عبّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان، اليوم، عن صدمته إزاء عمليات القتل والإعدامات الميدانية التي تنفذها القوات التابعة للمجلس الانتقالي المدعومة اماراتياً خلال سيطرتها على محافظتي عدن وأبين جنوبي اليمن..مؤكدًا أن تلك العمليات مؤشر واضح على أن المصالح السياسية والعسكرية تطغى مجددًا على سلامة وأمن الشعب اليمني.
وأعرب المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيان نشره على موقعه الالكتروني عن بالغ قلقة جراء تصاعد عمليات الاعتقالات والدهم لمنازل المدنيين في مختلف أحياء عدن،
وأوضح المرصد ان المعلومات التي جمعها تشير إلى أن عدد المعتقلين خلال يوم واحد (الجمعة 30 أغسطس) وصل إلى 400 شخص.
وقال المرصد الأورومتوسطي ” أنّ قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً تستهدف في حملات الاعتقال والدهم، العسكريين والمدنيين المنتمين إلى المحافظات الشمالية كافة في أحياء عدن، إلى جانب العشرات من المنتمين إلى محافظتي شبوة وأبين”.
وحذر من أن تلك الممارسات وعمليات القتل والاعدامات وحملات الاعتقالات من شأنها أن تثير حربًا أهلية، وتشعل الجنوب اليمني بمعارك واشتباكات جديدة تفاقم أوضاع المدنيين المتدهورة أساساً.
وأشار المرصد نقلاً عن شهود ومصادر قبلية، الى إن مجموعة تابعة لقوت الحزام الأمني المدعوم اماراتياً اقتحمت منزل قائد عسكري موالٍ للقوات الحكومية في مديرية دار سعد شمال عدن الخميس الماضي، وأقدمت على تصفية شقيقه أثناء عملية اقتحام المنزل.
ولفت المرصد الأورومتوسطي الى انه وثّق إفادات لشهود عيان أفادوا أنه في 28 أغسطس ،أعدمت قوات الحزام الأمني أربعة أسرى داخل مستشفى في حي الصرح بمدينة زنجبار محافظة أبين، بعد أن أصيبوا بغارة لسلاح الجو الإماراتي على أحد مواقعهم في المدينة..موضحين بان قوات الحزام الأمني المدعومة اماراتياً اعدمت أيضاً في نفس اليوم جنودًا جرحى من القوات الحكومية اليمنية كانوا يتلقون العلاج بمستشفى الرازي بمدينة جعار محافظة ابين التي شهدت معارك عنيفة.
ونوه المرصد الى مقطع الفيديو المنشور على موقع “توتير” ويظهر فيه جنودًا من قوات الحزام يركلون بالأرجل ضابطاً أسيرًا من الجيش الحكومي، ويكيلون له سيلًا من الشتائم قبل أن يطعنوه بخنجر حتى الموت..مشيراً الى ان قوات الحزام اقتحمت منازل قادة عسكريين موالين للحكومة وأعدموا الحراس وفق ما قال مدير أمن أبين علي ناصر في تسجيل صوتي.
وقال مسؤول قسم الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في المرصد الأورومتوسطي أنس جرجاوي” إن تصاعد العنف والاشتباكات المسلحة بين حلفاء الأمس في عدن وأبين مؤشر واضح على أن المصالح السياسية والعسكرية تطغى مجددا على سلامة وأمن الشعب اليمني”.
وأضاف جرجاوي” أن التهاون المخيف من جانب المجتمع الدولي إزاء الحرب الدائرة في اليمن منذ خمسة أعوام وصراع السيطرة على عدن جرّأ الأطراف المتحاربة على اقتراف انتهاكات فظيعة وصادمة ترقى إلى جرائم حرب”.
ودعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول إلى التعليق الفوري لعمليات بيع أو نقل الأسلحة إلى جميع أطراف الصراع في اليمن..مطالباً الأمم المتحدة بضرورة اتخاذ خطوات ومواقف جدية تجاه عمليات القتل والإعدامات الميدانية، وتوقيف المتورطين بها، واتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.
كما دعا مجلس الأمن الى التدخل العاجل لحماية المدنيين من عمليات القصف التي تنفذها طائرات حربية إماراتية على محافظتي عدن وأبين.
