بقلم - أبو زين
في إطار حملتها المسعورة ضد الشيخ أحمد صالح العيسي، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية، نشرت الإمارات عبر موقع “إرم نيوز” الإماراتي مقطع فيديو يحاول القدح في مكانة الشيخ وتغطية شمس الإنجازات الساطعة المسجلة باسمه على مدار أكثر من 30 عاماً.
إلا أن الفيديو الذي أريد له أن يكون سهماً موجهاً ضد العيسي، يثير الشفقة على حال الإعلام الإماراتي الذي بات عاجزاً عن النيل من الرصيد النضالي الكبير للشيخ العيسي أو الانتقاص من تاريخ رجل خط بعرق جبينه وبصدق نضاله وبتجاربه الجسام وبنجاحاته المبهرة وبيده البيضاء سفراً خالداً في تاريخ أمجاد اليمنيين، بالرغم من كل ما يمتلكه هذا الإعلام الرخيص من أدوات وسطوة مالية وجيش من الكتبة والمرتزقة.
ثم إن من يفتقر إلى الصدق وإلى القدرة على قول الحقيقة، حتماً سيكون ضعيف الحجة سقيم المنطق عليل البيان، وهذا ما ظهر منذ أول وهلة في ثنايا هذا العمل الضعيف؛ إذ يبدو أن أربعة أعوام من التحكم والسيطرة الإماراتية على عدن وعلى كل شاردة وواردة فيها، لم تشفع لهؤلاء من القدرة على الخروج ولو بدليل واحد يؤكد صحة اتهاماتهم الباطلة وادعاءاتهم الزائفة.
يقولون إن العيسي يحتكر تجارة النفط في عدن، وحين لا يجدون دليلاً ملموساً على صدق ادعاءاتهم يهرعون كالطالب الفاشل إلى تقرير قديم قد عفا عنه الزمن وقد نسيه من كتبه. وفوق كل هذا وذاك فقد كان تقريراً مدفوع الأجر.. أيعقل أنكم بمثل هذا الضعف وهذا الاهتراء؟!!
ثم يخوضون – لأنهم يفتقرون إلى الحجة – في السياقات العامة والكلام الإنشائي الذي يسوق الاتهامات الرخيصة ولا يكلف نفسه عناء تدعيمها بالأدلة والبراهين.
الأعجب من كل هذا أن المتحدثين في الفيديو ظهروا وكأنهم روبوتات تم تلقينها وبرمجتها على ترديد الكلمات الفارغة. على الأقل كان بإمكانهم حفظ الاتهامات المقولبة وأدائها بشكل أكثر إقناعاً عما شاهدناه. احترموا من يدفع لكم أمواله واشتغلوا له شغل نظيف على أقل تقدير، بدل “الكلفتة” والشغل الإعلامي الرخيص.
ويفهم من هذا الفيديو أنه يأتي في سياق الحرب الإعلامية المكثفة مؤخراً إزاء هذا العلم اليمني الشامخ، والتي تهدف إلى التغطية على تنصل بعض الأطراف المحلية المتورطة مع الإمارات، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الحالي، معين عبدالملك، من مسئولية دفع المستحقات المالية لشركات العيسي على حكومته، والمتراكمة منذ أكثر من 4 سنوات.
وبهذا يصبح التكامل بين عبدالملك وبين الإمارات واضحاً لأن الهدف مشترك: النيل من العيسي.
المهم أن الفيديو يؤكد حقيقة واحدة: أن الإمارات وأدواتها المحلية لم ولن تتراجع عن استهداف العيسي وكل الشخصيات الوطنية التي تقف في وجه مشاريعها القزمية، أما اليمنيون فيدركون أن جوقة التآمر لن تنجح في إيقاف الشيخ الجليل عن أداء واجبه الوطني المقدس إزاء وطنه وإزاء شعبه، وسيكنس بعزيمته التي لا تلين كل خططهم الرامية للانقضاض على مستقبل هذا الوطن، وإن غداً لناظره قريب.