عدن في مزاد البيع في عهد مرتزقة الإنفصال (تقرير خاص)

Editor28 مايو 2020
عدن في مزاد البيع في عهد مرتزقة الإنفصال (تقرير خاص)

في لقاء تلفزيوني شاهده اليمنيون، أحدث القيادي الإنفصالي الصحفي ياسر اليافعي سابقة خطيرة في الإرتهان للخارج، وذلك عبر توجيهه دعوة صريحة لتسليم إدارة محافظة عدن ومحافظات جنوب اليمن إلى ما وصفها بـ “جهات خارجية”، في إشارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

وقال اليافعي في حوار عرضته قناة “الغد المشرق” الممولة من الإمارات إنه لا مجال لإخراج عدن والمحافظات الجنوبية التي تقع تحت سيطرة الإنتقالي من حالة الفوضى والخراب إلا عبر تسليم إدارتها لدول خارجية، في مقابل تأهيل كادر محلي لإدارة هذه المحافظات مستقبلاً.

 

وتأتي دعوة القيادي الإنفصالي اليافعي في وقت تعيش فيه عدن وضعاً مأساوياً غير مسبوق إذ انهارت كافة مقومات الحياة في المدينة (خدمياً وصحياً وأمنياً) بعد شهر واحد فقط من إعلان المجلس الإنتقالي الجنوبي المسيّر إماراتياً “حكماً ذاتياً” لمحافظات عدن ولحج والضالع ومدينة زنجبار بأبين، مزيحاً بذلك ما تبقى من سلطة شكلية للحكومة اليمنية الشرعية في تلك المدن.

 

وكي يزداد الطين بلة، تمكن الفيروس التاجي كورونا كوفيد 19 من التوغل والتفشي بشكل كبير في عدن خلال الأسابيع الماضية، بعد تقاعس السلطات الإنفصالية الحاكمة عن أداء مهامها لمواجهة الوباء، ما تسبب بارتفاع كبير في عدد الإصابات والوفيات، حيث أكدت إحصائيات رسمية صادرة من مكتب السجل المدني في عدن وفاة أكثر من 600 شخص خلال أسبوعين فقط.

 

* إعتراف بالعجز

ووصف مراقبون حديث الصحفي اليافعي بأنه اعتراف صحيح من قبل الإنفصاليين في عدن بالعجز عن تعويض الدور الحيوي الهام الذي كانت تلعبه الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة بالرغم من كافة العراقيل التي كان الإنتقالي يفرضه عليها، وخاصة منذ انقلابه العسكري في أغسطس 2019م.

 

وفي هذا الصدد يقول الصحفي مراد الشرعبي: ” كما كان متوقعاً.. مرتزقة الإنفصال أدركوا أنهم ليسوا رجال دولة ولا يستطيعون أن يكونوا أهلاً لإخراج مواطني عدن مما هم في من مأساة. والآن يعترفون أنهم عاجزين ويسعون لتسليمها لجهات خارجية!!”.

 

وأضاف” هكذا هي العصابات في كل وقت وحين. حينما دخل الحوثي صنعاء وعد الناس بأنه سيلغي الجرعة وسيرفع المرتبات وسيحارب الفساد، لكنه بمجرد أن تمكن من بسط نفوذه قطع الرواتب وضاعف الجرعة عشرات الأضعاف وبلغ الفساد في عهده مستويات غير مسبوقة. وعصابات الإنفصال تفعل ذات الشيء في عدن”.

 

من جهته قال الناشط أحمد السماوي: أول عمل قام به مرتزقة أبوظبي بعد السيطرة على عدن نهب البنك المركزي. أما أوجاع الناس وأواعهم المأساوية فهم أبعد ما يكونون عنها، واليوم حينما طالبهم الشعب بالقيام بدور الدولة قالوا أنهم غير مؤهلين وغير قادرين على ذلك. أنتم أصبحتم عار حتى على الإنقلابيين في العالم”.

 

دعوة بإيعاز إماراتي

ويرى مراقبون أن الدعوة التي أطلقها اليافعي هدفها شرعنة إعادة احتلال الإمارات لعدن من جديد.

 

وكانت الإمارات قد خرجت بشكل كلي من عدن في أعقاب توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الإنتقالي في نوفمبر الماضي، وحل محلها قوات سعودية بغرض إعادة تطبيع الأوضاع في عدن بعد انقلاب أغسطس 2019م.

 

ويقول مراقبون إن الدعوة لإدارة عدن من قبل “أطراف خارجية” تطور خطير في المشهدين العسكري والسياسي جنوباً، ومحاولة خبيثة من قبل أبوظبي لإدخال نفسها من جديد إلى عدن بعد أن أخرجتها السعودية منها.

 

وفي هذا الصدد يقول الكاتب السعودي سلطان الطيار إن دعوة الإنفضاليين دعوة مفضوحة وإن الطرف الخارجي الذي لم يسمّه اليافعي معروف وهو الإمارات، وأن الخطة التآمرية بين الطرفين مكشوفة للجميع.

 

بينما وصف آخرون ما طرحه اليافعي بأنه “استجلاب رخيص وغير مسبوق لمستعمر خارجي من قبل مرتزقة محليين”.

وكانت الإمارات تعد مسألة إخراجها من عدن هزيمة في مشروعها التوسعي الاستعماري الساعي للهيمنة على منطقة خليج عدن وباب المندب، ولهذا أوعزت لمرتزقتها، بحسب خبراء ومحللين يمنيين، لبدء طرح مسألة ضرورة إدارة عدن من قبل طرف ثالث، كخطوة أولية سيتبعها توجيه طلب صريخ من الإنفصاليين في عدن للإمارات لإعادة احتلال مناطقهم.

 

أرخص مرتزقة في العالم

وقوبلت الدعوة التي أطلقها اليافعي لاستجلاب مستعمرين خارجيين بتنديد شعبي واسع، وقال يمنيون إن هذا الأمر متوقع من قبل مرتزقة أبوظبي المنخلعين من شرف والمرتكبين لكل فاحشة.

 

وكرد فعل على تصريحات اليافعي أعاد ناشطون يمنيون تداول مقطع فيديو يتناول تقريراً لصحيفة التايم الأمريكية وصفت فيه المرتزقة الإنفصاليين بأنهم “أرخص مرتزقة في العالم”.

 

ويقول التقرير إن الإمارات جعلت المرتزقة الإنفصاليين الأرخص في العالم، حيث تدفع لكل فرد منهم 7 دولار في اليوم، وهو رقم ضئيل للغاية في مقابل أسعار المرتزقة عالمياً.

 

وفي هذا الصدد يقول الناشط علي أسعد: “ما لقيت أرخص من هؤلاء المرتزقة على الإطلاق. حتى المذيع الذي أدار الحوار وسمع تعليقات الرخيص اليافعي أصابه الذهول وقاطعه وقال (هذا الكلام الذي تقوله خطير ويعني أنكم تقرون بالفشل وأنكم لا تستطيعون إدارة عدن).. ما أظن في أرخص من كذا مرتزقة”.

 

وفي سياق مماثل قال الكاتب السعودي سلطان الطيار في تغريدة رصدها (عدن نيوز): حقيقة لم أجد أرخص من هذه الأشكال وأجزم أن انتماءهم للأرض مشكوك فيه، فلا يعرض الأرض للغير إلا طارئ عليها.

 

وللدلالة على استرخاص الإمارات لقيمة مرتزقتها في عدن، يقول الصحفي راجح المقطري، فإنها ترسل بملايين الدولارات كمساعدات إغاثية لولاية أمريكية في أقصى الأرض، بينما يموت اليمنيون في عدن بمختلف الأوبئة دون أن تكلف الإمارات نفسها عناء إرسال درهم واحد كمساعدة لانتشالهم مما هم فيه.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق