بقلم - فهد سلطان
كانت حملة مركزة ومنظمة، وعلى درجة عالية من التدريب والتخطيط، تذكرني بمثيلاتها السابقة: حادثة سحل القناص وصاحب الموز والباص الأزرق ونهب الثلاجة وأسرة الوصابي.. الخ. صباح الخميس وصلني فيديو المرأة التي تتحدث عن اغتصاب ولدها، وحديثها المؤلم ومحاولة الانتصار لولدها المغدور به، وتبحث عن العدالة الضائعة. بعدها بدقائق قليلة وصلني ذات الفيديو من شخص عفاشي لم يتواصل معي من سنوات. كما أني مشترك في عدد من المجموعات على الوتس آب وصل الفيديو أكثر خمس مرات، وبعض المجموعات كان يصل مرتين أو ثلاث مع فارق قليل، ولم تمر سوى ساعات حتى انهالت الرسائل والتعليقات على جميع منصات التواصل الاجتماعي، وكانت الحملة تسير في اتجاه بعيد عن أصل القضية.!
شعرت بدايتها، أن شيء ما غير طبيعي ولا منطقي يحدث، ووجدت نفسي، بين امرأة لا يمكن أن تكذب وهي تروي تلك القصة المؤلمة، والتي يهتز لها الصخر فضلاً عن بني أدم من دم ولحم، وبين معقولية الصمت تجاه قضية بهذا الحجم من قبل الجهات المختصة بتعز، وهنا: شعرت أن الكتابة والتعاطي مع هذه القضية يحتاج تريث.
بعض الأصدقاء عمل لي إشارات بصفحة الفيسبوك للتعليق، والبعض الأخر عمل لي إشارات فيها لمز وغمز بتعز وبالجيش وبالأجهزة الأمنية. شخصيا، حاولت أن أعرف من أين بدأت الحملة، وكانت الدلائل تشير إلى الأشخاص ذاتهم الذين يقودون حملات ممنهجة ضد تعز وضد الجيش الوطني منذ سنوات، وغالباً هذه الحملات تأتي، إما تغطية لحادثة أو تسبق قضية أيضاً.
تواصلت مع أشخاص في تعز عصر الخميس، ولم تصلني إجابة كاملة حول حقيقة الفيديو، واحداً منهم فقط يقسم لي أن هذه القضية قديمة، وأن نبشها بهذا التوقيت بفعل فاعل لأغراض دنيئة، ولكنه أكد لي، أنه لا يعرف أين انتهت القضية حينها.
اليوم وبعد ثلاثة أيام ووسائل التواصل الاجتماعي ترتج بهذه القضية – وهي تستحق ذلك وأكثر- عاد الهدوء تدريجيا بعد أن اكتشف الكثير أنها مجرد إشاعة مغرضة، وأن الفيديو قديم وقد تم بت القضية والنظر لها أمام المحكمة، وصدرت فيها أحكام قضائية.
هذه الحملات المغرضة وخاصة ضد تعز ومأرب والجيش ليست بريئة في هذا التوقيت، ويجب أن يكون الشخص في غاية الحذر،
تبين أن أكرم الشوافي وأروى الشميري هما المزود الأول بهذا الفيديو، ولهم تاريخ غير مشرف في هذا الاتجاه، وقادا حملة “الفيديو” ضمن شغل منظم يستهدف المدينة منذ سنوات، والغالبية – مع الأسف – سيراً مع الموجة بلا تمحيص ولا نظر في تفاصيل من يقف خلف هذه الحملات، راح يشتم ويضرب سهامه في كل اتجاه.
الذي يجري في تعز غير قليل، وضرب هذه المدينة من قبل تلك الحيات والعقارب ليس قليل أيضا، ومحاولة شيطنة المدينة لصالح الإمارات هدف لا يخفى على كل صاحب عقل ولديه بقية من ضمير.
أخيراً، كلمة شكراً لـ موسى النمراني، الذي يحاول أن يثقف الجمهور بثقافة حقوقية في التعامل مع هذه القضايا الحساسة بالذات.