من كواليس انتصارات الحوثي المزعومة

عدنان أحمد11 أكتوبر 2019
من كواليس انتصارات الحوثي المزعومة
عبداللطيف صلاح
عبداللطيف صلاح

بقلم - عبداللطيف صلاح

استطاع الحوثيون أن يخرجوا خلال الفترة الفاصلة بين عملية الإستيلاء على لواء الفتح والإعلان عنه ، فيلما بطوليا في غاية الإحترافية .

اتضح ذلك جليا في آلية الإعداد المسبق للفيلم الخرافي من خلال الدفع بأمواج بشرية تتبعهم للإلتحاق بالتسجيل في اللواء ، مستغلين الهشاشة الأمنية والتحري في شروط الملتحقين باللواء

الأمر الذي جعل هذا اللواء يتشكل بهذه الهشاشة و بهذا الكم من الأعداد المنفلته والتي لا يحكمها اي معايير أو ضوابط قبول .

على خلاف المعايير المتبعة في باقي ألوية الشرعية والتي يستحيل أن ينخرط فيها مثل هذه العناصر المندسة والرخوة .

هذا هو ما يجعل من كل سرية في الجيش الوطني قلعة عملاقة عصية على اي اختراق أو تراجع في اي حال من الأحوال .

أضف إلى ذلك أن هذه المجاميع التي تم عرضها على انها وقعت في الأسر تم استخدامهم مع الأمواج البشرية التي جلبوها معهم في تشكيل صورة مهينة ومخجلة والخروج برسالة عن المصير الذي يمكن أن يلحق بكل من يلتحق بقوات التحالف وجيش الشرعية .

تم إخراجها بصورة مهنية عالية الإحترافية في تضخيم الحدث وتقديمه للرأي العام كمعجزة نادرة الحدوث طوال فترة الحرب .

رغم أن الوقائع تحدثت عن خسائر بشرية ولوجستية فادحة ومهولة لحقت بالطرفين. بل جعلت من مكان الواقعة أشبه بمقلاة طبخ عليها لحم صغار للأسف الشديد .
…..

لم يكن يتوفر للحوثيين حتى قبل بضعة أيام من إعلان العملية أي مقطع فيديو يعلنون من خلاله تفاصيل العملية بسبب موت كل طاقمهم الإعلامي تحت وقع الغارات الجوية التي اتت على الأخضر واليابس .

وحصولهم على المقاطع التي سجلت الهجوم والسيطرة بعد شهر كامل من البحث في أكوام الجثث يعد استرجاع للهدف من العملية والذي كاد أن يفقدوه تحت أكوام الضحايا.

وهذا ما جعلهم يطيروا فرحا بعثورهم عليها واخراجها والإعلان عنها بأثر رجعي لا علاقة له البتة بأي استراتيجية عسكرية أو أي تكتيك استراتيجي لأهداف أخرى غير معلنة.

آخر الإحصاءات أكدت وجود ثلاث مائة مجند أسير في قبضة الحوثيين وهم الذين نجوا بشكل أو بآخر.
……

رداد الهاشمي السلفي قائد معسكر الفتح يعتبر نموذج آخر لهاني بن بريك وكلاهما يعملون لهدف واحد مشترك .
…….

المتتبع للأحداث المتعلقة بهذه العملية من لحظة حدوثها والتي تزامنت مع تحركات الجيش الوطني صوب عدن جعل من العملية رد طبيعي جرى الإعداد له من غرفة عمليات مشتركة بين الإمارات والحوثيين .

طبعا خسائر المملكة في هذه العملية فادحة ، ليس لأن هذه الآليات غنمها الحوثيون – فهذا ما لم يتم لهم على الإطلاق – وإنما لكونها دمرت عتادها العسكري على الأرض بالغارات الجوية ودكها لكل ما هو متحرك على ساحة المعركة .
…..

المدهش الذي يجعلني اقف أمامه بإعجاب هو القدرة الفائقة لدى إعلام الحوثيين وخلق نماذج خارقة تصنع المعجزات . مع أنهم في واقع الأمر ابعد من أن يحدثوا هذه الجلجلة التي وجدت لها مكان في نفوس الدنق نعم الدنق وليس غيرهم .
التحية والإجلال لعمالقة الجيش الوطني الذي نعتز بتماسكه وصلابته وشموخه الذي لا ينكسر

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق