بقلم - سليم الجلال
الأولى: وهو في لحظة التأسيس ، واعتبار الحزب امتدادا للحركة “الإصلاحية ” العربية ، منذ الأفغاني ومحمد عبده وغيرها من الحركات الإصلاحية العربية، فبقدر ما تمثل تلك الإصلاحية العربية ، باتجاهاتها الثلاث ” القومية واليسارية والإسلامية” بقدر ما انه قدم نموذجا يمنيا /عربيا لتلك الحركة الإصلاحية عروبيا /اسلاميا ككل، سادها المراوحة بين محاولات اصلاح السياسة ، او الدين تمظهرا وتغييرا..لها مآخذ وعليها ارهاصات التغيير ، وألم التموضع في واقع عربي تمور فيه اتجاهات مختلفة .
الثانية : مرحلة الثورة ، او المد الثوري ، فقد كان مع الثورة العربية في خمسينات وستينيات القرن المنصرم ، لكن مرحلة الإصلاح كانت ممتدة ومؤثرة فيه، فبقدر ما كان مع الثورة العربية ، بقدر ما كان يرفض التغيير الراديكالي الذي كان يؤمه اليسار ، ويقتفيه القوميون.
الثالثة: مرحلة التحرر الوطني : فقد كان معها وفيها بعضده وعضيده. وهو الآن في هذا العمر ، اصبح يختزل المراحل الثلاث ككل. كيف لا وهو يمثل امتدادا لكل مرحلة ، بل ويحسبها كجزء من تاريخه ، وتاريخانية اللحظة تثبت ذلك، فهو اصلاحي ، وثوري ، وحركة تحرر وطني معا. هذا ما تؤكده الأحداث وتشهد به عشر سنوات اخيرة من عمره.
بقي لي في هذا المقام ، التأكيد على تحوله الأعمق ، وغير المنظور اليه من قبل البحاثة والمهتمين والمتابعين، الا وهو القطع مع كل ماهو غير يماني الهوية ، والإنتماء ، أي اضحى الوطن اليمني هو برنامجه وبوصلة اهدافه، وخططه الإستراتيجية ، ولعبته ومواقفه التكتيكية، دون تقاطع او قطيعة مع صلاته الإسلامية ، او وحدته الوطنية ، او انتمائه العروبي، فهذه الوشائج البنيوية فيه ، تقول بالتكامل لا القطيعة ، وتتجدد في برنامجه العشري خلال مسيرته الأخيرة ، حيث استطاع ان يهضم تلك المراحل المختلفة في حياته وعموم حياة الحركات السياسية في الوطن العربي دفعة واحدة.
ازجيه التهنئة ، وأتمنى له كل الخير ، وقد استطاع ان يتخذ من ايدلوجية اليمن دولة ومجتمعا ، اساسا لأيدلوجيته ،ومن اليمن كوحدة عضوية في دوائر وجسد العروبة والإسلام مرتكزا لتحركاته