عبرت الحكومة اليمنية عن اسفها لكون الكثير من اهتمام الكونجرس -لا سيما بين الديمقراطيين- لم ينصب على الحوثيين بل على الدول العربية التي تسعى جاهدة لاستعادة حكومة اليمن الشرعية وفقا قرارات الأمم المتحدة المتعددة.
وأعرب وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور احمد عوض بن مبارك عن قلق الحكومة اليمنية بشأن توجه الإدارة الامريكية لإعادة النظر في قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.
وقال بن مبارك في مقال نشرته صحيفة وول ستريت الامريكية ” من الصعب أن نستوعب كيف سيشجعهم ذلك على اختيار المفاوضات بدلاً من الإرهاب، أو أن يوقف ذلك إيران عن نقل الأسلحة المتطورة أو تدريب الميليشيات الحوثية”.
وذكر الوزير الأمريكيين بترحيب نائب الرئيس جو بايدن عام 2012م وقال ” لقد أشادت الولايات المتحدة آنذاك ببلدي ـ للانتقال التاريخي والسلمي للسلطة فيه ـ فحينها اعتمد اليمنيون خارطة طريق نحو ديمقراطية تشمل الجميع وتضمن الخضوع للمساءلة”.
وأضاف ” لقد كان ذلك طموحاً، لكننا كنّا مصممين، وعرفنا أن لدينا شريكًا في الولايات المتحدة..عبدربه منصور هادي قاد حوارًا وطنيًا شمل الأحزاب السياسية وممثلي القبائل والاقاليم والقيادات العمالية والنسوية والشبابية.. قمنا بصياغة دستور وخططنا لانتخابات جديدة”.
وقال ” نحن اليمنيين تكبدنا الكلفة الصعبة وثمن انهيار التحول الديمقراطي.. ففي 2014، استولت الفصائل المسلحة الحوثية، المدعومة من إيران، على السلطة وأغرقت اليمن في حرب أهلية.. هاجم الحوثيون أهدافا مدنية، بما فيها المدارس والمساجد والمطارات والمسيرات.. وأطلقوا طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية على الدول المجاورة، ونسقوا مع الجماعات المصنفة من قبل الولايات المتحدة كجماعات ارهابية مثل الحرس الثوري الإسلامي وحزب الله.. علمنا الأسبوع الماضي أنهم ما زالوا يعرقلون الجهود الدولية لإنقاذ ناقلة النفط صافر وتجنب كارثة بيئية”.
كما رحب بن مبارك برغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الاسراع بالتوصل لحل تفاوضي، حتى بعد الإعلان عن انتهاء المساندة الأمريكية لعمليات التحالف “الهجومية”.
وقال “اليمن يعاني، وصور اليأس والمعاناة تتفاقم جراء الفيضانات ووباء الكوليرا وكورونا.. من المفهوم أن السيد بايدن والعديد من الأمريكيين يريدون التخلص مما يؤنبهم.. لا أحد يدعو ويكافح من أجل إنهاء هذه الحرب أكثر منا نحن.. لكن هذا لا يعني أننا سنخضع للمتطرفين الذين يرسلون أطفال اليمن إلى “معسكرات تلقين التطرّف ” ومن شعارهم “الموت لأمريكا” و “اللعنة على اليهود”.
واكد بن مبارك سعي اليمن للحكم الرشيد، لكن التوصل لذلك سيتطلب ضغطًا أمريكيًا متواصلاً على الحوثيين ومن يمكنوهم مما يقترفون.. مشيرا الى حاجة اليمن إلى خطة سلام واقعية قوية ومتماسكة، مدعومة بالقوة الكاملة للدبلوماسية الأمريكية، ولذلك نرحب بالمبعوث الأمريكي الخاص الجديد إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، ونلتزم بالعمل من أجل حل سياسي.
وأضاف ” نحن نشارك السيد بايدن رؤيته بأن هذه الحرب قد طال أمدها.. لكننا نتذكر أيضا التزاماته خلال فترة عمله نائباً للرئيس، عندما تعهدت الولايات المتحدة “بالوقوف إلى جانب ابناء الشعب اليمني في مواصلة جهودهم لبناء مستقبل أكثر إشراقًا لبلدهم.. نحن نرى ذلك المستقبل الأكثر إشراقًا باعتباره مستقبلًا ديمقراطيًا. نأمل من الرئيس أن يشاركنا رؤيتنا هذه”.