في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في اليمن، أطلقت منظمات إغاثية دولية صرخة استغاثة عاجلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، محذرة من كارثة وشيكة تهدد حياة الملايين.
وفي الوقت الذي تتفاقم فيه معاناة الشعب اليمني، تتزايد العراقيل التي تضعها جماعة الحوثي أمام جهود الإغاثة، مما يضاعف من حدة الأزمة.
وفي إحاطة مشتركة قدمتها 11 منظمة إنسانية بارزة، بينها “كير” و”لجنة الإنقاذ الدولية” و”أوكسفام”، تم تسليط الضوء على الوضع المأساوي في اليمن.
وأشارت المنظمات إلى أن الفيضانات الأخيرة قد أثرت على أكثر من 56 ألف أسرة في 20 محافظة، مما أدى إلى تشريد ما يزيد عن 1000 أسرة.
ومن أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن، قيام جماعة الحوثي باحتجاز العشرات من العاملين في مجال الإغاثة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
هذا الإجراء، إلى جانب القيود المفروضة على حركة الموظفين والتدخلات في العمليات الداخلية للمنظمات، يعيق بشكل كبير وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وفي هذا السياق، صرح مسؤول في إحدى المنظمات الإغاثية قائلاً: “الوضع في اليمن بات كارثياً، ونحن نواجه تحديات غير مسبوقة في إيصال المساعدات. إن استمرار هذه العراقيل سيؤدي حتماً إلى مجاعة واسعة النطاق.”
وتضمنت مطالب المنظمات الإنسانية توفير تمويل عاجل لمواجهة آثار التغيرات المناخية، وإعادة تفعيل مؤتمر التعهدات السنوي الخاص باليمن، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات التنموية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وإيجاد حلول دائمة للنازحين.
من جانبها، جددت الحكومة اليمنية دعوتها لنقل أنشطة المنظمات الدولية وتعاملاتها المالية إلى العاصمة المؤقتة عدن، في محاولة لتجاوز العقبات التي تفرضها جماعة الحوثي.
وفي ظل هذه التطورات، حذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد الإقليمي للصراع، مشيرة إلى أن آثاره المترابطة قد تؤدي إلى مستويات غير مسبوقة من المعاناة الإنسانية في المنطقة بأكملها.