مداخلة حسن الشهري الكارثية

عدنان أحمد25 نوفمبر 2019
مداخلة حسن الشهري الكارثية
المحامي محمد المسوري
المحامي محمد المسوري

بقلم - المحامي محمد المسوري

إستمعت يوم أمس في وسائل التواصل الإجتماعي لمداخلة العميد حسن الشهري في إحدى الندوات بالرياض بعنوان (تجريف الحوثيين للهوية اليمنية) والتي تحدث فيها عن دعم الزيدية لتحرير الهضبة وتعز وإب وتمكين المؤتمر وحل الجيش الوطني بالكامل…الخ

وترددت بشأن التعليق عليه لولا إنجرار البعض وراء تلك المداخلة سلبا وإيجابا والتي أوجبت عليا لزاما التطرق إلى أبرز النقاط بشأنها والتوضيح من الواقع العملي.

حل الجيش الوطني.
عندما يتحدث الشهري الذي يقول بأنه (محلل عسكري) ويطالب بحل الجيش من وزير الدفاع حتى أصغر جندي.
تسألات كثيرا ؛؛ ألا يدرك خطورة ما يقول؟
حل الجيش في زمن السلم خطير جدا فما بالكم بحله في زمن الحرب.

إذا كان هناك أخطاء في الجيش وهي موجودة فعلا ومنها الأسماء الوهمية فيتم معالجتها بالطرق المعروفة.

بالله عليكم نقول للذي في الجبهات (بيقاتل أو مرابط) روح البيت لقد تم حل الجيش ولم تعد لك صفة أو حاجة.

ونقول للجيش الذي كان له الدور الأكبر منذ بداية الحرب لم نعد بحاجة إليكم إستغنينا عن خدماتكم.

ونقول للحوثي لو سمحت إنتظرنا حتى نشكل جيش جديد ونرجو منك عدم التقدم في الجبهات حتى ننفذ توجيهات وأوامر المحلل العسكري الشهري.

هذه كارثية أم واقعية؟!
والحل في الحل وإنما في معالجة الإختلالات الموجودة بشكل سليم.

الزيدية.
لا يعي الشهري بأن هناك الكثير في بعض المحافظات والمناطق اليمنية يرفضون الزيدية رفضا قاطعا.

وأي تحرك تحت إطار هذه الفكرة سيؤدي إلى حدوث عواقب وخيمة وإنقسامات داخل المجتمع بشكل كبير وهو ما يهدف إليه الحوثي الذي يعيش على تفرقة وفرقة وخلافات المكونات والقوى اليمنية ؛ ونعطيه هدية جديدة وهي الخلافات المجتمعية حسب مداخلة الشهري الكارثية.

والحل هنا ليس بالمذهبية والمناطقية والحزبية وإنما بالوطنية عبر الجيش الوطني بعد معالجة الإختلالات الحاصلة وتمكينه من القيام بواجبه دون تدخلات تعيقه من التقدم والتحرك خاصة ونحن نعلم أن توقف العديد من الجبهات ليس بقرار من الجيش ولا الشرعية.

ولو لم تتوقف الجبهات لكنا جميعا في صنعاء بإنهاء الإنقلاب واستعادة الوطن.

ولكن الشهري أكد بأنه يهرف بما لا يعرف.

تمكين المؤتمر وإقصاء الأخر.

أما بالنسبة لتمكين المؤتمر حسبما جاء في كارثية الشهري.

فمن منظور حزبي متعصب متعجل فسوف أبتهج بذلك كما إبتهج البعض من المؤتمريين بقرار الشهري الذي لايسمن ولايغني من جوع.

ولكن من منظور وطني فأي مؤتمري عاقل فاهم يرفض هذا القول.

فنحن في مرحلة نرفض فيها إقصاء أحد سواء من الإصلاح أو من غيره.

نحن في مرحلة تحتاج إلى شراكة وطنية لإنقاذ وإخراج سفينة الوطن إلى بر الأمان.

وأتذكر هنا مقابلة تلفزيونية للدكتور نجيب غلاب وهو يتحدث عن دور الإصلاح ووقوفه مع الشرعية ومع الدولة في مواجهة الإنقلاب والتمرد وقدم التضحيات والشهداء والكثير من قياداته في معتقلات الحوثي وكان المعين والمساعد الأبرز للشرعية والتحالف في مواجهة الإنقلاب وخاصة عندما لم يجد التحالف من يقف معه غير الإصلاح.

وبعد كل هذا نقول لهم مع السلامة روحوا لم يعد لوجودكم حاجة لقد وجدنا البديل.
إنقاذ الوطن يا شعب اليمن لن يأتي بالإقصاء والتهميش ونكران دور الآخرين وإنما بشراكة عادلة تحت مظلة الشرعية.

خلاصة القول.
أتمنى من الجميع عدم التعصب لمواقف لن تحقق للشرعية والتحالف الأهداف المتمثلة في إنهاء الإنقلاب واستعادة الوطن.

فنحن كما رفضنا كارثية الشهري نتمنى من رفقاء النضال عدم تحميل المؤتمر مسؤلية ماتحدث به الشهري لأنه لايمثل المؤتمر.

كما لا ننسى أن نشير هنا إلى أن تحليلات الشهري ومن يوافقه الرأي تعد من أسباب تعثر تحقيق أهداف التحالف إذا كانت من الآراء التي يعتمد عليها أو من التوجهات الرسمية للتحالف.

نحن بحاجة أيضا وهي الأهم.
إلى مراجعة شاملة وكاملة ليس للجيش والشرعية وإنما للتحالف أيضا وخاصة ونحن في العام الخامس من الحرب.
ليدرك الجميع أننا في مرحلة شراكة لا مرحلة وصاية.

ورسالته في الاخير.
يجب على الجميع أن يغلبوا المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة وأن يتركوا خلافات الماضي ويبادروا لتوحيد الصف الجمهوري بإعتباره السبيل والطريق الأقوى لإنهاء الإنقلاب واستعادة الوطن.

ويجب أن تكون معركتنا جميعا في إطار الدولة لكي لا نصبح في الاخير مجرد حرس لهذه السفارة أو تلك لا نستطيع الدخول إلا بإذن.

فالشرعية هي سلطة الدولة وليست أشخاص نعترف بهم إن وافقوا توجهاتنا ونرفضهم إن إختلفنا معهم.

وعلى الجميع أن يدركوا بأن اليمن مجرد بوابة لو سقطت بيد إيران تماما فإن القادم هي دول المنطقة واحدة تلو أخرى ولابد من العمل على إفشال هذا المخطط وعدم الوقوع في فخ التقية وأراء من لايحبون الخير للجميع ويسعون لتمكين الحوثي وتمكين الفكر الكهنوتي في المنطقة.
ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لإنقاذ البلاد والعباد.
وهذا تعليق مختصر جدا على كارثية الشهري هداه الله.

بقلم الكاتب والمحامي/محمدمحمدالمسوري
25 نوفمبر 2019م

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق