نشرت صحيفة “البايس” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مصير نادي برشلونة في حال تمكنت كتالونيا من نيل استقلالها، إذ من المتوقع أن تكون مجموعة البلوغرانا بصفة مبدئية خارج الدوري الإسباني والمقابلات الدولية.
وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته “عربي21” فإن إمكانية إعلان كتالونيا عن استقلالها أحادي الجانب، يمكن أن يؤثر على وضعية الأندية والمجتمعات الرياضية الكتالونية المشاركة حاليا في المنافسات الإسبانية، خاصة على إثر استفتائها غير القانوني الذي كان من المزمع عقده في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر.
أما فيما يخص كرة القدم المحترفة من الدرجة الأولى والثانية، فمن المحتمل أن يؤثر استقلال كتالونيا المزعوم، بصفة مباشرة، على فريق برشلونة وإسبانيول وجيرونا، إلى جانب نادي ناستيك وريوس الكتالوني، والأمر سيان بالنسبة لجميع الفرق الكتالونية المنافسة في القسم الثاني والثالث.
وأوضحت الصحيفة، وفقا لرئيس نادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو، أن قرار المشاركة في البطولة في حال تحقق استقلال كتالونيا بشكل رسمي، منوط بعهدة مجلس إدارة النادي. كما أكد بارتوميو أنه “إلى حد الآن لا وجود لأي خطة من قبل فريق برشلونة”.
وبموجب القانون الرياضي الذي ينظم جميع الأنشطة الرياضية في إسبانيا، فإنه في حال أصبحت كتالونيا دولة مستقلة، ستكون جميع الأندية الكتالونية خارج المنافسات الإسبانية لأن وجودها ينتهك الشروط المنصوص عليها في القاعدة القانونية.
وذكرت الصحيفة أن المادة السادسة من القسم الرابع من قانون 1835/1991، تنص على أن “مشاركة أعضاء كتالونيا في الأنشطة والمنافسات الرياضية الرسمية، سواء على النطاق الحكومي أو الدولي، تقتضي دمج الاتحادات الرياضية التابعة لمناطق الحكم الذاتي في الاتحادات الرياضية الإسبانية المناسبة لها”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما يقع إنشاء دولة كتالونية، سيتوقف الاتحاد الكتالوني لكرة القدم عن تمثيل الحكم الذاتي الإسباني، لذلك لن يكون مؤطرا داخل الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم. إلى جانب ذلك، تنص المادة 99 من النظام الداخلي للاتحاد الإسباني لكرة القدم على أن “جميع الأندية التي ترغب في المشاركة في المقابلات الرسمية في البلاد يجب أن تكون تابعة للاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم ومن ضمن أعضائه”.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الليغا الإسبانية، خافيير تيباس، أنه من المستحيل أن يخوض نادي برشلونة مباريات في إسبانيا إذا استقلت كتالونيا. كما أشار تيباس إلى أن “القانون الرياضي ينص على أنه لا توجد سوى دولة واحدة غير إسبانية يمكنها أن تلعب في الدوري الإسباني أو المباريات الإسبانية الرسمية وهي أندورا، لكن هذه المسألة تحتاج تعديلا من قبل البرلمان، ناهيك عن أنها قائمة على موافقة القطاع المعني بالأمر”.
وبينت الصحيفة أن تيباس بهذه الطريقة رد على تصريحات جيرارد إستيفا، رئيس وحدة الاتحادات الرياضية في كتالونيا واللجنة الأولمبية الكتالونية، التي أفاد فيها بأنه “عند استقلال كتالونيا، سيكون فريق برشلونة محظوظا بما فيه الكفاية ليتمكن من اختيار الدوري الذي سيلعب فيه”.
وعلى ضوء الأنظمة المختلفة السارية المفعول، فإن مسألة إمكانية مشاركة نادي برشلونة في الدوري الإسباني لها علاقة بتعديل قانون الرياضة، حيث ينبغي أن يتم اقتراحها والموافقة عليها في البرلمان. كما ينبغي انتظار الاعتراف بالنادي الكتالوني بصفة استثنائية، كما هو الحال حاليا مع أندورا، أو تسجيل النادي في اتحاد مستقل آخر ينتمي إلى الاتحاد الإسباني.
وأفادت الصحيفة بأنه، بصرف النظر عن استبعاد نادي برشلونة من المنافسات الإسبانية، فإن النوادي الكتالونية ستبقى أيضا في البداية خارج أي بطولة دولية، مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. لكن، إذا طلبت كتالونيا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تقديم نفسها كدولة مستقلة، ففي هذه الحالة، سيتم إنشاء دوري كتالونيا. وبناء على هذه الفرضية ستكافح النوادي الكتالونية من أجل الوصول إلى الدوري الأوروبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك احتمال مطالبة برشلونة بالانضمام إلى الدوري الفرنسي من الدرجة الأولى، سيرا على خطى نادي موناكو. فمن المعلوم أن نادي موناكو ينتمي إلى دولة ذات سيادة بين فرنسا وإيطاليا، ومع ذلك، شاركت موناكو، التي تأسست سنة 1924، في النسخة الأولى من الدوري الفرنسي في موسم 1932-1933 بعد التوصل إلى اتفاق رياضي، لتصبح بذلك أحد الفرق التاريخية في البطولة الفرنسية.
وفي الختام، أوردت الصحيفة أنه، حتى تكون كل الاحتمالات التي سبق ذكرها موضع تنفيذ، يجب على كل من الاتحاد الدولي لكرة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن يتخذا موقفا مؤيدا لكتالونيا على إثر الاعتراف بها كمجتمع سياسي مستقل.