بقلم - صالح العيسي
عما قليل يخرج اليمنيون من آخر براثين هذه الحرب إلى أول العودة التي تجسد السلم والشراكة الوطنية، يخرجون من رحلات الفقر والظلم ومصادر الرأي إلى خطوة أولى على طريق تأسيس اليمن الاتحادي.
فهُنا … نقطةُ الالتقاء الوطنية بين الائتلاف الوطني الجنوبي والسلطة الشرعية التي يُنظرُ إلى مشروعهما السياسي باعتباره مشروعاً مُضاداً للانقلاب … بعد ذلك ومع ذلك نتناقشُ حولَ سلامةِ العلاقةِ بين الإطار والمحتوى، بين الشكل والمعنى، بين الأداة والفكرة، من منظور الإدراك الوطني العام بأن اختيار طريق السلام الحقيقي هو اختيارٌ
لا يَحتملُ التراجع.
إن الانتقال المفاجئ من مرحلة تاريخية محددة إلى مرحلة شديدة الغموض، يغيب فيها جوهر السلام عن عملية السلام، وتسودُ فيها انقلابات المعاني والمفاهيم بطريقة فوضوية، هو ما دفع ” الشيخ أحمد صالح العيسي ” إلى تكثيف نشاطات الائتلاف الوطني الجنوبي في مختلف المحافظات الجنوبية، أيماناً منه أن الجنوبيين مضوا طويلاً على درب الآلام لبلوغ السلام الحقيقي العادل الذي يوفر لهم وللآخرين، شروط الحياة الإنسانية والوطنية والإبداع الحر.
ومن هنا تحركت قيادات الائتلاف الوطني الجنوبي للتمييز بين ما هو طبيعي وما
هو عنصري في ثقافة الآخر، ولإدراك المشترك الإنساني الجنوبي الذي آن لنا أن
نطور وسائل حضورنا الحي فيه ، من موقع خصوصية متحررة بتنفيذ مشروع الائتلاف
الوطني الجنوبي كسياسيةٍ تُؤسسُ السلام – والمساواة – والعدالة – والكرامة.
فلا حاجة بنَا للوقوف طويلاً أمام المفارقةٍ، التي تدفعُ الضحية في الجنوب إلى البحثِ عن حل لمشكلتها يتوازي في الوقت ذاته،عن حلْ لمشكلة ضحية أخرى … وليس من أسماء التعايُش الجميلة ألا يسمح للشعب اليمني في الجنوب بتحقيق مطالبه بطريقةٍ صاغت مشروع حياةٍ مشتركةٍ مع الآخر، على آرضٍ مشتركة، ولغدٍ مشترك.