(تعز ) من حمود المخلافي الى عدنان الحمادي

محرر 212 ديسمبر 2019
(تعز ) من حمود المخلافي الى عدنان الحمادي
د كمال البعداني 
د كمال البعداني 

بقلم - د كمال البعداني 

قبل اكثر من ثلاث سنوات ضغط ( التحالف ) بكل الطرق والاساليب من اجل اخراج الشيخ حمود المخلافي من تعز ومنعه من العودة اليها . وكانت حجتهم في ذلك ان خروجه من تعز سيعجل بما يسمى (تحرير ) المحافظة وهكذا اشترطت الامارات . تم لهم ما ارادوا وخرج بالفعل وتم منعه من العودة حتى اليوم . كانت الامارات بالذات تعتقد ان خروجه سيضعف الجبهة الداخلية في تعز وتحدث هناك فتنة واضطرابات باعتباره كان صمام امان ومحل توافق من الجميع . انتظرت الامارات حدوث ذلك لكي تتدخل وتفرض شروطها واولها ( الحزام الامني ) لتعز . والحزام هو وسيلتها للسيطرة على اي محافظة يمنية . انتظرت الامارات وحاولت كثيرا ولكنها فشلت بسبب تماسك وصلابة الجبهة الداخلية والذي كان للشيخ حمود الدور الكبير في ذلك . فقد قال لانصاره ولابناء تعز عند خروجه قولته الشهيرة : ان تعز اغلى من حمود المخلافي واليمن اغلى من الجميع . تم قطع الماء والهواء على تعز من قبل المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها الامارات . والذي عمل ابناء تعز المستحيل من اجل فتح منفذ لهم مع تلك المحافظات لتكون عونا ومتنفسا لهم . لكن الامارات وعبر مليشياتها حالت دون ذلك . وتم محاربة تعز بكل الطرق والاساليب منها محاولة اشعال ودعم فتن ومواجهات مسلحة داخل تعز ووصل الامر الى منع ابناء تعز بالذات في الكثير من الاوقات من دخول عدن وانزالهم من الحافلات في ضواحي المدينة بل والتنكيل بهم واعتقالهم وطردهم من عدن على متن حافلات كبيرة . لقد كان التركيز على ابناء تعز اكثر من غيرهم . وكل ذلك من اجل الضغط على تعز والقبول بما تريده الامارات واولها الحزام الامني والسيطرة بعدها على تعز . ولكنهم فشلوا ورفضت تعز ان تنحني للامارات ومليشياتها . فقد كان ابناء تعز ومازالوا يشاهدون المناظر اليومية للكثير من الامهات والزوجات في عدن وهنّ يفترشن الارض امام مقر الحاكم العسكري الاماراتي وبقية الجهات ذات العلاقة . للمطالبة بالكشف عن مصير ازواجهن وابنائهن في السجون الاماراتية . وتابع ابناء تعز اخبار عشرات الرؤوس لخطباء وائمة المساجد والدعاة في عدن وهي تتساقط تباعاً . وتابعوا كذلك اخبار مداهمة المنازل في انصاف الليالي . كل هذا جعلهم يرفضون المشروع الاماراتي في تعز مهما كانت التضحيات .. كان وما زال اعلام الامارات ومن يدور في فلكه من اصحاب ميكروفونات البسطات السياسية يعملون جاهدين على محاولة اشعال فتنة في تعز وكذلك تكبير اي شيئ سلبي وتضخيمه واستغلاله . في الامس القريب استشهد القائد العميد عدنان الحمادي رحمه الله . فسارع الاعلام الاماراتي ومن يدور في فلكه الى محاولة استغلال هذه الحادثة من اجل احداث فتنه وتحقيق ما عجزوا عنه من قبل . لعل استشهاد الحمادي يكون مدخلا للسيطرة على تعز كما كان مقتل ابو اليمامة في عدن . ولكنهم فشلوا حتى الان والسبب الى جانب الوعي السياسي والمجتمعي في تعز هو ان اسرة القائد الحمادي وكل منتسبي اللواء 35 مدرع يعرفون ظروف وملابسات استشاهده . وكل النخب السياسية في تعز وغيرها تعرف ذلك ايضا بما فيهم اصحاب البسطات السياسية رغم اصطناعهم الغباء من باب لعل وعسى . عندما تم ابعاد الشيخ حمود المخلافي من تعز قبل ثلاث سنوات ضج اعلامهم بانه هرب . رغم انهم يعرفون الحقيقة . وطوال الفترة الماضية عملوا على محاولة تشويهه بكل الطرق وانه اصبح صاحب استثمارات في تركيا وغيرها من الاتهامات وقالوا ان كرته اصبح محروق عند ابناء تعز ولم يعد له اي تاثير بعد ان عرفوا حقيقته كما قالوا . لكنه قبل اسابيع وجه نداء عبر صفحته للمقاتلين من ابناء تعز على حدود السعودية طالبهم فيه بالعودة الى محافظتهم بعد ان اتضح للجميع خبث التحالف وغدره باليمن وما يحاك لليمن وتعز على وجه الخصوص . فلبى المقاتلون النداء وعادوا بالالاف . وهنا طار صواب اولئك فبدأوا بشن حملة اعلامية ضد العائدين وانهم عبارة عن مليشيات ودواعش . بينما عندما كانوا يقاتلون دفاعاً عن السعودية كانوا ابطال ومجاهدين .. التأمر على تعز كبير بما فيه محاولة تقسيمها وسلخ ميناء المخا منها كما تريد دولة الموانئ المتحدة . ولكن كل كذلك سيكون مصيره الفشل امام المدافعين عن تعز وامام التماسك والوعي السياسي والمجتمعي لابناء تعز بالكامل بغض النظر عن سقط المتاع .. حفظ الله تعز من كل مكروه وحفظ الله اليمن بالكامل ومكر بمن يمكر به ..

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق