قبلة على ضريح القيل اليمني الكبير يوسف الشحاري

17 ديسمبر 2019
قبلة على ضريح القيل اليمني الكبير يوسف الشحاري
أبو زبن
أبو زبن

بقلم - أبو زبن

لم يكن رحيل الأستاذ والعملاق اليمني الكبير يوسف الشحاري، عن عالمنا قبل تسعة عشر عاماً (سبتمبر 2000) كرحيل غيره، بل شكّل واحدة من الخسائر الوطنية الفادحة لشخصية قل أن تجد لها نظيراً في تاريخ النضال اليمني الحديث، وخاصة قبيل وأثناء وبعد ثورات اليمنيين الخالدة: 26 سبتمبر 1962م، و 14 أكتوبر 1963م.

هو الأستاذ القدير والأديب الكبير والمناضل الجريء اللواء يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن حسن الشحاري ، من بيت علم كبير ، اشتهر أهله في الحديدة بالعلم ، وقول الحق ، ولعل نشأته في هذه الأسرة الكريمة كان له عظيم الأثر في تشّربه لكل قيم الصدق والشجاعة وعدم التردد في قول كلمة الحق في وجه كل المستبدين والطغاة.

كان الشحاري أديباً وشاعراً ثوريًّا ، وله ديوان شعري بعنوان (رعد وبرق) طبع بعد وفاته ، وكان من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، ونقابة الصحفيين ، وانتخب رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب في مؤتمره السابع ، عام 1993م / 1413ه .

كما كان له صولات وجولات كبرى في ميدان السياسة والنضال الوطني، حيث بدأ حياته السياسية والعسكرية سنة  1964م مديرًا لأمن الحديدة، ثم نائبًا لمدير كلية الشرطة بصنعاء سنة  1969م، كما عمل يوسف الشحاري ضابطًا لأمن إذاعة صنعاء، ثم مديرًا للتحرير في صحيفة (الثورة) اليومية في مدينة صنعاء.

وفي عام  1972م؛ بدأ يوسف الشحاري العمل في المجال النيابي، نائبًا منتخبًا عن مدينة الحديدة، وانتخب نائبًا لرئيس مجلس الشورى، ثم نائبًا لرئيس مجلس الشعب التأسيسي المعين عام  1979م.

لذلك، فقد جمع الشحاري المجد من كافة أركانه، فكان الشاعر المفوّه الذي لا يشق لقلمه غبار، وكان الثائر المتمرد الذي لا يخبو له صوت، وكان السياسي المحنك المتوقّد دهاءاً ونباهة، وكان قبل كل هذا وذاك نصير المظلومين الأول وملاذ المستضعفين الأعز.

ومن القصص الوطنية الخالدة للراحل الكبير موقفه التاريخي الخالد ضد اللجنة الثلاثية التي شكلها مؤتمر الخرطوم 1967م / 1387ه ، بدعوى السلام والاستفتاء وجاءت إلى صنعاء ، وتم استقبالها بمظاهرة ضخمة وحاشدة وكبيرة ، تضم كل القوى الوطنية ومن مختلف الشرائح الاجتماعية على مستوى كل المناطق اليمنية ، وكان ليوسف دور بارز في تنظيم هذه التظاهرة مع كافة القوى ، وألقى كلمته المشهورة في التظاهرة قائلاً: (أيتها الجماهير الثائرة والهادرة: ماذا يريدون منا ؟ أي استفتاء يريدونه ؟ على قدرنا ، على مصيرنا ، على نظام اختارته الأمة لنفسها بإرادتها الحرة ؟ بعد أن قدمت قوافل من الشهداء ، وعلى اللجنة أن ترحل وتعود من حيث أتت)

وبالفعل أجبرت تلك اللجنة أمام قيادة القوات العربية المصرية بصنعاء على العودة بعد ساعات قليلة من وصولها صنعاء ، ولكن بعد أن سقط عدد من القتلى والجرحى أثناء محاولة المتظاهرين اقتحام مقر اللجنة ، ورحلت اللجنة إلى الأبد .

 

لقد مثّل الشحاري بحالته الفريدة والاستثنائية واحدة من أبرز تجليات اليمنيين بوجه مشاريع الاستبداد أو التجهيل، أو مشاريع سلب القرار الوطني، وبرحيله فقدت تهامة وفقدت اليمن رجلاً من الرجال الأفذاذ، فلروحك السلام ولذكراك الخلود.

 

 

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق