بقلم - أبو زين
في الآونة الأخيرة تخرج علينا بين الفينة والأخرى أصوات مغمورة مطمورة لم يعرفها أحد ولم يسمع باسمها أحد، لتثير ضجّة هنا وهناك، لعلها تحظى بأدنى اهتمام أو قبول مجتمعي، في سعيها الدؤوب نحو إشباع غريزتها البهيمية في الإنتشار كيفما اتسق وبأي طريقة كانت، ولو اضطرها ذلك إلى التمرّغ بالقذارة والقبح!
هو هوس الشهرة إذن من يلهب جوف هؤلاء، فتراهم ينعقون ويندفعون في كل متجه، أملاً في أن يأبه لهم المجتمع وهم أدنى وأحط من أن يحصلوا على أدنى قدر من الحظوة والقبول.
ومؤخراً خرج علينا أحد هؤلاء المطمورين ويدعى عبدالناصر المودع.. شخصية هلامية بلا ملامح ولا تاريخ. يعرّف نفسه في صفحته الشخصية على أنه “كاتب ومحلل سياسي يمني”، والكتابة والتحليل براء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب، كما يقال في المثل الدارج.
فلتة زمانه وطبيب فلاسفة عصره خرج لينعق ويقدح قبل ايام في علم شامخ من أعلام اليمن، وطود شاهق من أطواد العرب الحميريين، الشيخ أحمد بن صالح العيسي، سائقاً جملة من التخرصات والادعاءات الباطلة الفاجرة التي يشعر المرء إزاءها بالقرف لمجرد معرفة شخصية بهذه التفاهة.
سأبدأ بالشكليات على عكس المفترض ثم سأعرج على جوهر القضية لتبيان سوقية ووهن ما يزعمه وما يطرحه من ادعاءات، وهنا سأستميحه عذراً لاستخدام تغريداته ذاتها لإدانته بها؛ فبمجرد نظرة سريعة على ما كتبه على صفحته تصاب الفاجعة من هول الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها هذا الدعيّ في حق اللغة العربية. الأخطاء الإملائية تنضح وتتزاحم في تغريداته، وجمله مبتذلة سوقية وغير مترابطة أبداً. ثم بوقاحة لا يحسد عليها يقول عن نفسه أنه كاتب ومحلل سياسي!! لم أجد في حياتي كاتباً لا يجيد الكتابة إلا هذا!
سأبسطها لكم.. سمع الكثير منكم عن شاب مغمور يدعى هشام الشويع. هذا الدخيل الذي ضجّ بحنجرته الصدئة وصوته المزعج أسماعنا في منصات التواصل الاجتماعي؛ بل وشوّه كل أغنية كان حظها السيئ أن يقع اختياره عليها! كتابات المودّع هي ذاتها أغاني الشويع؛ التكثيف الحاشد للقبح والبغيض.
أما الاتهامات التي أطلقها علّامة العصر فهي ليست جديدة فكم تعرّض الشيخ لحملات ممولة من جهات داخلية وخارجية مأزومة ومكشوفة في محاولة بائسة للنيل من مجده الباذخ الذي قض معه مضاجع كل اللصوص والطامعين.
أما عن سبب توحّد جميع الفاسدين ضد الشيخ العيسي فلأنه سخّر إنجازاته وإمكانياته في منفعة الدولة والمجتمع بعكسهم، وبنى مجده ليسند مجد اليمن وليرفع المشقات عن كاهل اليمنيين فيما بنى هؤلاء أكوام أموالهم الحرام من النهب المنظم للدولة ومقدراتها حتى كادت تنهد. وبينما كانوا ينتزعون اللقمة من فم الجوعى والثروة من جيوب الفقراء كان العيسي يبذل ويصرف من ماله الخاص لإعادة بعث الدولة من جديد، ولإشباع جوع اليمنيين.
يتذكر اليمنيون أنه حينما هربت الشركات الأجنبية وجمع أصحاب رؤوس الأموال أموالهم مع بداية الحرب الحالية ثبت الشيخ العيسي ووقف بماله وجهده مع الدولة التي تقافز الجميع من سفينتها. قدّم أفضل العروض لحكومته وضيّق على نفسه هامش الربح بالرغم من كونه تاجراً وعادة التجار في كل زمان ومكان السعي نحو تحقيق أقصى ربح.
هل يكفي هذا.. نعم كان يكفيه مجداً ورفعة، لكن ولأنه انغرس حتى أعمق خلاياه بتراب هذا الوطن فقد تعلّق شغفاً بهذه البلدة الطيبة ولم يكتفِ بما قدّمه، بل أقدم على تضحية فارقة: بيع النفط للحكومة بالآجل وبمهلة للتسديد وصلت إلى ستة أشهر كاملة! وللدلالة على حجم التضحية يكفي أن نقول بأن مديونية الحكومة للشيخ أحمد وصلت 600 مليون ريال سعودي!!
وفي معمان انشغاله بتدعيم الدولة في أصعب فتراتها لم يغفل العيسي أبداً عن بسط يده البيضاء بالخير نحو مجتمعه، فمّول الجمعيات الخيرية ودعم الرياضة وعالج آلاف الجرحى وأعان ما لا يحصى من الأسر التي تعاني الفاقة، وغيره الكثير مما لا يتسع المجال لذكره.
هذا ليس خيالاً بل هو واقع ملموس في كل سهل ووادٍ وصلت إليه يد هذا الفارس اليمني الأصيل.
ولهذا فإن العيسي يا هؤلاء أرفع وأعلى من أن تطاله أقلامكم المأجورة وضمائركم العفنة، ولا يضر الجبال نطح الوعول.