بقلم - محمد الحذيفي
ثمانية وأربعون ساعة مضت منذ ارتكاب الجريمة الإرهابية بحق افراد الجيش الوطني ، الذي يخوض اشرس المعارك ليدافع عن الأرض ، والوطن ، ويحمي المواطن اليمني، كفيلة بأن يتحرك الشارع اليمني ، وتعلن الدكاكين السياسية ، اقصد الأحزاب السياسية حالة استنفار ، وحالة طوارئ لمؤازرة الجيش ، ومناصرتة ، ودعمه ، ومساندته ، كوننا في معركة وطنية مصيرية تستوجب ذلك ، كما تفعل كل شعوب الأرض ، واحزابها الوطنية الحية ، لكن شيئا من ذلك لم يحدث ، وكأن الجيش الذي تعرض لهذه الضربة الغادرة ، والإرهابية ليس الجيش الوطني اليمني ، الذي يذود عن جبال اليمن ، وسهولها ، وإنما جيش موزمبيق ، او جيش تنزانيا الذي يحمي جبال كيليمانجارو.
هذه الجريمة ، تثبت للجميع ، انه لم يعد لدينا احزاب سياسية فاعلة ، ومؤثرة في المشهد السياسي ، وانما اصبح لدينا دكاكين ، ودراويش حزبية ، يتسكعون من دولة الى إخرى ، بحثا عن امتيازات ، وهبات خاصة لأسرهم ، وعوائلهم.
ما تسمى الأحزاب السياسية ، ليس في قاموسهم هم وطني ، او رؤية سياسية وطنية تساهم في حلحلة الوضع الراهن ، وتفضي الى بناء خارطة سياسية جديدة في البلد ، لاستيعاب المتغيرات السياسية والعسكرية ، وتلبية حاجات وتطلعات الناس ، ولذلك لا غرابة ان يمر كل هذا الوقت من وقوع الجريمة ، ولم نشاهد بيان تنديد ، او استنكار ، او تحديد موقف من قبل أي حزب من هذه التي تسمى نفسها زورا وبهتانا احزاب سياسية ، لأنها في الأول والأخير ، ليست احزاب سياسية بالمعنى الحرفي للكلمة ، وإنما مجموعات لوبيات ، وخليط من شبكات مصالح شخصية ، وانتهازية ، غير قادرة على ممارسة الفعل السياسي المؤثر في المشهد العام للبلد.
ولذلك ، تجد بيانات التنديد ، والإستنكار تصدر من المملكة العربية السعودية ، والجامعة العربية ، والبرلمان العربي ، والإتحاد الأوروبي ، ولا يصدر أي بيان من الدكاكين السياسية ، عفوا الأحزاب السياسية ، التي تقول انها مع الشرعية ، وانها ضد الميليشيا المتمردة الإنقلابية ، وهي بهذا تؤكد للجميع ، أنها تكذب بهذا الإدعاء ، لأن معظم ما يسمى الأحزاب ، افعالها تناقض ، وتكذب أقوالها ، هي مع الشرعية في وسائل الإعلام ، ومواقع التواصل الإجتماعي ، لكنها على ارض الواقع ، في تخادم كبير مع الميليشيا ، وضد الدولة ، والشرعية ، وأتحدى من يقول عكس هذا ، أن يثبت لنا بالحجة ، والبرهان.
معظم ما يسمى الأحزاب السياسية ، باستثناء حزب واحد ، او اثنين ، لا يوجد منها حزب ، إلا وله جناح مع الميليشيا ، وخاصة الأحزاب اليسارية ، ولذلك من الصعب ، ان تحدد هذه الأحزاب موقفها من القضايا الوطنية المصيرية ، او يصدر منها موقفا سياسيا ، ضد جريمة ارهابية ترتكبها الميليشيا المتمردة الإرهابية.
وعليه ، نقول للجيش الوطني ، قيادة ، وافرادا ، ونعني القيادات الناجحة وليست العاجزة ، والفاشلة ، يجب ان لا تثقوا سوى بأنفسكم ، وان لا تعولوا على هذه الأحزاب ، ولا تثقوا بها مطلقا ، لأنها ليست نصيرا لكم في معركتكم الوطنية المقدسة ، كما يجب عليكم تنقية ، وتصفية الصفوف الداخلية للجيش من العملاء ، والمخبرين ، ومن عتاولة الفساد ، ووضع الخطط العسكرية الأكثر احترازا ، واحتياطا للحفاظ على افرادكم ، ووحداتكم القتالية ، فمن غير المقبول ان تتكرر مثل هذه العمليات ولا تستفيدون.
كما اعتقد ، ان قيادة ، وأفراد الجيش الوطني ، قد وصلوا الى قناعة ، انهم لا ينتظرون اي موقف ، او ردة فعل من هذه الأحزاب ، نظرا لمواقفها السلبية السابقة ، وطعنها له من الظهر ، ولا يريد منها بيان كاذب ، وانما يريد منها فقط ، ان تسلمهم اذاها ، وتكف عنهم شرها ، وهذا هو الصحييح.