أعلن قادة وأحزاب يمنيون، الجمعة، رفضهم اتفاق تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، واصفين إياه بأنه”جناية وخيانة تاريخية”.
وقال حزب التجمع اليمني للإصلاح؛ إن تطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي، “جناية تاريخية” لن تجني الشعوب منه سوى الهوان.
وأكد الحزب على لسان نائب رئيس دائرة الاعلام، عدنان العديني، أنه “لم تقم دولة للفلسطينيين، رغم السلام الكلي الذي منحه التطبيع للكيان الصهيوني، منذ انطلقت مواكب الحجيج إلى تل أبيب”.
وأضاف العديني على صفحته بموقع “فيسبوك”اليوم: “كل ما فعله العرب أنهم تخلوا عن القضية التي تأسس على ضفافها ومن أجلها وجدانهم العربي وموقفهم السياسي وإرادتهم الجماعية”.
ومضى قائلا: “المطبعون يتنازلون عن كل شيء مقابل الانخراط بشرق أوسط يقوم على أنقاض العرب كأمة وكيان واحد قادر على التحكم بمصيره أو التأثير في قضاياه”، مشيرا إلى أنه “سينحصر الدور العربي في مهمة مكافحة نفسه وتفتيت وضرب نقاط قوته، من أجل استمرار الهيمنة الإسرائيلية”.
وبحسب نائب رئيس الدائرة الإعلامية بحزب الإصلاح (مكون إسلامي)، فإن “هذا ما يجعل التطبيع جناية تاريخية بحق الشعوب التي لن تجني من اندماج أنظمتها بنظام الشرق الجديد سوى الهوان”.
“خيانة لأهداف الأمة”
من جانبه، وصف الحزب الناصري اليمني، التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي بأنه خيانة لأهداف الأمة وتطلعاتها.
وقال إن اعتراف الإمارات العربية بالعدو الإسرائيلي، يعد “استسلاما له وتماهيا مع ممارساته العنصرية ومطامعه وعدوانه واحتلاله وسيطرته على الأراضي العربية بالقوة، وتفريطا بالحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، ونكوصا عن الالتزامات الأخلاقية والقومية تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية”.
واعتبر الحزب في بيان صادر عن الأمانة العامة له، اليوم، الاتفاق الإماراتي مع الكيان الصهيوني “تخليا عن الالتزام بالقرارات العربية والدولية، ويلحق أبلغ الضرر بالتضامن العربي ومصالح الأمة، معبرا عن إدانته هذا الاتفاق بأشد عبارات الإدانة ويستنكره ويرفضه.
وأكد التنظيم الوحدوي الناصري ( حزب يساري) أن مشاريع التطبيع مع العدو الصهيوني لم تجر سوى الخيبات، ولم تحقق للدول التي هرولت نحوها سوى الخسارة بكل المقاييس الأخلاقية والمادية والسياسية والشعبية.
وجدد رفضه كل مشاريع الهرولة السابقة نحو العدو الصهيوني أو التطبيع معه بكل صوره وأشكاله، مشددا على “تمسكه بالموقف المبدئي في دعم الشعب العربي الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة كافة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
ودعا الحزب اليمني كل الدول العربية التي عقدت اتفاقات مع الكيان الصهيوني إلى التراجع عنها، ومراجعة مواقفها أمام شعوبها وأمام التزامها الأخلاقي والقومي بقضية الشعب العربي الفلسطيني وبحماية القدس الشريف.
وقوبل اتفاق تطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي، برفض رسمي من قبل الحكومة اليمنية، التي أكد أمس الخميس، أن موقف بلادها لن يتغير تجاه القضية الفلسطينية وحق شعبها في أرضه ودولته”.
من جهته أكد القيادي الجنوبي البارز حسن باعوم، أن الوقوف إلى جانب الفلسطينيين واجب قومي وإنساني تجاه شعب عربي مسلم، له الحق في بناء دولته واستعادة أرضه، وليس منّة.
وفي بيان، قال القيادي الجنوبي؛ “إننا منذ استقلال دولتنا الجنوبية عام ١٩٦٧م ونحن مناصرون للشعب الفلسطيني وقضيته، ولقد احتضنت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك، قضية الشعب الفلسطيني، واستقبلت القيادات والثوار الفلسطنيين، ووفرت لهم التدريب والمعسكرات والسلاح، كما دعمنا القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية والإسلامية والعربية”.
وتابع قائلا: “لقد قمنا بذلك إيمانا منّا بحق الشعب الفلسطيني، ووقوفنا معه وإلى جانبه ليس مِنّةً منّا بل هو الواجب القومي والإنساني تجاة شعب عربي مسلم، له الحق في بناء دولته واستعادة أرضه”.
وأضاف: “ونحن الى الآن لا زلنا نؤكد أن موقفنا مع الشعب الفلسطيني في قضيته، ولن نرضى إلا بما يُرضيه، ونعارض ما يعارضه في قضيته، سيّما أننا نشهد موقفاً فلسطينياً جامعاً حول معارضة صفقة القرن، التي تختزل فلسطين وتنهي الأمل ببناء دولتها المستقلة”.
وفي وقت سابق الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تطبيع كامل العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي.
وقال ترامب في تغريدة على موقع “تويتر”: “اختراق ضخم اليوم (..)، اتفاقية سلام تاريخية بين صديقين عظيمين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”.
فيما أكد ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”، أنه تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية خلال اتصال هاتفي مع ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف ابن زايد أن “الإمارات وإسرائيل اتفقتا على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك، وصولا إلى علاقات ثنائية”.