دولة صورني!

محرر 29 ديسمبر 2019
دولة صورني!
فتحي بن لزرق
فتحي بن لزرق

بقلم - فتحي بن لزرق

في الـ 30 من ابريل 2014 وفي اخر أيامه نفذ جهاز الأمن القومي اليمني عملية اغتيال لقيادي كبير في تنظيم القاعدة بشارع الكثيري بعدن .
نفذ الجهاز عملية الاغتيال وحمل الجثة معه وترك سيارة نوع سوناتا 2007 لون اسود تحمل رقم 4/ 26746 في المكان.
كان الحادث شديد الغرابة فهذه هي المرة الاولى التي يحمل فيها المنفذون الجثة معهم.
بعد ساعتين بالضبط تلقينا افادة من مستشفى الجمهورية تفيد ان مقنعين اوصلوا جثة شاب إلى المستشفى وارفقوا بها ورقة صغيرة تتضمن اسم القتيل وارقام هواتف اسرته وانصرفوا.
اتضح يومها ان الشاب القتيل من عدن .
بعدها بساعة تقريبا اتصل بي قائد جهاز الأمن المركزي “عبدالحافظ السقاف” ليسألني عن الحادثة كوننا نشرنا خبرنا صحفيا لحظة وقوعها ، اكتشفت يومها ان الأمن المركزي بجلالة قدره ماعنده أي فكرة لا عن العملية ولا توقيتها ولا هدفها ولا منفذيها.
قلت للسقاف يومها ان المعلومات المتوفرة ان الشاب ويدعي فلان الفلاني وجثته بمستشفى الجمهورية.
عمل جهاز الأمن القومي في عدن حوالي 10 سنوات ووصل الأمر به ان الناس لم تكن تعرف له مقرا ولا تعرف هوية قياداته ولا شخوصه ولا عملياته وكان ينفذ عملياته بصمت شديد لا صورة ولا شخوص ولا حتى خبر صحفي.
عمل السقاف طوال 5 سنوات لم نراه طوال كل هذه السنين يعلن عن أي حملة أمنية أو أي مهمة.
وهؤلاء منذ ان صعد اول جندي منهم فوق مدرعة للتحالف والمصورين حوله .
اغمضوا اعينكم وتذكروا كم قرأتم منشورات لاعلاميين وهم ينقلون لكم تفاصيل الاجتماعات الأمنية لحظة أمنية تم عقدها بعدن.
كم قرأتم منشورات واصحابها يصورون المسئولين الامنيين ويكتبون ان الأمن سيقوم بكذا وكذا.
انا اول مرة بحياتي اشوف حملة أمنية ترافقها كاميرات “الإعلام”.
وهذا يحدث في عدن كل يوم.
نحن الآن متجهين الحي الفلاني وبث مباشر..
انا حينما اقول ان هؤلاء ليسوا رجال دولة لا اقولها من فراغ..
هذه حقيقة ..
وواقعا نعيشه ونراه بأم اعيننا.
ولو أنهم يساعدون انفسهم لساعدناهم..
نحن لانفشلهم هم ينثرون بذور الفشل على طول الطريق.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق