“كانت طفلة تحب المرح، وكان والدها يعشقها”.. بهذه الكلمات المؤثرة تحدثت والدة ليان عن ابنتها التي قضت ووالدها في المحرقة المروعة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي في محطة وقود مطلع الشهر الجاري.
وكان طاهر فرج وطفلته ليان البالغة من العمر عامين لا ينفصلان، بحسب ما تقول أسرتهما. وعندما توجه فرج في وقت سابق من هذا الشهر إلى السوق لشراء الطعام لزوجته لإعداد الغداء، اصطحب معه صغيرته.
وروت العائلة تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم، حيث توقف طاهر عند محطة وقود في حي الروضة في مأرب لملء خزان السيارة.
وبينما كانا ينتظران في الطابور، سقط صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على محطة الوقود، تلاه انفجار طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات، فتحولت المحطة إلى كرة من اللهب أحرقت المركبات المتوقفة في الطابور.
كما أوضحت جميلة صالح علي، زوجة فرج، في حديث لوكالة “أسوشيتيد برس”، أن صوت الانفجار سمع وهي في المنزل، مشيرة إلى أنها لم تعتقد أن زوجها وابنتها في خطر، فكثيراً ما تحدث الانفجارات في مأرب، على حد قولها.
كما أضافت أنها اتصلت حينها بهاتف زوجها لتطمئن، لكنها لم تتلق رداً. وعاودت الكرّة مرات ومرات، وفي كل مرة لا تتلقى أي رد.
ثم جاءت صرخة والدة زوجها التي تعيش في نفس المبنى، فخرجت الزوجة ووجدت عائلتها تبكي.
أما عن ليان الصغيرة فقالت “كانت طفلة تحب المرح، وكان والدها يعشقها. اعتاد أن يقول لي: ليان لي، والصبي لك”.. كان متعلقا بها وهي متعلقة به جداً”.
يشار إلى أن فرج البالغ من العمر 32 عاماً، كان يعمل كمزارع في مسقط رأسه في كريف شمال غرب اليمن، قبل أن يفر مع أسرته بعد أن اجتاح الحوثيون المدعومون من إيران معظم شمال البلاد في عام 2014، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
يذكر أن ما لا يقل عن 21 شخصاً، بمن فيهم فرج وابنته، قتلوا في الهجوم الذي وقع في الخامس من يونيو الجاري، بحسب ليز ثروسيل، المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وكان هذا الهجوم الأكثر دموية في العدوان الذي يشنه الحوثيون منذ أشهر للسيطرة على مأرب.
فيما أعلنت الحكومة اليمنية أن أكثر من 120 مدنياً، بينهم 15 طفلاً قتلوا، وأصيب أكثر من 220 في الأشهر الستة الماضية.