بقلم - أبو زين
في هذه اللحظات المريرة من تاريخنا المعاصر وفي ظل المتغيرات الكبرى في المشهد اليمني بات من المحتم على كل اليمنيين توحيد الطاقات والجهود لإحداث تغيير جذري في قواعد اللعبة مع التحالف العربي، وعلى الأخص دويلة الإمارات، فالواقع والتحالفات والمزاعم نسفت تماماً بمجرد أن قررت أبوظبي إحداث مجزرة هي الأبشع بحق قوات الجيش الوطني الباسل.
مجزرة راح ضحيتها أكثر من 300 بين قتيل وجريح في أشد صور الإجرام فداحة وأكثرها غطرسة وتجبراً وخسة.
لقد أدمى نصل الغدر الإماراتي قلب كل يمني، وأوجعت المشاهد المروعة من عدن وأبين أفئدة الملايين. وكيف لا تتوجع قلوبنا ونحن نرى عصبة من أحط القتلة شأناً يتفننون في استباحة دمائنا وتمزيق أفئدتنا كمداً وغماً، في ظل حماية طائرات دولة مارقة اختارت أن تكون لهؤلاء المجرمين ظهيرا.
إننا نواجه أعتى نظام قمعي في بلاد العرب، وأقذر عصابة قتل من المرتزقة المنحطين، ممن استمرءوا النشوة على أشلاء اليمنيين قاطبة، ولهذا فنحن نخوض أقدس المعارك الوطنية في تاريخنا المعاصر. يقرر هؤلاء السفلة التلاعب بمصائر ثلاثين مليون يمني في لحظة غفلة من الزمن.
لا يمكن لهذا الشعب المارد أن يرضخ لإرادة أصحاب النعمة المحدثة والأطماع المتورمة، كما لا يمكن لهذا الضارب في العراقة الموغل في القدم أن يقبل أن يعلو ثراه الدون والسّفِل. لذا فالمعركة معركة شعب بامتياز قبل أن تكون معركة دولة. أتحدث عن اندلاع شعبي عارم لم يحدث بعد. لا يكفي -مثلا- أن يصدح اليمني برفضه ومقاومته لما يحاك ضد بلاده. على والده ووالدته وأخيه وأخته وكل بنيه أن يهبوا في حشود الرافضين. كل يمني معني باستنهاض كافة أفراد أسرته ومن لا يملك مترسا في منصات التواصل فلينشئ مترسه هناك. الجميع بلا استثناء.
جذوة قضيتنا لا يمكن لها أن تخبو وعنفواننا لابد له أن يخرج من قمقمه. أما طرائق الرفض فهي شتى. يمنيو المهجر أيضا معنيون بالمشاركة في هذه الحرب. عليهم أن يضجوا كل عواصم العالم أجمع. هذه معركة مصيرية. والله لو لم نجد إلا أظافرنا لبريناها ولواجهناهم.
مطلع الألفية الجديدة دخلت الولايات المتحدة الامريكية العراق. وقف الشعب متفرجاً فيما حاول الجيش دون جدوى الوقوف بوجه الطوفان، وبعد حين انهد أحد أهم حواضر هذا العالم. موّل الخليج الذي يطعننا اليوم تلك الحملة. وبعد فوات الأوان أدرك العراقيون فداحة الخسارة ومرارتها. حينها وقف شاعر عراقي على أطلال الخراب منتحباً:
واضيعة الأرض إن ظلت شوامخُها
تهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!
أبعد هذا الذي قد خلفوه لنا
هذا الفناءُ.. وهذا الشاخصُ الجَلَلُ
هل بعده غير أن نبري أظافرنا
بريَ السكاكينِ إن ضاقت بنا الحيَلُ؟!
علينا – كشعب – أن نكون عند مستوى هذا التحدي الصعب، أو فلنفنى غير مأسوف علينا، ولنبكِ مثل النساء ملكاً عظيماً لم نحافظ عليه مثل الرجال.