بقلم - محمد الحذيفي
ست سنوات والشعب اليمني يعاني الويلات ويتجرع العذاب ويشرب الخوف والقلق كل يوم ، وأصبح مهجرا ومشردا في الفيافي والصحاري وبطون الاودية بسبب ميليشيا الإرهاب والتمرد الحوثي التابعة لإيران ، والمجتمع الدولي وأمريكا غير مبالين بتلك المأسي الإنسانية ولا يهمهم ذلك.
كلما حاولت قوات الشرعية اليمنية حماية مواطنيها من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن من الإرهاب الذي تمارسه الميليشيا بصورة شبه يومية ، تسارع زريبة المجتمع الدولي وامريكا واوروبا وترفع عقيرتها وتولول على الوضع الإنساني المذبوح أصلا على يد هذه الميليشيا الإجرامية ، وتمارس الضغوط الإنتهازية على الحكومة اليمنية لوقف إطلاق النار ليس اهتماما بإنقاذ الوضع الإنساني ، وانما بإنقاذ الميليشيا الحوثية الإرهابية التي تقدم لشركات بيع الأسلحة الامريكية والغربية خدمات لا مثيل لها.
شهر كامل والميليشيا الحوثية الإرهابية تهاجم مأرب وتقصف احيائها السكنية بالصواريخ الباليستية وترفع من أعداد الضحايا ، وامريكا والغرب والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص الى اليمن يشاهدون فصول وحلقات مسلسل الهجوم على مأرب بصمت ، منتظرين اللحظة الأخيرة ليتوجوا الحوثي بطلا اجراميا على اشلاء ودماء أطفال ونساء ونازحي مأرب الذين يزيد عددهم عن أربعة ملايين نسمة.
اليوم وعندما تحرك الجيش اليمني في مأرب ، وتعز ، وحجة ، وغير المعادلة وبدأ العمل على حماية المدنيين ووضع حدا للإرهاب الذي تمارسه ميليشيا الحوثي وعربدتها التي تذبح بها فرص السلام من الوريد الى الوريد ، وبدأت الأحداث تتغير على الأرض بما لا تشتهيه الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا والأمم المتحدة ، وبدأت صفوف الميليشيا تتهاوى ، خرج علينا المبعوث الأمريكي إلى اليمن يتحدث عن انتظار امريكا إشارة استجابة من الحوثيين بشأن خطة وقف إطلاق النار ويشيد بهم أنهم يلعبون دورا رئيسيا في اليمن ولا يمكن تجاهل ذلك ، وبدأ المبعوث الأممي يبدي قلقه على الوضع ، وكل ذلك ليس الا تعبيرا عن قلق كبير على مستقبل الميليشيا الحوثية الإرهابية ، وسيعملون من الآن بكل جهد وسيمارسون اقصى الضغوط حتى لا يحقق الجيش الوطني اليمني أي إنجاز.
إن الدعوات التي يطلقونها لوقف إطلاق النار ، والقلق الذي يعبرون عنه لا قيمة له في اللحظة الفارقة من تأريخ الشعب اليمني ، ولا تساوي قطرة دم طفل او امرأة أو كهل اريقت على يد هذه الميليشيا الإجرامية. ولا وزن لها أمام بيت فجرت فوق ساكنيها ، ولا تخرج تلك الدعوات عن رغبة أمريكية غربية باستمرار جرائم الميليشيا واطالة معاناة الشعب اليمني وخدمة شركات صناعات الأسلحة.
دعوات السلام وصناعة السلام لا تعدو عن كونها دعوات وهمية ووسائل انتهازية لخدمة الشركات الغربية والأمريكية يمارسها ساسة أمريكا والغرب لاستمرار تدفق العملة الصعبة على بلدانهم، فيما كل المعطيات والشواهد العملية ان الغرب وأمريكا والعالم والأمم المتحدة لم يتمكنون من صناعة أي سلام في أي منطقة نزاع في العالم أو حماية الناس التي تذبح على يد الجماعات الإرهابية ، وانما هم محكومون بفلسفة الامر الواقع من يفرض أمرا واقعا يتعاملون معه.
وهنا يتوجب على الجيش اليمني والشرعية والشعب اليمني عدم الإلتفات الى تلك الدعوات وعدم اعطائها أي اهمية او قيمة ، والسير في فرض أمر واقع على الأرض لحماية المدنيين وحماية اليمن وفقا لكل القوانين الدولية.