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وهو هدف تدعمه وكالة الطاقة الدولية كجزء أساسي لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
تشمل مصادر الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية، والحرارية الأرضية، والطاقة المدية، مما يعكس ضرورة التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
جهود عالمية مشتركة
أشار تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي للمخاطر العالمية لعام 2025 إلى أن المخاطر البيئية، مثل الأحداث الجوية القاسية وفقدان التنوع البيولوجي، تشكل نصف أكبر عشرة مخاطر على مدى العقد القادم.
ويؤكد هذا التقرير الحاجة الملحة إلى تعاون دولي، كما تجلى في اتفاقية باريس التي وقعت عليها 196 دولة في عام 2015، والتي تهدف إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.
تاريخ يوم الأرض
بدأت فكرة يوم الأرض في عام 1970 كمبادرة أمريكية، وتحولت تدريجياً إلى حركة عالمية بحلول عام 1990، حيث شارك 200 مليون شخص من 141 دولة.
وأسفرت هذه الجهود عن عقد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية في ريو دي جانيرو عام 1992، الذي نتج عنه اتفاقيات رئيسية مثل اتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية، كانت السنوات من 2015 إلى 2024 الأكثر دفئًا على الإطلاق، مع احتمالية أن يكون عام 2024 هو الأول الذي تتجاوز فيه درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
هذا الوضع يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه العالم في تقليل الانبعاثات.
دور الطبيعة في مواجهة التغير المناخي
أفاد التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن الطبيعة امتصت 54% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية خلال العقد الماضي. ومع ذلك، تواجه الطبيعة تهديدات غير مسبوقة، حيث يتم فقدان الأنواع بمعدل لم يُشهد منذ 10 ملايين سنة.
أنشطة يوم الأرض 2025
ركزت فعاليات يوم الأرض على تعزيز الوعي البيئي ومعالجة قضايا مثل إزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي. وفقًا لشبكة يوم الأرض، شارك أكثر من مليار شخص في أنشطة متنوعة، مثل زراعة الأشجار وتنظيف البيئة، وتنظيم مظاهرات للمطالبة بسياسات بيئية أكثر قوة.
على الرغم من عدم وجود إعلانات رسمية محددة، شهد يوم الأرض 2025 زيادة في النشاط العالمي.
في الولايات المتحدة، نظمت مجموعات بيئية احتجاجات ضد سياسات الإدارة التي تُعتبر معادية للبيئة، بما في ذلك الانسحاب المحتمل من اتفاقية باريس، مما أدى إلى تنظيم مسيرات في نيويورك.
ورغم التقدم المحرز، تشير التقارير إلى أن الجهود الحالية لا تكفي لتحقيق أهداف اتفاقية باريس. أفاد برنامج الأمم المتحدة للبيئة بأن الدول لا تفعل ما يكفي لخفض الانبعاثات، مما قد يؤدي إلى فشل العالم في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات.
كما كانت المفاوضات الدولية للحد من تلوث البلاستيك غير ناجحة بعد عامين من النقاشات.
وشجع يوم الأرض 2025 الأفراد على اتخاذ خطوات بسيطة مثل تقليل استهلاك الطاقة. كما دعا إلى مشاركة المجتمعات في حملات توعية ومبادرات محلية لتعزيز الاستدامة.
مثّل يوم الأرض 2025 فرصة لتسليط الضوء على التقدم في جهود مكافحة التغير المناخي، مع التركيز على الطاقة المتجددة والاستدامة. ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة، حيث تشير الأدلة إلى أن الجهود الحالية غير كافية لتحقيق الأهداف البيئية العالمية.
يتطلب التقدم المستقبلي تعاونًا قويًا بين الحكومات والشركات والأفراد لضمان مستقبل مستدام.