مسير طويل!

محرر 23 نوفمبر 2020
مسير طويل!
فتحي بن لزرق
فتحي بن لزرق
بقلم - فتحي بن لزرق
الآراء الواردة في هذا المقال لاتعبر عني هذه بلادي وجرحها (يتحدث)!
في لقاء أخير جمعني بالوزير احمد الميسري قلت له انه بلغ من المكانة والحضور في قلوب اليمنيين ما يجعل أي تغيير حكومي يطاله عديم الجدوى في الإضرار بمستقبله السياسي.
أكملت موضحا بالإشارة له ان رئيس الوزراء السابق “احمد عبيد بن دغر” عُوقب ذات يوم لمواقفه السياسية الوطنية بإقالته من منصبه ملحقا بها أمر بالتحقيق معه فما الذي تحقق؟
ظل بن “دغر” هو بن دغر بحضوره وقوته السياسية ولم يتغير شيء بالمطلق.
ذهبت كل محاولات إضعافه أدراج الرياح ولايزال الحاضر وبقوة في المشهد السياسي .
قلت للميسري يومها :” السياسي الذي سيطاح به في التسوية السياسية الأخيرة لوقف الحرب مع الحوثي هو السياسي الوحيد الذي سيسدل الستار فعلا على حضوره السياسي ودون ذلك تحريك قطع “شطرنج” لا أكثر..
ذات يوم كان الميسري ورفاقه أناس عاديون مروا مرور الكرام في المشهد السياسي اليمني لم يثيروا غُباراً ولم يلفتوا نظرا إليهم مع أنهم ذات الأشخاص في ذات الوطن .
وذات يوم حينما قالوا (لا) و (لا) كبيرة لكل مظاهر التعسف والدوس على الكرامة اليمنية أحبهم الناس وفي اللحظة التي سيتخلون عن قيمهم ومبادئهم سيتخلى عنهم الناس..
إذا فنحن لسنا أمام قضية أشخاص وإنما قضية (أحداث) والأحداث تصنع الأوطان ..
حينما تتعرض الشعوب لازمات تهدد سيادتها وكرامتها ويشعر ابن البلد بإن ثمة شيء عظيم يداس عليه هو “قلبه” يبحث الناس عمن يرفع شعار “الوطن” ويذوذ عن الكرامة المداسة والناس في ذلك لاتنظر إلى وجوه المدافعين ولا تسأل عن أسمائهم ولكنك ترنو فقط إلى راياتهم .
والراية اليمنية ملطخة بالدم والألم والعذاب يدوس عليها العابرون بلا قيمة ولا ثمن .
مشكلة من يحاولون استباحة “اليمن” اليوم أنهم لايقرأون التاريخ ولو أنهم قرأوا لاتعظوا ولو اتعظوا لأختصروا ولو اختصروا لكسبوا وقتهم وكسبنا أنفسنا ..
هذه البلاد لن “تنخ”..
مختصر الحكاية وعنوانها الكبير ..
والمرتزقة لايبيعون إلا أنفسهم ..
واليمنيون لن يبيعون شيئا فليس في هذه البلاد مايباع ..
لذلك سيظل الميسري حاضرا في وجدان 30 مليون إنسان يمني إلا بضع متاع سقط على الأرض سهوا.
وسيظل “الميسري” رقما صعبا إلا متى ارتضى منصبا هامشيا إذا ما اسند له ودون ذلك لاتزال المسير طويلة والأحداث عظام ورقعا فشل الراقعون في رتقه قبل أعوام وكان صغيرا لن يستطيعوا اليوم وقد بات فتقا لاحدود له .
قال لي مارايك بتشكيلة الحكومة الجديدة ..؟
قلت له :” هم كركاب طائرة اختلفوا عقب دقائق قليلة من إقلاع الطائرة وقرروا ان يقفزوا دفعة واحدة إلى الأرض ظنا منهم أنهم يختصرون الرحلة والمسافة .
والنتيجة أنهم سيرتطمون بالأرض ومعهم سترتطم أماني مئات الآلاف من الناس..
وهذا الخليط العجيب من المكونات والأهداف والسياسات والممولين لن يصل بالبلد إلى أي وجهة ..
يدرك “الطابخون” ذلك ولكنهم يمضون بالسفينة في عرض بحر بلا وجهة ولا هدف ثمة شيء حاضر لا أكثر وهو دعونا نمضي إلى الأمام ..
في اليمن ليس “الميسري” المشكلة وليس بن دغر ولا العرادة ولا البكري ولا بن عديو ولا الجبواني ولا محروس ..
مختصر الحكاية .. ثمة مسير اختلت خطواته ومعركة تبدلت أهدافها وبلد لايرتضي أبنائها ان تٌباع وليس حلا إزاحة فلان من الناس من مكانه لأنه وبكل بساطة سيظل الجرح غائرا وستنكئه ريحا عابرة ،والحل ان نعود سيرتنا الأولى ذات يوم حينما سرنا مجتمعين نحو هدف واضح..
ولنعد اليوم قبل فوات الأوان ..
انا لكم من الناصحين
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق