بقلم - ايمان صادق
ما اجملها تلك الحياة التي تنصبغ بالهدوء ..بالأمان .. بالثقة.. بالتواد والمحبة .. انها اساسيات نهوض مجتمع بل أمة بأكملها .. وحين نفقد هذه المعاني الجميلة البناءة نعيش في صراعات بلا نهاية .. تبدأ من دواخلنا و تنتهي الى عالمنا المحيط بنا .. فكل منا سيسعى للنهوض والحياة على حساب حياة الآخر ..وسينهار الأمان عند اول محطة ينطلق منها قطار الحياة ..فيهتز القطار ويزداد الصراخ بداخله ..ويسيطر الخوف على نفوس راكبيه .. فترتبك الاذهان والعقول .. ويبدأ القلب بسرعة في الرجفان .. فتتساقط أجساد وتحمي أجساد اخرى نفسها بالدوس على أجساد اخرى ، متسارعة نحو ابواب القطار علها تخرج منه لتنجو بنفسها .. فمنها من ينجو وإن لم يسلم من جراحات أو خدوش ، ومنها من ينتهي بها الأجل ، فالأمان لم يعد له مجال بداخل القطار أو خارجه ، فهناك صراع في الداخل مع البشر وصراع في الخارج مع الهوام والسباع ، وفي كلا الحالتين انعدمت المحبة وعم الضجيج المؤلم .. فما بين صراخ امرأة وأنين طفل ودموع رجل ، وما بين واقع لابد من الاستمرار فيه ، ونهايته الحتمية هي انعدام للحياة ..
هكذا هي حياة مجتمعي وعالمي المحيط .. انتهت بنا الحياة واهتز بنا القطار ، وفقدنا كل مقومات الحياة الهادئة في لحظة ضعف بعنا فيها مروءتنا التي تحمل كل تلك المعاني الجميلة لاستمرار حياة الانسانية ..
نعم في لحظة ضعف بعنا عقولنا ودمرنا مقومات نهوضنا وثقافتنا ، فتشتتت عقولنا وتزعزعت أخلاقنا وقيمنا ، وطمعت حتى الهوام والسباع في أكل أجسادنا أحياء ، لم تنتظر حتى لحظة موتنا ..
هكذا هو مجتمعي حين تخلى عن مروءته وتركها جانبا ، مدعيا بأنها شيء كمالي في التعامل ، لقد نسي مجتمعي او تناسى ـ وقياداته العظمى وعقول أبناءه المثقفة ــ في ظل ثقافات مغلوطة بأن المروءة حياة ، بل هي الحياة وفيها النجاة للخروج من تلك الصراعات التي تمارسها تلك العقول والقيادات ، وفيها حسم لإيقاف كل ألم ووجع يعيشه افراد مجتمعي ، فيها أمر إجباري لوقف نزيف الدم اليمني ، فيها حرمة لأنين كل طفل وصراخ كل امرأة ، ومسح لدموع وقهر الرجال ، فيها تضميد للجراح وإعادة للمظالم واسترجاع للحقوق المنتهكة ، فيها وحدة الصف والكلمة مهما اختلفت الآراء والأفكار والمعتقدات والتوجهات ..
فيا مفكري وعقلاء ومثقفي واعلامي وحكام هذا البلد وقاداته فقط حكموا المروءة بيننا ، و استشعروها اولا بدواخلكم ، وراجعوا حسابات ونسب معاني المروءة التي تحملونها في انفسكم وفي عقولكم ، فاذا ما حركت جوارحكم وحكمتم بها عقولكم ،فحينها فقط ستطغى على احقاد قلوبكم وتشتت أفكاركم وطمع وأهواء نفوسكم و ما قد دنسته أيديكم في مجتمعكم ، فقط انفضوا غبار الصراعات عن تلك المروءة المكنونة في أعماقكم ، فهي ما تأسس عليها كل طفل يمني ، بل محمولة معه في عروق دمه ..
فقط انفضوا الغبار عن مروءتكم لتدركوا أن المروءة حياة