همسة في أذن الشرعية: لا مساومة في “السيادة”

7 أكتوبر 2019
همسة في أذن الشرعية: لا مساومة في “السيادة”
أبو زين
أبو زين

بقلم - أبو زين

بالتوازي مع الأنباء عن “انفراجة” في الحوار الذي ترعاه المملكة العربية السعودية في مدينة جدة ، بين الحكومة اليمنية ومجلس العمالة الإنتقالي تتحرك الإمارات في مناطق عدة و “حساسة” على الخارطة اليمنية، وتدشن حملة تصعيدية جديدة.

البداية كانت في سقطرى بتمرّد جديد على السلطات الشرعية عبر مدير الأمن المقال (أحمد الرجدهي). المحاولة الانقلابية كانت بائسة وتدعو للسخرية أكثر من أي شيء آخر. وقبل أفول الشمس كان جيش الشرعية يعلن السيطرة على كافة المؤسسات الحكومية في سقطرى.

ربما ظن البعض أن الرجدهي هو من فقد عقله وانتفض كثور هائج في لحظة من جنون وقرر إسقاط الأرخبيل بعد أن رمته الشرعية من قاربها إلى حيث ينتمي، لكن التطورات اللاحقة كشفت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الرجدهي كان بيدقاً إماراتياً ساقطاً، كغيره من الساقطين في هذه الأيام العصيبة.

سويعات فقط مرت بعد أن فشل التمرد في سقطرى حتى دفعت ألوية العمالقة المتواجدة في الخطوط الأمامية بالساحل الغربي بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى عدن.

كل هذا يحدث والرئاسة والحكومة في الرياض تقدم تنازلات “مؤلمة” أملاً في حقن الدماء وإخماد الاقتتال الداخلي، وتصحيح دفة المعركة صوب العدو الأوحد والخطر الأعظم على اليمن (جماعة الحوثي).

هي إذن تحركات مدفوعة برغبة إماراتية جامحة لتحقيق نصر حاسم ضد دولة ظنت أنها “رخوة” لكنها صدمت بواقع مغاير. ويبقى على الشرعية أن تستثمر انتصاراتها التي حققتها على الأرض وآخرها ما جرى بسقطرى، بعدم التنازل عن سيادتها الحصرية والمطلقة على كامل التراب المحرر.

أتحدث عن التمسك بالموقف الرافض لأي مساس بسيادة الدولة، فلا مجال هنا للمساومة أو التنازلات. وما دون ذلك قابل للأخذ والرد، ولا يضير أن يعطى هؤلاء وزارة هنا أو محافظة هناك.

ولهذا يتوجب على الشرعية أن تكون فطنة لتحركات الإمارات، وأن لا تطمئن إلا لسلاحها فهو الوحيد القادر على إبقاء في جحورهم. اليقظة مطلوبة على الأرض والرسوخ على المبدأ وعدم شرعنة الانقلاب في جدة أمر لا مفر منه، وأي إخلال في هذين المحورين سيكون خيانة لليمنيين وشهادة وفاة أبدية للحكومة الشرعية.

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق